السبت , أبريل 20 2024
الكنيسة القبطية
ماجد سوس

علماني وبيوعظ !!

و على الرغم من أننا ، ككنيسة و شعب ،امامنا تحديات اخرى كثيرةتواجه شبابنا و شعبنا علينا ان نهتمم بها وهي أكبر من تلك الأمور التي تبدو صغيرة ،الا أنها كالثعالب الصغيرة التي قد تفسد الكرم كله.

دعاني احد الخدام لزيارته و تبادلنا اطراف الحديث عن حال الخدمة في مصر وفي المهجر و قال لي انه يقود إجتماع عربي و لكنه لا يستطيع ان يدعي أي علماني ليعظ في الإجتماع لأن كاهن الكنيسة لا يفضل ان يقف علماني و يعظ !

وقال لي اخر و هو غاضب انه عندما كان يقود اجتماع الشباب في بلده كان يدعو وعاظ كثيرين من علمانيين

وشبان وأن احد الشباب الذي كان يدعوه كثيرا ليعظ في الإجتماع ، حتى عرفه الشباب و الشعب ، سيم كاهنا على نفس الكنيسة و كانت اول قرارته عدم السماح للعلمانيين بالوعظ و آخر قال لي ان أحد الآباء – متنيح – كان يمنع العلمانيين من الوعظ فقلت له لا أعتقد ولا أصدق أنه قال ذلك لأنه كان من وعاظ الصعيد العلمانيين الشهيرين وقد دعي و هو علماني للوعظوالخدمةفىابوتيج – جرجا – الفيوم – طهطاوكاني خدمة نيافة الأنبا موسى ، اطال الله عمره ،قبل خروجهم من العالم ةالالتحاق بسلك الرهبنة.

وقيل لي أن كاهنا اخر كان يرفض خدمة العالمانيون التعليمية مستندا الى آية كتابية في العهد القديم تقول ، من فم الكاهن تؤخذ الشريعة!!

أعترف أنني ترددت كثيرا قبل ان ابدأ في الكتابة في هذا الأمر ، ليس خشية ان يغضب مني احد رجالات الكنيسة الرافضين لإعطاء العلمانيين استخدام هذه الموهبةولا لجسامة الموضوع حيث انه،في نظري، أمر محسومٌ روحيٌ وكتابيٌ و كنسيٌ.

منذ نشأة المسيحية بل منذ بء الخليقة و مرورا بالناموس و التعليم و الوعظ موهبة قد يعطيها الله لطفل صغير او لإمرأة ، غير مرتبطةاطلاقا لا بكهنوت او أية درجة روحية او رتبة ما.

و لعل عظة الشماس اسطفانوس و الذي كان منوطا به خدمة الموائد، تعد ، كما قال احد الآباء ، من اعظم العظات التي قدمت في التاريخ الكنسي أجمع وهو الذي لم يكن لا من قادة الكنيسة او لا من رعاتها .

اما العلامة الفذ الذي قدم للكنيسة نفائس الكتب و تفسيرات الكتاب المقدس ،اوريجانوس فقد اختاره بابا الكنيسة ، واعظا و عميدا لمدرسة الاسكندرية اللاهوتية و هو لم يزل علمانياً في الثامنة عشر من عمره

وقد كان اساقفة الكنيسة يتهافتون عليه ليأتي الى كنائسهم ليعظ فيها و كانوا وهم آساقفة يجلسون أمامه ينهلون من علمه وهو لم يزل علماني و كان البابا بطرس يرسله في كل المسكونة ليعظ الشعب و يحارب البدع و الهرطقات حيث رأى فيه موهبة وعظ و تعليم لا مثيل له و لا من الرعاة و التي لم يسجل التاريخ لنا اي تذمر أواعتراض منهم لكونه علمانيا !

اما الشاب الذي وقف وهو لم يزل شماسا امام اساقفة المسكونة يشرح لهم الايمان و يضع لهم قانونه فكان الشاب اثناسيوس الذي انار الكنيسة بتعاليمه و عظاته منذ صغره و لم يسجل التاريخ ايضا ثمة اعتراض واحد من بطريرك و اساقف مسكوني بمقولة انه كيف يقف شماسا يتكلم امامنا و نحن الأعلون.!

لضيق الوقت و المساحة لا أجد متسع لسرد كل قصص العالمانيين الذي ثبتوا ايمان الشعب القبطي على مدى واحد و عشرون قرنا من الزمان و يكفي في العصر الحديث ان تجد العلمانيين وقد ساهموا بشكل ملحوظ في نهضة الكنيسة الحديثة بعظاتهم وهم من دون الأكليروس كالقديس جبيب جرجس مؤسس خدمة مدارس الاحد القبطية العظيمة .

