الخميس , مارس 28 2024

الماء والقمر


مممم

بقلم سمير منير

جريدة الاهرام الكندى

سواد حالك إلا من ومضات فضيه رفيعه تظهر وبسرعه تختفي
نضجت العاصفه .
أختفت كل اﻷقدام وسمع هو اﻷمواج وهي تصعد السلالم خلفه
فخاف من ان تصل الي السطوح فتطفئ المصباح وتغرق أعواد
الثقاب وتتخذ طريقها الي السرير …حينئذ سيشبه المصباح في
البحر المالح رأس رجل غريق من فكره صفراء واحده فحسب .
اغلق الباب ودس المفتاح في جيبه .. تييك .. افترشت الغرفه
باﻷضاءه وقطرات المطر تنقر علي السقف الصفيح…..سمعها
فتأكد ان ذلك هو نفسه وفي مكانه منتزعآ ب .. ﻷ … نهايه
الليل وبفروعها الطويله وقف أمام المرأه ليؤكد ذاته.
ماذا عن هذا الشعر اﻷشعث ، الوجه المرعوب، القميص
الممزق ، والجسد الملون بألكدمات .. ؟ ……. تسألت .
صمت …
أوووووووم……….. توك …. تن علي السقف الصفيح يقطعه..الرجل تبدل حاله فأصبح متألقا تماما شاع الدفء ……….
حجر ضل طريقه عن حبه التوت فسقطت وتمددددت ورقتها
وغطت ألسقف ألصفيح .
تملصت بسهوله .. وعاد الصمت متالقا .
سأرحل ..
قالت سأرحل لايمكنني الاستمرار فهذه العاصفه .. رمي
أوراق اللعب ..سمعت خطوات علي السلم .. تييك .. ساد
ألظلام .
في الركن الغربي للغرفه تكورت …… أنفتح الباب بفعل
العاصفه.. أقتحمت ظلام الغرفه قصاصه ضوء جمعت بها
المرأه أوراق اللعب من علي الارض ودستها داخل حقيبتها
القماشيه .. وقفت بأيماءه تشبه شخصآ هارب من الجحيم
صرير الباب …خرجت هي وبقي هو يطن كنحله محبوسه
داخل زجاجه في بدايه الربيع .
كان السطوح عاري تماما إلا من المرحاض النتن وماسوره
المياه بداخله حالها كحال السماء تبكي بحرقه .
في الشارع الجانبي المعتم وداخل الحانه شبه المعتمه كان
النادل يجمع بقايا مشروبات السكاري اللذين افلوا وكانت
ضحكاتهم المترنحه تذوي ..تتلاشي مع الرزق .
تطلعت الي وجهها بابتسامه مريره وعندما أضيئت بضوء عابر
ظهرت لها التجاعيد العميقه المنحوته في اركان وجهها الطفولى
__ أنني شخت .
قالت في نفسها ثم أخرجت حافظه نقودها وفتحتها وجالت ببصرها
لتمنح صدقه للشحاذ الذي لم يكن موجود في مكانه المعتاد ابتلعته
العاصفه كباقي الاشياء .
أخرجت مشط الشعر وبهدوء أبتسمت لشبحها فبادلها الابتسامه
كان نادل الحانه ينظر اليها مختبئا بين تجاعيدها المضاءه في عمق نافذه الحانه دون أن ترآه .. لمحته فتكدرت .. وهرولت .. سقط مشط الشعر وكذلك حافظه النقود .
الرائحه النتنه وبكاء ماسوره المياه .. صرير الباب .. وفي الركن
الشرقي للغرفه تكورت .. بكت وكانت دموعها ساخنه كالخطيئه…
سألها .. أجابت..جذب زراعها .. وقفت أقترب والتصق فشاع الدفء
وأختفي الطنين.. أهتز جسدها دموعها الساخنه قتلت الدفء . أخرج
نقود من جيبه واعطاها …دستها في حقيبتها واخرجت اوراق اللعب المبتله واعادتها اليه نثرها في اركان الغرفه فعادت الحياه للدفء .لحيظه واهتز جسدها برقه …. ابدا لن يقتل الدفء قالها في نفسه اوووووووووووووووووم ..توووووووووك تين . ماتت ورقه الشجر
ضمها بشده .. سقطت الباروكه.. مسح بابتسامه عذبه علي رأسها
اﻷملس فغاصت خجلا في طيات لحمه بينما كان هو يستمع الي لحن يرشح إليه من الماء والقمر .
تمت

شاهد أيضاً

الأقصر

مدفع رمضان بالأقصر.. ومرارة فقد هويتنا

كتب الاستاذ الطاهر على الحجاجى كان المدفع الذى أمامنا بالصورة من أقدم المدافع ويرجع تاريخه …