الجمعة , أبريل 26 2024
نشأت عدلي

وجوه خلف الأقنعة .

الله خلقنا بوجوه صافية، وطبيعة نقية، من روحه القدوس نحن فخلق الله الإنسان على صورته على صورة الله خلقه ذكراًَ وأنثى خلقهم (تك – 1 : 27 ) دائماًَ الإنسان متمّرد!!، متمّرد على كل شيء حتى على نفسه، لا يُقّدر أبداًَ القيمة الحقيقية لما بين يديه، ولا يدرك قيمة ما حباه الله به من مواهب عديدة… وعدم إدراكه الصحيح هو الذي يدفعه للتجمّل بأشياء يعتقد أنها ستعطيه مكانة خاصة لمن يتقابل معهم في الحياة العامة حتى العاملين تحت رعايته….. لقد خلقنا الله على أفضل صورة، ولكننا لم نقتنع بهذه الصورة الجميلة – من وجهة نظرنا– وإنتابنا إحساساًَ بأنه يمكن لنا أن نجمّلها بوضع رتوش عليها لتكون حسنة، وذلك لخزي أغراضنا وسوء نياتنا.
فأصبح لكلٍ منا قناع أو أكثر يظهر به ليُخفي الوجه الحقيقي له ولعدم إدراكنا للقيمة الحقيقية للنعمة التي بداخلنا والتي بها نستطيع كل شيء ولكن بقوة الإيمان الممنوح لنا من الله القادر على كل شيء، أصبحت الأقنعة لازمة لتخفي بشاعة دواخلنا ونواياها.
**لقد خلقنا الله وبداخلنا البساطة وطيبة القلب والثقة المتناهية، لنتعامل بها مع العالم المحيط بنا، فإذ بهذه البساطة والطيبة تتواجه مع الخباثة والكذب وكلامٌ ملتوي، والإتهام بالسذاجة وعدم إدراك الزمن الذي نعيش فيه، وتبدأ رحلة من تعاملات ظاهرها شيء وباطنها إستغلال لينال منك ما يريد – أصله طيب ومعندوش لف ودوران.
وهناك قناع يلبسه هؤلاء الماكرين ليوقعوا البسطاء في براثن شباكهم المنصوبة لينالوا منهم مرادهم، فيتظاهروا بالشرف والأمانة والحفاظ على الكلمة الواحدة حتى يقع في براثنهم مُحبي هذه القيم.
**وفتيات اليوم أستطيع أن أسميهم “أقنعة بلا وجوه” بعد أن فقدن ملامح وجوههن الحقيقية من كثرة تقليد ما يرونه على الشاشات المرئية من إغراءات الأزياء والأصباغ والمساحيق الخارجية والتي بالطبع لها تأثير على الوجوه الداخلية التي يتزينون بها أمام خطّابهن و…..الخ، فتختفي وراء هذه المساحيق الداخلية والخارجية كل معالم الشخصية الأصلية، ولا تستطع مهما أن أوتيت من فراسة أن تكتشفها، ولهذا إرتفعت نسّب الطلاق أمام المحاكم الآن، والذين يطلبون حلّ من الكنيسة لكي تزوجهم ثانية، والذي أكتشف أنه قد خُدِعَ ..الخ، حتى العلاقات الأسرية لقد غلفتّها الأقنعة فأصبحت باهتة وهشة، فاقدة الحميمية، بل أدت إلى نوع من التفكك الأسري، ولكن هذا لا يمنع أن هناك أسرّ كثيرة إلى الآن لا يعرفوا مثل هذه الأقنعة أو حتى إستعمالها.
** أما أكثر الأقنعة التي تبعث الغثيان والإشمئزاز هي التي يلبسها البعض من العامة خافياًَ شرّه وراء قناع الدين، مظهراًَ تقوى وورع تجعلك خجلاًَ من حديثك معه بحرية الإنسان البسيط، بل ويكون مؤنباًَ لضميرك على توانيك وكسلك في الصلاة أو الذهاب للقداسات بحركات وإيماءات تمثيلية ممثلة ببراعة الفنانين بل وأكثر، وفي لحظة أو موقف معين تكتشف الزيف الذي عشته مع هذا المدعي، وربما بسببه تهرب من كل المتدينين والخدام الصادقين.
**لم يجد الشباب مثل أعلى يقتدون به على المستوى الأخلاقي أو على المستوى الديني ليكملوا به مسيرة شخصيتهم المتمزقة بين الحلم والواقع الذي يعيشونه ويرونه بين ما يجب أن يكون وبين ما هو كائن بالفعل فإكتشفوا حاجتهم إلى قناع ليسيروا به في طريق النفاق – أكل عيش **أما قناع المسئولين ليس واحداًَ، بل أقنعة كثيرة تتلون بحسب المواقف والمناقشات، فنقاشهم سوياًَ له قناع، ومع الجماهير قناع أخر، ومع من يرأسهم قناع ولكنها تصب جميعاًَ على عدم المصداقية والخداع، فهم يعدونّ ولا يوفون، باسمي الشفاة مقضومين من الداخل.
**الطامة الكبرى عندما تجد هذا القناع على رجال الدين بمختلف مواقعهم ووظائفهم وما يسببه من أذى لكل من يتعاملوا معهم… وسأترك بقية مشكلات هذا القناع لفطنة القارئ الذي يعرفها تماماًَ ولا أريد الخوض فيها.
كثرة الأقنعة خاصة بين الرجال هي نوع من أنواع الخوف الموجود بداخلنا لأننا لم نتعلم كيف نقول لا أو لم نتعلم كيف نواجه؟ خوفاًَ من البطش سواء دينياًَ أو بدنياًَ أو أدبياًَ، وتتساوى هنا كل المؤسسات حكومية أو دينية، لذا نرى في المواقع الالكترونية كلٌ يرد أو يكتب بإسم غير أسمه ..
كثيرة هي أقنعتنا التي نتعايش بها أمام الناس خوفاًَ أو خجلاً ، وإلى لقاء أخر عن الأقنعة الوقتية والثابتة إن شاء الرب…..

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

الضابط شفتيه، فطين

ماجد سوس تفاح من ذهب في مصوغ من فضة، كلمة مقولة في محلها. تلك المقولة …