الجمعة , مارس 29 2024
ناصر النوبى

كراسى تيفال فى ذكرى ٢٥ يناير .

بقلم : ناصر النوبى
حلمت بالتغير والأصلاح والتقدم منذ الطفولة واصدرت اول ديوان لى عام 2003 ،كانت الفكرة الاساسية فى الديوان الاول (مراية ميه) اننا هرمنا وكبرنا فى عصر مبارك عصر الشباب ،الذى صنع من احلامهم اكبر برطمان مخلل فى تاريخ مصر
اصفر لونى زى الكركم
كيلو المشمش عمال يقفز جوه فى قلبى ٣٠ كيلو
انا مش مقبل
انا متوقف
فى تالت دور من العالم ساكن
كراسى تيفال مبتلزقش
وعندما لم يكتب عن هذا الديوان اى ناقد ، واتهمونى بالغنائية اصحاب الحداثة المزيفة والمأجورين فى الصحف الا من ندر من الاصدقاء مثل الكاتبة الصحفية دينا ريان التى نشرت بعض من مقتطفات اشعارى بجريدة الاهرام عبر مقالها الاسبوعى بملحق الاهرام،، كان من اسباب فكرة الجميزة هو التواصل مع الاجيال الشعرية المتنافرة وسيطرة الشاعر الاوحد والالمع على صفحات الجرائد القومية التى مازلت فى غيها القديم، حتى ابان الثورة لم ينشروا لى اى قصيدة ،على الرغم ان اسبانيا وسفيرها وملحقها الثقافى اعطونى جائزة كبيرة على شرف سيرفنتس تقدر ب عشرة آلاف جنية عام ١٩٩٥ عندما كنت طالبا للغة الاسبانية بعد ان قمت بترجمة اشعارى الى الاسبانية التى لم تتغير معانيها واحساسها ولم تفقد قيد انملة من قوة القصيدة ومتانتها،، وجدت نفسى انزوى وابتعد عن ندوات الشعراء اصحاب القصيدة النثرية لانهم جعلونى عامان لا اكتب الشعر بعد ان احبطونى وجعلونى اعيد النظر فى موسيقى النص وقال لى احدهم انك تكتب احاساسيك وخواطرك،، وقلت له ما معنى الشعر دون موسيقى تجعل القارىء يحفظه بعد ذلك،، العباقرة كتبوا ملايين القصائد دون موسيقى ولم تحتفظ ذاكرتى الا بشعراء التفعيلة مثل امل دنقل وابو سنة، واحمد خالد، وعماد عبد المحسن وحجاج الباى واياد ابو بكر رغم شطحاته واحمد توفيق ومدحت طه رغم حداثته الا انه من اشد الشعراء المعاصرين فى قصيدة النثر واخرين لا اتذكرهم الان، ومعه الشاعر محمد حربى فلهم صدق ثورى وصوفى فى آن واحد وبرغم كتابتهم للقصيدة النثرية الا انهم دائما يبعثوا الامل فيما اكتب او الحن لانهم حقيقيون ومهمومون بالوطن!!
عشت عمرا طويلا احلم بوطن يملأه الحب ويملأوه الامل ، وكبرت الجميزة التى يظن الكثيرون انها فرقة موسيقية ولكنها فكرة موسيقية غنائية للبحث والتجريب فى الروح المصرية الأصيلة واكتشاف المواهب الحقيقية من الشعراء والاصوات والموسيقين ، الذى اقول الآن بعد ١٥ عاما عليهم
ما اندرهم !! لانك يمكن تدرب اكثر من ٧٠٠ موهبة ولا تجد اكثر من موهبتين فى الغناء او الشعر او الموسيقى،، وهذا ليس عيبا فيهم او فى المدرب ،ولكن سنوات مبارك خلقت اجيالا بلا هدف حقيقى ،فمن الممكن ان يكون صوتا جميلا لكنه بلا هدف الا مصلحته ،انانية اكتسبها الشباب وعدم تقدير لمسؤلية الفن، وان الفن ليس طريقا للشهرة او كسب المال،، فانا انفقت كل ما املك لتحقيق حلم جماعى ،، استيقظت منه وانا بميدان التحرير عندما تركونى بجيتارى وحيدا ،،وكان بعضهم فى الضفة الاخرى من الميدان يغنى اغانى الجميزة ليتاجر بثوريته دون من كتب الكلمات ودون من لحن الكلمات، ودون من اخرجهم من الظلمات!!
