الجمعة , مارس 29 2024
نشأت عدلي

نشأت عدلى للأهرام : دمعة على خد الأيام .

أيتها الأيام .. لا تخلو أيامك من الدموع .. ولا من الأفراح .. لكن أسوء ما فيكى .. هى أن تُخرجى الدموع من بين الضحكات .. أيتها الأيام .. تضحكين كثيرا وأيضا تدمعى كثيرا .. ولكنى أجهل .. هل هذا من أجلى أم عليَّ .. ولكنك دائما تبكينى .. وأيضا تُبكينى ..فسألت نفسي .. لماذا تبكى ؟؟

– تبكينا قلوب قاسية ..لم تعرف بعد معنى الحب ..لم تعرف كيف تُحب بصدق وعمق .. لم تعرف أن تحتوى الكون كله بداخلها لتسعَد وتُسعد غيرها .. قلوب تحجرت حتى أمام أصدق المشاعر .. حتى سهام الدموع لم تستطيع أن تذيب تحجرها .

– تبكينا الجروح التى تأتى من الأحباء .. فاألامها شديدة وعميقة .. وعلى قدر الحب وعمقه .. هكذا يكون الجرح وألمه .

– تُدمع الأيام على مُجرّحي العلاقات الإنسانية .. ملوّحوا باالأعراض مهددين غير عابئين إلا بالتشفىّ وأستباحوا لأنفسهم أن يجرحوا حتى يرضوا غرورهم والحقد الدفين الذى بداخلهم .. متجاهلين نتيجة تجريحهم وما يترتب عليه من قتل نفوس كل ذنبها أنها أخلصت فى صداقتهم ومحبتهم .

– تبكى على بلد مزقت أبنائها وزرعت بينهم إنشقاقات وفرقت بينهم
وأقامت جدران وسدود كبيرة بين الأشقاء .. وحفرت مقابر عميقة دفنت فيها القيم والأخلاق وعلاقات المحبة الحميمة التى لازالت بقاياها موجودة بعاداتها الشرقية الأصيلة ..

– نبكي بدل الدموع دماء علي دماء سالت وستظل تسيل من الحروب التي ليس لها أساس سوي فرض الرأي والسيطرة الدينية والغدر والخسة .. أهالي تركت ديارها وأعمالها ويجولون بين البلاد متطلعين إلي زاوية يستقرون فيها .. إلي وطن .. وليت للأوطان مكان تُباع فيه أو تُشتري ..تائهون في بقاع الأرض لعلهم يجدون أرض .. ولكن أرض الوطن ليس لها بديل .. يستنشقون عبيرها من ذكرياتهم المليئة بألم يعتصر القلوب إعتصارا .

– يدمع القلب على أوفى الأوفياء .. وأصدق الأصدقاء الذين إنسحبوا من عالمنا المليئ بالغش والخداع والرياء .. تاركين المتلاعبين بكل القيم الجميلة يعبثوا بكل شيئ جميل فى حياتنا .. مبعثرين كلماتهم القاتلة بحرفية لتجرح وتصيب وتقتل كل معانى الشرف والأخلاق والشهامة .

– دمعة على خدّ الأيام من أنُاسٌ وضعتهم فى مناصب عالية مرموقة ليخدموا أخوتهم بها فإذ بهم ينقلبون إلى أسود شرسة يمزقوا كل شيئ جميل .. ويلتهموا كل ضمير باق على قيد الحياة .. يكسرون كل نفس أبيّة تسعى نحو كرامتها حتى يروا دموع الإذلال تنهار من قلوبهم .. فيقفوا شامخين شامتين .. مُفاخرين بقسوتهم مُتفاخرين بجبروتهم .. فرحين وسعداء بنظرة الذل فى عيونهم ليشعروا بقوة مكانتهم .. غير حاسبين أن القسوة لا تلد إلا القسوة .. وتصنع الجفاء فى نفوس المقهورين .

– دموع من أجل أقلام جندت نفسها للمتاجرة بكل شيئ حتى قضايانا ومشاكلنا .. أقلام تنشب أسنانها فى القلوب لتمزقها وتنهش اللحوم حتى تتهرأ .. تكتب فى كل شيئ دون أن يكون لها قضية جوهرية مهمومة بها 

– كثيرة دموع هذه الأيام .. فأيامنا تبكى على أيامنا التى كانت .. تبحث عن الإنسان فلاتجدة .. تصرخ بعلو صوتها .. أين أنت يا إنسانى الجميل ؟؟ ذو القلب الطيب الحنون .. سأظل أبحث عنك إلى يوم أن تنتهى الأيام .

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.