السبت , أبريل 27 2024

ليلهُ مقمرهُ

11062359_869579156431598_1616658174380427974_n

بقلم / نيفين سامي

جَلَسْتُ في ليلهٍ مُقمِرهٍ تحتَ النافِذَه و الجميعُ نائمون، لا أسمع سوي صوتَ همسِ النجوم ، و لا أري سوي ضوءَ القمرِ الذي ملأَ صفحهَ السماء ِ
و كأنهُ قطعهَ ماسٍ في طبقٍ من الفضه . و تأملْتُ
ملياً و نظرتُ بعمقٍ لعلّني قد أري شيئا آخر لم أره من قبل، فقد اعتدتُ منذُ سنواتٍ طوالٍ أن أفعل َ ذلك كُلّما احتجتُ أن أخلو بنفسي أو أن أتحدثَ مع الطبيعهِ التي ظنَ الكثيرون أنها صامته، بينما أجدَ فيها كُلَّ شئٍ يتحدث ُبل و يروي قصصاً و يسردُ رواياتاً حدثتْ تحتَ سَمَعِهِ و بصرِهِ و التي كان أبطالُها نحنُ البشر. و سَمِعتُ العجيب َ و العجيب و كأنني أري ما يفعله البشر في صفحهِ السماءِ اللامعه… و رأيتُ بيوتاً باتَ أهلُها في إنتظارِ خبرٍ مُفْرِح ناظرينَ إلي السماءِ لتُعطيهم ْ البُشْري، ورأيتُ أطفالاً نائمونَ في الخلاءِ ناظرينَ
لفوقٍ لعل السماءَ تبني لهم حائِطاً يستُرَ عرائَهُمْ .
و رأيتُ مرضي مطروحين علي سرائرِ المرض ينظرونَ لأعلي كي يجدوا راحهً لآلامِهِمْ التي عجزَ الأطباءُ عن تسكِينِها. ………،،،،،،،،، ……….
ورأيتُ …. و رأيتُ …. و رأيتُ ………
ورأيتُ أمهاتٍ ناظرات للأعالي تطلُبَنْ معونه َ السماءِ في مشاركتهِنْ عالمٍ من الوحده عاشتن ْ فيه بعدَ رحيلَ الأزواج ِ و زواجَ الأبناءِ . و رأيت ُ أيتاماً يبكونَ فوقَ وسائدهم ْ لا يعلمونَ ماذا يُخَبئُ لهم القدر بعد رحيلِ الأب و الأم . و رأيتُ فقراءُ لا يرتدونَ إلا القديم و لا يأكلونَ إلا القليل ، ناظرينَ
للعُلُو و هم في شدهِ الاحتياج. و رأيتُ أبطالاً وأبطالاً صنعوا قصصاً حياتيه لم يشهدُها إلا الطبيعهُ الساكنة.
و بعدَ ساعاتٍ لا أذكر عددها ،،،،، أغلقتُ النافِذَه
و ذهبتُ لأخلُدَ إلي النومِ ، و سألت ُ نفسي (( ماذا قدمتُ أنا لهؤلاءِ أصحابَ هذه ِ القصص َ الحزينه )) ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
و كان الردُ للأسف ، (( لا شئ ))
و الغريب !!!!! أنني خَلَدْتُ إلي النوم 🙁
نيفين سامي
واحده مغتربه مصريه

شاهد أيضاً

المغرب

الــملــصـق المسرحي لمن ؟

نــجـيـب طــلال مـفارقات: أشرنا ما مرة، بأن هنالك ظواهر تخترق جسد المشهد المسرحي في المغرب، …