الخميس , مارس 28 2024
دولار

” الدبلومالية الليبية “

الجزء الثاني : المملكة السنوسية (1951- 1969)

المملكة الليبية أو ( السنوسية ) كما أسماها السيد / أحمد الصالحين الهوني ، وزير الأعلام والثقافة في حكومة السيد / عبدالمجيد البكوش – أكتوبر 1967م ، لن أقف كثيرا” عند هذه المسميات أو القرابين والتي تقدم زلفة للحكام في وطن غابت عنه شمس الحقيقة ، وسيطرت على معالم الناطقين بإسمه تقاسيم الكذب والنفاق والرياء والدجل وحفرت دموع الخيانة عليها أخاديدها ، والتي دفن فيها بقايا وطنية علقت صدفة بجباههم ذات يوم أثناء ركوعهم للمال ..!! .
21 نوفمبر 1949م من هنا ياوطني بدأت رحلتك في سماء الحرية ، والتي طالت هامتك فيها أركان الثريا ، فلقد كتب قرار إستقلالك (289) بدماء أبناؤك الزكية ولم يكن هبة لم تتعود يوما” قبولها من الغير أو هدية ، وتم تحديد موعدا” لتفعيل هذا القرار أقصاه 1يناير 1952م ، وشكلت أول حكومة مؤقتة في مارس 1951م والتي تسلم فيها السيد / علي سعد الجربي ، وزارة الخارجية ليصبح أول دبلوماسي ليبي قبل الإستقلال ، أي تحت التاج البريطاني والذي لعب دورا” هاما” في المفاوضات مع الولايات المتحدة الأمريكية عبر القائم بأعمالها في ليبيا “أندروج لنش” والتي أوصلتها للتوقيع بالأحرف الأولى على معاهدة تسمح لها بإبقاء القواعد على الأرض الليبية مقابل “مليون” دولار سنويا” ، وتوالت أنتصارات الدبلوماسية الليبية برئاسة السيد / محمود أحمد المنتصر ، في ديسمبر 1954م ليصبح أول وزراء خارجية ليبيا بعد الإستقلال مع إحتفاظه برئاسة وزرائها ، والذي لم يكن كسابقه فلقد قاد مفاوضات مع الولايات المتحدة عبر سفيرها في ليبيا (هنري فيلارد-برتبة وزير مفوض) من أجل زيادة قيمة المبلغ المتفق عليه إلى (2.3مليون دولار) في يوليو 1953م ، وقام السيد المنتصر في نفس الشهر بالتوقيع على معاهدة التحالف مع بريطانيا والتي منحت فيها بريطانيا رسميا” حقوق إنشاء قواعد على الأرض الليبية ، وكعادة الملوك في تغيير الحكومات وقلب الكراسي فيما عدا كرسي الفخامة أنتهت رحلته الدبلوماسية ليسلم الراية لخلفه السيد / عبدالسلام البوصيري في فبراير 1954م والذي أستمر لحكومتين متتاليتين ، ولم يكن أقل حنكة أوخوفا” على مصالح الوطن من سابقه ، فلقد خاض هو الآخر غمار المفاوضات مع الولايات المتحدة الأمريكية لرفع قيمة المعاهدة لتتوج بالموافقة في حكومة مصطفى بن حليم وتم الأتفاق على رفع قيمة المبلغ إلى (5مليون دولار في السنة الأولى ومبلغ 2 مليون دولار سنويا” لمدة عشرين عاما”) ، وتسلمت ليبيا في ديسمبر 1954م عبر السفير الأمريكي الجديد “جون تابين” كمية من القمح (3مليون طن) كهدية من الولايات المتحدة ، وأيضا” في ديسمبر 1954م ضم السيد / مصطفى أحمد بن حليم ، حقيبة الخارجية مع أحتفاظه برئاسة الوزراء ، وهنا أثبت مصطفى بن حليم مدى قدرته على الأقناع لدرجة الأبهار ليؤكد للجميع على أحقيته بقيادة الوطن عبر أكثر من منصب ، فلقد أستطاع تعديل المعاهدة مع الولايات المتحدة في إبريل 1956 بإضافة (5ملايين دولار) فوق قيمة (2مليون) السابقة ليصبح المبلغ (7مليون دولار سنويا”) ، وقبل إستقالة حكومته سلم حقيبة الخارجية للسيد / علي سليمان الساحلي والذي لم يستمر طويلا” ليسلم الأمانة للسيد / وهبي أحمد البوري ، والذي قام بتوقيع إتفاقية التسليح مع أمريكا في يونيو 1957م لتثمر هذه الأتفاقية عن تسلم ليبيا لمعدات بقيمة (15مليون دولار) في نوفمبر 1957م ، وفي أكتوبر 1958م تولى السيد / عبدالمجيد الهادي كعبار ، وزارة الخارجية مع أحتفاظه برئاسة الوزراء ، والذي لم يكن أقل حضوة عند الولايات المتحدة من سابقيه ، فلقد أستطاع رفع قيمة المعاهدة إلى (10ملايين دولار) ولمدة خمس سنوات وذلك في يونيو 1960م ، وفي أكتوبر 1960م سلم المنصب لخلفه السيد / عبدالقادر علي العلام ، ليسلمه بدوره في مايو 1961م للسيد / سليمان إبراهيم الجربي ، ليستلمه منه في يونيو 1962م السيد / ونيس محمد القذافي ، تاركا” إياه في مارس 1963م للسيد / عمر محمود المنتصر ، والذي أصبح فيما بعد عميدا” مخضرما” للدبلوماسية الليبية وجمع في عصمته (مملكة وجماهيرية) ، ولكن لم يدم له الأمر سوى (12يوما”) ، 19 مارس 1963م تولى السيد / محي الدين محمد فكيني ، منصب وزارة الخارجية مع إحتفاظه برئاسة الوزراء ولم يدم له الأمر طويلا”بعد أن تم تقديمه قربانا” للملك على خلفية أحداث 13.14 يناير 1964م والتي راح ضحيتها خيرة شباب الوطن قنصا” برصاص البوليس الليبي آنذاك ، 22 يناير 1964م تولى السيد / حسين يوسف مازق ، قيادة الدبلوماسية بحنكة من سبقوه ، ليمنحها بعد أن تولى رئاسة الوزراء في مارس 1965م للسيد / وهبي أحمد البوري ، والذي بدوره سلمها للسبد / أحمد عبدالرازق البشتي ، ليستمر فيها لثلاثة حكومات متعاقبة ولم تشهد فيها ليبيا أي تعديلات في سياستها الخارجية اللهم تزايد الغليان الرافض لهذه السياسات بين أفراد الشعب الليبي ، يناير 1968م السيد / ونيس محمد القذافي وزيرا” للخارجية والتي لم يعد لها أي قيمة سواء بالسلب أم بالإيجاب ، فللأسف تتغير الوجوه وتتقلب الكراسي وتبقى الأخيلة هي من تحكم ، سبتمبر 1968م تسلم السيد / شمس الدين عرابي بن عمران ، حقيبة الخارجية من السيد ونيس القذافى الذي أصبح رئيسا” للوزراء ، وفي يونيو 1969م سلم السيد شمس الدين الأمانة وللمرة الأخيرة في حقبة السنوسية للسيد / على حسنين والذي بات آخر دبلوماسيين المملكة الليبية .. وللأسف لازالت قواعد المستعمرين جاثمة فوق الأرض الليبية ولم تجدي دبلوماسية من ذكرت سابقا” نفعا” إلى أن حدث الأنقلاب العسكري في 1 سبتمبر 1969م .
محمد علي أبورزيزه

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.