الأربعاء , أبريل 24 2024
أخبار عاجلة
الدكتور رأفت جندى
رأفت جندى

العنصرية بغيضة جدا

اثناء حديثى مع بعض الاصدقاء قال احدهم انه لا يحب ولا يرتاح فى التعامل مع جنس معين، وعندما سألته عن السبب، قال ببساطة “لانهم عنصريين”!

هذا الشخص لم يكن يدرى انه كان يدين نفسه فى انه عنصرى هو كذلك، وينطبق عليه قول الرسول بولس “لأَنَّكَ فِي مَا تَدِينُ غَيْرَكَ تَحْكُمُ عَلَى نَفْسِكَ.”

والذى حدث مع احد مرضاى قد يكون باعثا للبعض على مراعاة اصول الكلام حتى ولو كنت تظن انك تتحدث مع خاصتك.            

هو مريضى من بلد فى وسط افريقيا وفى منتصف الثلاثينات من عمره، راقى التعليم ومتحضر ذهنيا وداكن اللون بعض الشئ، ليس عربى الاصل ولكنه يجيد اللغة العربية قراءة وكتابة بحكم تربيته فى احد البلاد العربية.

ذات يوم ارتاد احد محلات الـ “دولار ستور” وبينما كان يتجول به للشراء قال صاحب المحل لزميل له باللغة العربية “راقب هذا الرجل الأسود حتى لا يسرق شيئا”

لم يكن يدرى المتفوه بهذه الكلمات أن هذا الشخص يفهم ما يقوله لأن ملامحه لا تدل على انه عربى.

وعندما اقترب منه الشخص الذى اتى لمراقبته قال له مريضى باللغة العربية، ما هو الشئ الثمين الذى فى الـ “دولار ستور” الذى يمكن ان يغرى احدا بالسرقة؟

بهت الشخص الذى اتى لمراقبته ولم ينطق بحرف، فقال له بصوت حاد تعالى معى للشخص الأخر الذى طلب منك مراقبتى…

وردد مريضى لصاحب المحل نفس الكلمات فبهت ونظر فى الأرض ولم ينطق، وكانت هناك مجموعة من الزبائن و2 من عمال الـمحل الذين لا يفهمون العربية فترجم لهم المريض باللغة الأنجليزية ما قيل عنه ولم ينصت لطلب صاحب المحل فى ان يكلمه فقط بالعربية.

قال لهم باللغة الانجليزية “ان هذا الرجل عنصرى وظننى لص لمجرد اننى غامق اللون وطلب مراقبتى، بينما غالبا اننى افوقه تعليما وثقافة وتحضرا، واننى بامكانى ان احضر البوليس له الأن متهما له بالعنصرية…..”

اصغى اليه الزبائن والعمال وهو يتكلم بنبرة حادة بينما صاحب المحل واقف امامه مطأطئ رأسه لا يقوى على الرد. 

القى المريض على الـ “كاشير” ما كان سيشتريه وذهب خارجا وفعل بعض الزبائن المنصتين للقصة نفس الشئ.

فى مراحل مقاومة شعور العنصرية فأن اول شئ ان لا يقال علانية، وقوله علانية هو مخالفة تعاقب عليها قوانين البلاد المتحضرة، وأن نقاوم التفكير فيه بل ونبغضه ولا نبرره لأنفسنا، ونحتاج لمعونة إلهية ايضا للتخلص منه نهائيا.

شاهد أيضاً

إعتذار إلى اللـه

مقال للفنانه /إسعاد يونس -مع إزدياد الضغوط على الأقباط فى مصر كانت المرارة تزداد داخلى …