الخميس , أبريل 25 2024
المغرب
عساسي عبدالحميد

هل سيتحكم المغرب مستقبلا في الأمن الغذائي العالمي؟

 بقلم عساسي عبدالحميد 

أكد المدير العام للمكتب الشريف للفوسفاط بالمغرب السيد ” مصطفى الطراب ” بأن هذه المؤسسة العمومية

ستصبح جاهزة خلال ثلاث سنوات على أكثر تقدير لتفويت جزء من رأسمالها الوطني لمستثمرين أجانب

جدير بالإشارة أن المغرب يتوفر على أكثر من نصف المخزون العالمي لهذه المادة الحيوية

والتي سيراهن عليها العالم خلال السنوات المقبلة نظرا لأن الفوسفات هو مصدر الأسمدة

لتخصيب التربة ضمانا لانتاج فلاحي يسد حاجيات الانسان المتزايدة من الغذاء ….

لوبيات ومافيات ما وراء البحار المتشكلة من الشركات العملاقة المتغولة و أجهزة مخابرات

لدول عديدة ترى أنه لا يحق للمغرب التصرف الكامل والمطلق في هذه السلعة الاستراتيجية

الخطيرة التي ستمس الأمن الغذائي العالمي، و بناء عليه يجب تفويت المؤسسة المشرفة على

فوسفاط المغرب عبر مراحل، ولابأس أن يحتفظ المغرب بأحقية التسيير كمرحلة أولى

بامتلاكه 51 في المائة من أسهم الشركة في أفق طرح المزيد من رأسمال المكتب الشريف

للفوسفاط للبيع و نزع حق التدبير من أيدي المغاربة رويدا رويدا…..

صناع القرار بالرباط استوعبوا الرسالة جيدا، فلا مجال للمناورة والتشدد “وإلا…..وإلا ماذا” ؟؟ (….)

يمكن تشبيه المغرب في هذا الحالة كصاحب ضيعة يتوفر على نبع وفير من الماء يزيد كثيرا

عن حاجاته و محاط بضيعات عديدة لا يكفيها مائها للشرب وسقي زراعاتها

ولهذا لا يحق للمغرب وحده تدبير هذه المادة التي سيتوقف مصير الشعوب عليها، فلا بد من تفويت القطاع …

أخيرا ارتأى المغرب أنه من الحكمة بمكان قبول شركاء أجانب للتملك والتدبير

والاستفادة من مناجم الفوسفاط المغربية حفاظا على أمن و سلامة ووحدة المملكة

من التفكك والتدمير والمؤامرة (( و في ليبيا لآية لقوم يتدبرون )) ؟؟

والكثير ممن يشكل جزءا المحيط الملكي سيغتنون من جراء المؤامرة التي يصفها الكثير

من المتتبعين بأنها جريمة اقتصادية سيرتكبها القصر الملكي في حق الشعب المغربي

ان حدثت، ولمثل هذه الصفقات تم خلق حزب الأصالة والمعاصرة الذي أسسه صديق الملك

ومستشاره الحالي “فؤاد عالي الهمة ” حتى يتم تمرير المشاريع عبر مؤسسات و أجهزة الدولة …

قطاعي الزراعة و الالكترونيات يعتمد على مادة الفوسفاط التي يتوفر المغرب

على أكثر من نصف الاحتايطي العالمي علما بأن المخزون الأمريكي سينفذ خلال سنوات

وستعتمد الولايات المتحدة الأمريكية على الفوسفاط المغربي لأمنها الغذائي وسياستها الخارجية ….

فرنسا…. ترى في المغرب احدى تركات امبراطوريتها الاستعمارية، خاصة بعد تزايد الاهتمام العالمي

في الآونة الأخيرة بالفوسفاط المغربي الذي يشكل أكثر من نصف المخزون العالمي، قناعة فرنسا

تشتد وتتصاعد بعد كل تصريح لخبير اقتصاديي أوروبي أو أمريكي بأن المغرب بات قاب قوسين أو أدنى

من التحكم في الأمن الغذائي بفضل هذه السلعة وحاجة العالم الملحة للفوسفاط

وفضلا عن الأملاح المعدنية والأسمدة الكيماوية التي لا غنى عنها في تخصيب الأراضي و الزيادة

في المنتوج الفلاحي فهناك مادة اليورانيوم ومكونات أخرى تدخل في صناعة البطاريات و الأجهزة الالكترونية ..

و في سياق الحديث عن فرنسا و مصالح فرنسا فإنه كلما أبدت جهة ما التعاون مع المغرب

الا وتتدخل فرنسا بشكل عنيف وفجائي كصاحبة حق شرعي تاريخي لتقول كلمتها

في طبيعة العلاقات الاقتصادية والسياسية التي يجب على المغرب نهجها واتباعها اقليميا

مع بلدان الساحل و جنوب الصحراء، و دوليا مع واشنطن و الصين والهند ، حتى طبيعة الجهوية الموسعة

التي ( ينوي ) المغرب اعتمادها في خياراته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية تتدخل

فيها فرنسا لكي تلائم وتتماشى مع استراتيجياها و مقارباتها الأمنية والاقتصادية ….

