الخميس , مارس 28 2024
Adel Atia
عادل عطية

سقوط من أعلى وسقوط من الأرض!

كلما سقطت طائرة من الجو، كلما اتجهت الأنظار إلى مطار الإقلاع؛ للبحث عن سقوط آخر من الأرض: سقوط من التدنّي، والتقصير، والإهمال الجسيم !
مطارنا الدولي وأخواته، انموذجاً ملطخاً بالمخازي !
فإن سقطت طائرة لعيب من العيوب، تأكد أن المطار مليء بعيوب أكبر، وأكثر!
وإن سقطت طائرة، بفعل قنبلة خسيسة؛ تأكد أن بالمطار قنابل بشرية موقوتة، تنفجر في مشاعر الناس، وأحاسيسهم، وتجعل غضبهم يتناثر في كل مكان كأشلاء الإنسان.. وبدلاً من لملمة ما تناثر منهم، يلقون بالتهم الغبية جزافاً على الركاب، وبدلاً من أن يذهب الراكب إلى بيته، يذهب إلى السجن.. وبدلاً من أن يستمتع الزائر بعبق التاريخ، يعيدونه إلى بلاده كشخص غير مرغوب فيه!
أنظروا، ماذا يفعل عمال النظافة المسئولين عن دورات مياه المطار، وهم يبتزون كل من تقوده حاجته إليها !


تحضرني واقعة، تكشف عن مدى البذاءة والوقاحة التي يتمتعون بها، فقد أرادت إحدى السائحات الدخول إلى دورة المياة، فلم يسمحوا لها، إلا بعد أن تدفع لهم ما طلبوه منها من الدولارات، وعندما أخبرتهم أن حقيبتها مع زوجها في الفوج السياحي، وانها بعد أن تقضي حاجتها، ستحضر حقيبتها، وتدفع لهم.. لكنهم كرروا رفضهم ـ رغم معاناتها، وتوسلاتها لهم ـ، فأضطرت إلى احضار حقيبتها ودفع الإتاوة !


وأنظروا ما يفعله رجال الأمن في استقبالهم للرحلات القادمة إلى مصر، وخصوصاً طريقة تعاملهم مع مواطنيهم.. فان نسيت لن أنس ما حكاه لي أحد أقربائي، عندما جاء لزيارتنا بعد غياب سنوات طويلة، ومع أنه يحمل الجنسية الكندية، إلا أنه فضّل أن يأتي بجواز سفره المصري، ونظراً لأنه كان يتحدث بالانجليزية في كندا لسنوات كثيرة؛ فمن الطبيعي أن تخرج في أحاديثه بعض الكلمات الإنجليزية، فما كان من ضابط الأمن إلا أن قال له: “تكلم بالعربي يا روح أمك”!


كان من الصعب على قريبي أن يتحمّل هذه الكلمات، وهو الحاصل على دكتوراه ـ وليس ليسانس ـ في الصيدلة.. من أهم وأرقى الجامعات الكندية !


وقرر، بعد هذه الواقعة، ألا يأتي إلى مصر إلا بجواز سفره الكندي؛ ليحتفظ بكرامته!
السقوط من الأرض كثير!
والقنابل أكثر!
أما سقوط الطائرات من العلاء، فهي نوع من التأكيد على الإتهام!

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.