الثلاثاء , أبريل 16 2024

فلسفة الدواعش والرأسمالية الفاشية.

ناصر النوبى
                 ناصر النوبى

بقلم : ناصر النوبى
حادث فرنسا حادث مفزع ومرعب ورسالة قوية للعالم ان الارهاب اصبح دولة داخل العالم ،فمرة تنظيم القاعدة ومرة تنظيم الدواعش وكلهم يرفعون راية الاسلام والاسلام وكل العقائد السماوية بريئة منهم ، ولنضرب مثال حضارة الاندلس قمة الحضارة الاسلامية والعربية كان التعايش بين جميع العقائد والديانات واستمرت اكثر من ٨٠٠ عاما من الحضارة والنور الى ان قامت حضارة الغرب وعصور التنوير بعد ان ترجموا كل العلوم والفلسفات التى تركتها الحضارة الاسلامية بالاندلس ؛!! واذهبوا الى قرطبة والى غرناطة واشبيلية بأسبانيا لتعرفوا ان ما يبقى من الحضارات ليس فعلا من افعال الماضى فقط ولكنه شاهد للتطور والتقدم الانسانى بكل مكان وزمان من زمن العالم الماضى والحاضر والمستقبل.
باريس وروما وبرلين ولندن وكل عواصم اوربا والعالم المتقدم تفتقد الى الحضارة على الرغم من كونها عواصم متقدمة وذلك لانغلاق الفكر الغربى حول افكار قديمة بالية بعد ان سيطرت عليها الرأسمالية المستغلة وجعلت قلوب تلك العواصم اصلب من الصخور! وبعد ان سيطر بها الفكر الميكافيلى والبرجماتى اليمينى المتشدد الذى يقسم العالم الى عالم اول وعالم ثانى وعالم ثالث ونسوا عن قصد اننا نعيش فى نفس العالم ونسوا ان المسيح كان رسالة سلام ومحبة للعالم جميعا وكانت المسيحية رسالة عالمية ضد القهر والتسلط والاستبداد هذا من ناحية الاعتقاد الذى تدين به اوربا ومن ناحية اخرى هولاء الذين كفروا بالمسيحية واعتنقوا المذاهب العلمية والفكرية التى تؤمن بالقوة ولا تؤمن بأى دين او حتى هولاء المسلمون الذين وصلت اعدادهم لملايين يعيشون فى قارة اوربا وقارة امريكا او استراليا
فمازالت السياسة الغربية تعمل ضد الفكر الديموقراطى والانسانى ولها وجهان وجة طيب ووجة اشد من الحجارة قسوة!
فتلك الدول الديموقراطية دعمت كثيرا الحكومات المستبدة والديكتاتورية بكل مكان من العالم كما انها دعمت التيارات اليمينية المتطرفة بكل مكان من العالم؛ كما ان معظم قادتها بامريكا او اوربا تعتنق فكرا برجماتيا وميكافيليا وان الغاية والمصلحة تبرر الوسيلة فكما قامت الحرب ضد العراق والوطن العربى ونجحوا فى خلخلة الانظمة المستبدة التى ناصروها اول الامر بالعراق وليبيا واليمن وفى معظم اركان الخريطة فى الشرق الاوسط بما يصب فى مصلحة الصهيونية العالمية التى تسيطر على ثروة العالم الفكرية والعلمية والعسكرية وتجارة السلاح التى تعمل على تدفق الاموال الخليجية والشرق اوسطية لخزانتهم ، فانه هناك اتفاقات استخباراتية كبيرة لا نعلمها ونجهلها فى صناعة الازمات والحروب والفتن بكل الاماكن الملتهبة عرقيا بسبب العرق والفتن الطائفية بسبب الدين واستغلال كل تلك التناقضات فى رواج صناعة السلاح التى تدر المليارات الى خزانتهم،، فان النظام الرأسمالى المستغل ليس له دين الا الدولار واليورو مما اجج الصراعات فى الوطن العربى والشرق الاوسط الذى زرعوا فيه هذا الكيان الصهيونى العنصرى والمتعصب جعل خريطة الوطن العربى مرتعا للخفافيش من كل اتجاة والغريب والمحير ان العالم حول اسرائيل مشتعل وفى سبيله الى التفكك والتشرزم الى دويلات صغيرة يسهل بعد ذلك السيطرة عليها واحتلالها فى مرحلة لاحقة لكنهم يبحثون عن المبرر والذريعة التى تبدا فيها الاساطيل الغربية من محاصرة العراق وسوريا واليمن وتونس والجزائر والمغرب وكل دول الشرق الاوسط ، بينما تقف مصر لهم بالمرصاد لانها كنانة الله فى ارضه من ارادها بسوء قسم الله ظهره وعليهم ان لا ينسوا ما قاله نابليون بونابرت بعد ثورة القاهرة الاولى والثانية انهم لو امتلك جيشا من المصريين لاستطاع ان يحتل العالم!!
اننا فى مصر تعلمنا من التاريخ جيدا ونعلم مواطن قوتنا ومعالم ضعفنا لكننا نحن المصريون لا يستطيع احد ان يفتتنا او يغرس بنا فيروسا ارهابيا متطرفا من اهم خصائص هذا الفيروس عندما يصيب اى جسد او بلد يقوم بتفتيتها الى دويلات عرقية او طائفية او عنصرية وهم يعرفون تاريخنا وحضارتنا اكثر منا لذا عليهم ان يستمعوا الى صوت العقل والضمير وان لا يستجيبوا الى صوت الانتقام من الشرق ويكرروا نفس الخطأ والجريمة التى قاموا بها فى العراق وسوريا بأنهم فى سبيل الانتقام من الدواعش يرتكبون نفس الخطيئة الاولى ووجب عليهم ان يتحدوا جميعا معنا فى الحرب ضد الارهاب ومحاكمة هولاء المجرمين الداعمين للأرهاب بالاسلحة وبالمعلومات الاستخبارية
التى كانت سببا فى نشأة دولة الدواعش ،وليتعلموا من تاريخ مصر القديم والحديث والمعاصر ،فان مصر فى مواجهة التطرف منذ اكثر من ٤٠ عاما ونحن نعانى من الافكار والتنظيمات الظلامية التى دعموها وامدوها لوجستيا واستخبراتبيا ودفعنا فاتورة عظيمة من جنودنا ومن شبابنا الذى غرر به الفكر اليمينى المتطرف او من سطوة الاستغلال الرأسمالى الانانى الذى يحمل بداخله دولة فاشية اشد خطرا من كل الدواعش بكل خريطة العالم!!

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

التعليم ـ الرهبنة ـ الإدارة : محاور الأزمة ومداخل الإصلاح

كمال زاخرالإثنين 15 ابريل 2024ـــــ اشتبكت مع الملفين القبطى والكنسى، قبل نحو ثلاثة عقود، وكانت …