لقد كان الله لطيفا بيونس عندما ابتلعه الحوت والقى به الى البر ،،هكذا
الفن هو رسالة ومن يشك فى موهبته لحظة او ايمانه لحظة يفقدها فى لحظة،، لكن الله هو اللطيف الخبير،، فكل مبدع حقيقى يمر بمراحل كثيرة
مرحلة اكتشاف الموهبة ومرحلة حظ المبتدئين، ومرحلة الانكار والتهميش،
ومرحلة الكفر بها، ومرحلة الايمان بها من جديد!!
ولله معقبات فى امره وجنوده، ظهرت يم سويلم وقالت لى لماذا لا تركز مع نفسك وتتعلم الموسيقى وتغنى، قلت لها؛: سوف اترك الوطن واطفش قريبا،
قالت لى تعلم واصنع ما تريد،، وهى تتعلم معى حتى اثقلتها واكتشفت فيها انسانا حقيقيا وفنانة من الطراز الأصيل،، وسافرت الى لندن وشاركت بمهرجان ليفربول وقمت بعمل البروفات مع بعض الموسيقين وفى الافتتاح كنت فى مواجهة جماهير غفيرة ولكن للأسف لم يأت الموسيقون لان القطار فاتهم كما تعللوا،، ووجدت نفسى فى موقف لا احسد عليه،، وخرج المارد المصرى وقمت بالعزف على جيتارى والغناء والقاء الشعر،، وترجمت المقامات الموسيقية بصوتى مثل الربابة والعود والاكسيلفون ها ها وصفقت الجماهير،، وعدت منتصرا ووفقنى الله،، وعدت الى مصر فانا لا اطيق الابتعاد عن مصر ومسحورا بها رغم المرار الطافش احيانا كثيرة،،
وقمت بعمل ورشة وانضمت لها يم سويلم وظلت عاما كاملا دون غناء وكنت اكبح جماحها حتى ابهرت جماهير الغردقة امام اكثر من ٧٠٠٠ الاف متفرج باغنية لوطلعونى الجبل رغم ان المنافسة كانت شديدة والفريق الروسى الاوزبكستانى كان فريقا مرعبا واصوات تلك الفرقة كانت تهز جدران المسرح والكواليس التى كنا بها ننتظر دورنا بعدهم،، وقلت لها ماذا نفعل وهذا الدب الروسى يرعب الجميع،،!!
قلت لها سوف ارتدى الجلبية البيضاء وارتدى انت ثياب جدتك القديمة ايزيس،،، وانطلقنا ووفقنا الله وتفاعلت معنا الجماهير ونالت الجميزة لقب
الحصان الاسود من الجماهير وليس الصحافة التى اهملتنا كعادتها لان القائمين عليها محبوسون فى اجندات قديمة ولا يؤمنون بان الفن متغير ومتقلب وان الابداع ليس شكلا نمطيا وانما الابداع الحقيقى يبزغ وينبغ
دون اسباب منطقية وانما التجريب هو المحك وهو المقياس لعمل فن جديد، ان يكون بسيطا وعميقا والموهبة الحقيقة فى الفن تكسب الجماعة
فلا يمكن ياصديقى ان تثور ولا تعرف لماذا ثرت، لا يمكن ان تكون بميدان به ملايين وقلوبهم شتى، لا يمكن ان تسيس الفن، ولا يمكن ان تسيس الثورة ولا يمكن ان تغنى للحرية وانت اسير لقيم القهر والاضطهاد،، لا يمكن ان تكون الثورة شبابية ونهمل من هم اربعين سنة عجاف ،،لا يمكن
ان تطلب الثورة تغيرا واصلاحا وتقدما دون حب دون وعى دون رحمة،،
لا تطالب بالعدالة وانت قاس القلب،،
الرحمة عدل فى كل امر قل ماشئت فى الخمر،،
الضفادع تحكى ان حرا من الاحرار
اصبح عبدا من الابرار
قل ماشئت فى الخمر الرحمة عدل
اوزويريس اصحى حان وقت الخير

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.