السبت , أبريل 20 2024
الدكتور رأفت جندى
رأفت جندى

وحوش الأرض ليسوا حيوانات

 

 224 راكب ما بين طفل وطفلة شاب وشابة كهل وعجوز انفجروا في الجو في الطائرة الروسية المقلعة من شرم الشيخ، وأن كان التحقيق في الأسباب لم ينشر بعد فأن يد الإرهاب واضحة للعين حتى انهم تابعوا الطائرة وصوروها وهى تنفجر لمعرفتهم بما وضعوه فيها، ونتيجة التحقيقات ستكون كما يريد السياسيون، وبعض النتائج سترجح المصلحة والمنفعة قبل الحقيقة.

لا يفرق ان يكون المرتشى أو من وضع القنبلة من عمال الفندق او المطار ام انه بريطاني او امريكى ام مصري فكلهم نتيجة لما أجرمه المجرم الأكبر الذى زين لهم أنه هذا هو ما يحبه الله.

كم من طفل كان يلهو بلعبته قبل ان ينفجر أو طفلة كانت تسبسب شعرها قبل أن تسقط من هذا العلو الشاهق. كم من شاب وشابة قتلت احلامهم مع أجسادهم.

لقد صدق من لقب هؤلاء بـ “وحوش الأرض” ولم يقل عليهم حيوانات، لأن الحيوان سواء من أكلى العشب أو اللحوم والغير متوحش لا يفعل هذا ولكن ان أصابه السعار او التوحش فانه يقتل كل من يصادفه.

وعلى المستوى البشرى العادى قد تكون قاسيا ان لم تشعر بشعور الآخرين، فكم وكم سيكون اجرامك لو فعلت هذا بالأخرين، الشخص العادي يشعر الذنب لو تسبب بغير عمد او بهفوة في ايذاء الأخرين فكم وكم من يفعل هذا بالعمد، وهناك من يقول في صلواته “اغفر لنا ذنوبنا التي فعلناها بمعرفة او بغير معرفة التي فعلناها بإرادتنا أو بغير ارادتنا، الخفية والظاهرة” فكم وكم يكون ذنب من اوصى بقتل الأخر إرضاء لله.

ضحايا الطائرة الروسية ليسوا الا عينة بسيطة لما يحدث من كوراث في سوريا والعراق وليبيا وغيرهم، ولا نقول ان الدول تلهو بالفرجة لأن بعضهم هو من صنعها.

من المضحك أن مبارك قد حٌوكم على اشياء لم يفعلها في قتل المتظاهرين ولكنه لم يحاكم بالحقيقة على ترك هؤلاء يتوحشون في مصر فأطلق يدهم في جميع المؤسسات لكى يفسدوها ويفسدوا ما امكنهم من شعب مصر.

اود لمصر أن تعلن بكل الشفافية عن الحقيقة كاملة مهما بلغت قسوتها والمخطئ الذى يعترف بتقصيره لا يسقط من الاعين مثل من يراوغ بينما الجميع يعرف انه كاذب، وفي العلاقات البشرية ممكن ان نسامح من يخطئ ولكننا لا نسامح من يخدعنا.

الأهرام الجديد يضع شارة سوداء للحداد ليس فقط على ضحايا الطائرة او ضحايا سوريا والعراق ولكن أيضا على وحوش الأرض لأنهم لم يرتقوا لدرجة الحيوانات. 

د. رأفت جندي 

 

 

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

لوبي باراباس الجدد ..!

لماذا لم يفكر هؤلاء الاشاوسه في نشر فيديوهات للأسقف مار ماري عمانوئيل ضد المثلية والبابا …