كما هناك العلمانيون الخدام التي تسببت عظاتهم و خدمتهم الناجحة في اختيار الشعب لبعضهم في خدمة الكهنوت لاحقاً كنظير جيد (البابا شنودة)وعظاته النارية للخدام حين كان علمانيا وقد قالي لي احد الرهبان المسنين انه حضر عظة لنظير جيد موضوعها عن الروح القدس الناري كانت مقدمة للكهنة و خدام القرى كانت قوية هزت نفوس الحاضرين .

و هناك العلامة القدير وهيب عطالله ( الأنبا اغريغوريوس) و سعد عزيز ( الانبا صموئيل ) و د. اميل عزيز (الأنبا موسى) و المحامي و الواعظ الشهير وهيب زكي سوريال (القمص صليب سوريال )و ماذا عن اشهر وعاظ الصعيد شاكر خليل الدويري (القمص مرقس خليل)

و الأكثر من هذا ان المتنيح القديس ابونا بيشوي كامل و الذي كان يهتم بالعلمانيين الوعاظ و كان يشجعهم على الوعظ ة التعليم و لا انسى على سبيل المثال لا الحصر الراحل عادل بسطوروس المحامي والدكتور المؤرخ نصحي عبد الشهيد و المهندس مجدي أنيس و غيرهم .

بل أكثر من ذلك كان ابونا بيشوي يأتي بالمؤرخة الشهيرة إيريس حبيب المصري و يجعلها تلقي محاضراتها امام الشعب و الخدام في كل اجتماعات الكنيسة .

و قد حزا حزوه الأسقف المحبوب الأنبا موسى اسقف الشباب و الذي لم يكتف بتشجيع العلمانيين و ارسالهم الى كل كنائس الكرازة للتعليم وتدريس الكتاب بل لا انسى و قد رأيتي بعيني اتضاعه الشديد حينما كان يدخل مكانا فيجد علمانيا او شابا يعظ فيطلب منه بإلحاح ان يستمر في عظته و لا يقطعها بسبب وجوده

كما ان نيافته هو ايضا الذي قدم للكنيسة الأستاذة القديرة ايريس نسيم المتخصصة في المجال التربوي وعلم النفس والتي ساعدت الكثير من الشباب بمحاضراتها الهامة و الشيقة في المساعدة على حلول الكثير من المشاكل النفسية و الاجتماعية في المجتمع .

ولا استطيع ان انسى دور الواعظ العلماني المفوه الشهير الأستاذ الدكتور مجدي اسحق و عظاته المبهرة في شتى مجالات الحياة الروحية بخلاف علم النفس و الإجتماع و الدكتور رأفت قدري استاذ الكتاب المقدس مؤسس مركز القديس تيموثاوس لدراسة الكتاب بأسقفية الشباب و الراحل الاستاذ ممدوح شفيق صاحب الكتاب الجميل سياحة في العهد القديم و الارشيذياكون رمسيس نجيب و غيرهم من اخوتي و آبائي العلمانينن المعلمين في كل مكان و كل كنيسة و الذين يصعب حصرهم في مقالة واحدة .

اما ما يقال عن ان تؤخذ الشريعة من فم الكاهن فعلينا اولا ان نعي ان هذه الاية قطعت من سياقها حيث كان الله يعاتب الكهنة في العهد القديم على تقصيرهم و فشلهم في قيادة الشعب فقال معاتبا لهم بدلا من ان تؤخذ الشريعة من فمكم تخطئون امامي و كان الله غاضبا جدا حين قالها .

على أن المقصود بالشريعة الآن هي اسرار الكنيسة و التي يشترط فيها وجود كاهنا مشرطن اما موهبة التعليم او الوعظ و قد وضعها بولس الرسول ضمن مواهب الروح القدس القدس التي تمنح لكل المؤمنينو على أن يكون دورالاب الاسقف هنا كونه هو الناظرعلى التعليم ان يراقب التعليم و سلامته.

عزيزي القاريء الهدف الذي من أجله كتبت مقالي هذا، من ناحية كي نقدم الشكر لكل علماني معلم ، ساهم في نهضة الكنيسة و من جهة أخرى ان نفتح المجال امام شبابنا و خدامنا للوعظ و التعليم و التبشير فلربما نجد اثناسيوس و اريجانوس و ذهبي فم ، جديد فكنيستنا أم ولود و لديها الكثير و الكثير من الموهوبين المملوئين بالروح و المواهب للجميع و الواهب يعطي الجميع بسخاء بلا تعيير و الكنيسة تساع الكل و الحصاد كثير و الهدف وحيد و هو خلاص نفس الراعي و الرعية.

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

لوبي باراباس الجدد ..!

لماذا لم يفكر هؤلاء الاشاوسه في نشر فيديوهات للأسقف مار ماري عمانوئيل ضد المثلية والبابا …