كلما عبرت واشنطن عن دور المغرب الهام كبوابة مربحة نحو قلب وكنوز افريقيا الا و تتحرك فرنسا لجس النبض

والتأكد من سلامة امبراطوريتها الكولونيالية ، وكلما أبدت الصين رغبتها في احياء طريق تجارة الحرير عبر

المغرب الا و تتحرك بتجنيد اعلامها و ارسال رسائل بالمرموز والواضح لدار المخزن عنوانها ” حذاري ثم

حذاري “و كلما هم واهتم المغرب باحياء طريق القوافل القديم نحو تمبوكتو عبر بوابتي مراكش وموكودار

الا و يقول الفرنسيون حتى نحن لنا حصة ونصيب و حق تاريخي في طريق مراكش تومبوكتو ….

فرنسا تصير عدوانية و ترمي قناع مبادئ الثورة الفرنسية ” حرية – مساوات –أخوة ”

اذا ما تضررت أو هددت مصالحها في امبراطوريتها جنوب المتوسط ، فرنسا لا تتوانى في

اغتيال قادة وزعماء أفارقة اذا ما رأت ضرورة لذلك و هذا ما فعلته مع الرئيس الجزائري الهواري

بومدين عند قيامه بتأميم المحروقات الجزائرية سنة 1971 فتجرع سم الثاليوم سنة 1977

وما فعلته مع رئيس البوركينابي ” طوماس سانكارا سنة 1987 الذي كانت ترى فيه محرضا خطيرا

عليها ببلدان الساحل و الغرب الافريقي ، وما فعلته مع المعارض المغربي “المهدي بنبركة”

بتواطؤ مع جهات ما لأنه كان يشكل خطرا على مصالحها ويؤلب دول العالم الثالث عليها

فتم اختطافه واغتيالة سنة 1965 وتحل اليوم الذكرى 51 على تغييبه و مازالت عائلته

ورفاقه يطالبون بالكشف عن مصير جثته، وما زالت فرنسا تتمسك بطابع السرية في ملف اختطاف

واغتيال المهدي بنبركة … ومخابرات فرنسا ضالعة بشراكة مع عدة جهات حتى في تسميم

واغتيال الرئيس المصري السابق “جمال عبدالناصر” التي كانت ترى فيه باريس المحرض

الرئيسي للجزائريين بعدم الاكتفاء بالاستقلال الشكلي و التخلص من الاستعمار الاقتصادي والفكري والتبعي

لفرنسا، وكان عبدالناصر يحرض شعب الصومال الفرنسي ” جيبوتي ” على الثورة بل وكان يدعو كل زعماء

الدولة الافريقية التي كانت تحت الوصاية الفرنسية للتخلص من تبعيتها لباريس …

فرنسا ترى لنفسها الحق التاريخي في أية امتيازات واستحقاقات تهم المغرب الذي ما زالت تعتبره جزءا من

امبرطوريتها الاستعمارية ، بل وذهب بعض ساسة فرنسا الى اعتبار المغرب كتلك المومس التي نضاجعها كلما

كانت لنا رغبة في ذلك دون إبداء مشاعر الحب النبيل اتجاهها ….

اسبانيا والجارة الأوربية الأقرب الى المغرب تخشى من تحول المغرب الى قوة اقليمية

جاذبة للاسثمارات الدولية و هي الجارة التي لا يفصله عن المغرب سوى 14 كلم و لا يفصلها عن

مناجم الفوسفاط بخريبكة واليوسفية سوى نصف ساعة بالطائرة ترغب هي الأخرى

لكي لا يطلق المغرب كامل سيادته عن هذا الذهب الأبيض الذي سيتوقف الأمن الغذائي لكوكبنا الأزرق

عليه …ولابتزاز المغرب و لكي تظهر للعالم أن لها الحق في الكعكة و أن جزء كبير من شمال المغرب

خاصة الريف كان تحت وصايتها و أن الصحراء الغربية المتنازع عليها حاليا بين المغرب و جبهة

البوليساريو والتي بها منجم للفوسفاط بمدينة بوكراع كان تحت سيادتها، فلها أساليبها و طرقها التي تتمثل في

تسخير الاعلام لاظهار المغرب كبلد يخرق حقوق الانسان و يقمع سكان الصحراء الغربية المطالبين بحقهم في

تقرير المصير …. وعما قريب ستعمل المخابرات الاسبانية بتنسيق مع عسكر الجزائر على تحريك الشارع

بالصحراء الغربية حتى تقول اسبانيا أنا أيضا لي موطئ قدم هنا وبمقدوري التأثير …..

ما يحدث الآن في مدينة طنجة شمال المغرب و خروج ساكنتها في مسيرة الشموع و اطفاء الأنوار ليلا كشكل

احتجاجي ليس بالحالة البريئة، ففواتير الماء والكهرباء المرتفعة من طرف شركة أمانديس الفرنسية المكلفة بتدبير

هذه الخدمة بتفيض سابق من المغرب ،ما هي سوى رسائل فرنسا الخبيثة و التي مضمونها كالتالي

(( اننا قادرون على تحريك الشارع المغربي بمختلف الطرق متى شئنا ” فحذاري ” )) ….

فرنسا و اسبانيا يضغطان على المغرب من الشمال ( طنجة ) ومن الجنوب ( الصحراء الغربية )

لابتزاز المغرب وبعث رسالة الى كل العالم، أن لباريس و مدريد نفوذ لا يمكنهما التخلي عنها

تحت أي ضغط أو طارئ ، وأنهما أي باريس ومدريد لابد أن يكونا في صلب الحدث ومن أوائل المهتمين

بمناجم الفوسفاط المغربية

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

الضابط شفتيه، فطين

ماجد سوس تفاح من ذهب في مصوغ من فضة، كلمة مقولة في محلها. تلك المقولة …