الجمعة , مارس 29 2024
هانى رمسيس

عاوزنا نرجع زى زمان .

كتب هانى رمسيس
… كنا ونحن فى مقتبل العمر نسعد جدا بالأعياد
لأن جيراننا المسلمون يرسلون لنا طبق الكحك والبسكويت
ولمن لا يعرف كان هذا الزمان نادرا ماكان يشترى بيت من محلات الحلويات هذا النوع الشهير الذى يشتريه الناس فى الأعياد
وكان الجيران المسلمون احيانا كثيرة يشاركوا السيدات المسيحية فى الأعداد بدءا من شراء اللوازم من دقيق وسمن وسكر وغيرها من المستلزمات
وكان الأحاديث التى يحوطها الأجواء الشعبية البسيطة.. وتأتى لحظات تشكيل الكحك ورص
قطع البسكويت فى مسطحات الصاج
…. ثم تأتى مرحلة وضعها فى فرن المنزل ان وجد او توجه كل أفراد الأسرة لأقرب مخبز حتى تكتمل الليلة… وربما يستمر هذا المشهد لأيام بتعدد الأصناف
ويتكرر المشهد فى كل الأعياد الدينية المسيحية والإسلامية هذا لأننا تعودنا أن أعيادنا أغلبها دينية
.. وكنا فى هذا المشهد نقضى وقتا لا يمكن وصف متعته وجماله فهو اجمل وأفضل من اى رحلة لأجمل وأعظم مكان فى الدنيا
.. كان اللعب هو صاحب الصوت الأعلى نأخذ قطع من العجين كل واحد منا.. وأتذكر أن أمى لم تقل لى يوما ان محمود وأحمد مسلمين
بل كانت تقول لى العب مع اخواتك.. ذاكر مع اخواتك… خد بالك من أختك خديجة.. اوعى تزعل طنط ام أحمد.. ولو عازت حاجه أنزل وساعدها وشيل معاها
وكان المشهد الأجمل عندما نجتمع كلنا
صباح يوم شم النسيم الساعه الخامسة صباحا
وكانت أمهاتنا تسهر لإعداد لأكل وجبة الموسم الملوحه والفسيخ
لناكلها بعد أفطارنا بالبيض الملون
.. لم أتذكر انى يوما سالنى اى صديق منهم
هو العيد بتاع المسيحين والا المسلمين
وياسلام بقى بليل لما التليفزيون يذيع حفلة عبد الحليم او فريد او وردة او فايزه ونختم اليوم بأجمل الكلمات وأجمل الألحان وأعظم الفرق الموسيقية بقيادة أحمد فؤاد حسن ونسمع نأى عفت وقانون أحمد
ولا يمكن ان أنسى حفلة حلة المحشى
ايوه.. فكل اسرة كانت تعمل أكلة محشى كانت لازم تبعت وأولادها للأسرة الأخرى لإرسال طبق كبير يكفى كل العيلة وكان احيانا تتجمع الأمهات وتحشى كلها زرق العنب والباذنجان الابيض والفلل الرومى وياسلام على لف ورق الكرونب… وكل واحده تاخد حالتها لاولادها.. لكن ما ان ينضج وتخرج رائحته العجيبة
فأيضا ترسل كل اسرة طبق المحشى للأسرة الأخرى
.. أما عن الكشرى فحدث ولا حرج فهو بمثابة مسابقة بين متساقين او أكثر والمنافسة على أشدها بين أمنا وأم أحمد وياسلام على ريحة الصلصة والدقة وفنون صناعة الشطه
ودائما طبق طنط ام أحمد رائع بالنسبة لنا
وطبق أمى هو الرائع بالنسبة لأحمد وأخوته
… كنا نلعب بحب عجيب.. كانت أمهاتنا تعلمنا الحب للآخر دون كتب او دراسات او مدرسة
… كنا نسعد بالجلياب الابيض لوالد أحمد ومن مره وهو عاود من الصلاة يوم الجمعه
وكان والدنا يأخذنا إلى الكنيسة للصلاة والتمتع للقداس والتناول
.. كنا نعيش كبشر لا نكره لا نقتل لا نبغض لا نعين أحد نتعلم احترام الآخر دينا واخلاقا وسلوكا
….. والآن للأسف الشديد وصل بنا الانحطاط فى التعامل لمناقشة الحد الأدنى لحياة البشر
هو لما نعيد عليهم حلال والا حرام
.. هل جاء زمن نقول فيه عاوزنا نرجع زى زمان
قول للزمان أرجع يا زمان
على فكرة دى مش حكايتى دى حكاية ناس زينا عاشوا فى زمن احسن مننا

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.