الأربعاء , أبريل 17 2024
نوري إيشوع

على هذه الصخرة ابني إيماني؟

بقلم المحامي نوري إيشوع

نتيجة الظروف الحالكة والفظائع الرهيبة التي أقشعرت وتقشعر لها الأبدان وتشيب رؤوس الولدان

مرت علينا عشرات الإبادات منذ عهد المسيحية الأولى وفي ألأمس القريب وحتى قيام الساعة، ضَعفنا

وضَعُف إيماننا! كفرنا وأنكرنا مخلصنا، بكينا كالأطفال ظناً منا بان ربنا أدارَ لنا ظهره وتركنا نتخبط،

نتيجة ضربات الشر الموجعة! كسرنا مجاديفنا بإيدينا لاننا لا نملك ذرةً واحدة من الإيمان! رفعنا إيدينا

مستسلمين لاننا أحببنا هذا العالم الفاني متناسين بإنه لكلٍ منا نهايته العاجلة أو الآجلة. موتنا محتم اليوم أو غداً

أو بعد غدٍ فالموت مصيرنا وهو النبع الذي لا بدّ أن يشربَ منه كل البشر! فموتوا بإيمانِ أو عيشوا بذلٍ و مهانة.

هل هناك أعظم من هذا الإنتصار؟ إبليس خلعَ ثياب الحملان ولبسَ ثياب حقيقته البالية، بعد إختفائه وتواريه

عن الإنظار لقرون طويلة تزيد عن 14 أربعةَ عشرة قرناً! جدٌ يزني بحفيدته, أبٌ يبيع زوجته وأبنته

تحت مسميات زواج النكاح، فيتناوب عليهن أتباع إبليس حتى الموت، ولدٌ يرجم أمه و شقيقته بحكم الشرع

والشريعة، أبٌ يوقع على صك قطع رأس فلذات أكباده تحت مسمى أيات سماوية!

أطفال تمارس هوياتها الطفولية بقطع الرؤوس و التفنن بالقتل. كلاباً بشرية تأكل أكباد و قلوب بشرية

ثعالباُ تتخفى تحت النقاب تحرق وتذبح وتغتصب بعد تلاوة أدلتها و براهينا الإلهية السمحة.

أفواجاً من العذارى القصر! يتركن بيوت الوالدين و يلتحقن بأوكار عبدة الجنس لتنتهك أعراضهن بإرادتهن!

هل هناك أعظم من هذا الإنتصار، يغزون القرى الآمنة كالكلاب الشاردة تحت صرخات النباح

يقتلون حراسها و يخطفون رجالها و أطفالها و يأسرون نسائها و عذاراها تحت مسميات سبايا

بأمرٍ شيطاني يدعون بانه أمرٌ منزلٌ من إله هذا الدهر!

هل هناك أعظم من هذا الإنتصار! يقطعون الرؤوس أمام مرآى العالم أجمع ويحرقون الحضارة

والمدنية ويطمسون التاريخ بدعمٍ دوليٍ مشرعن.

هل هناك أعظم من هذا الإنتصار! السيوف على رقابنا ولا ننكر ربنا وإلهنا راضين بالموت أحرى

من أن نقبل الخطيئة، خطيئة إبليس اللعين وعقيدته التي تدعو الى القتل والنهب والسلب

وقطع رقاب الأبرياء وفرض شرائعه وعقائده بالقوة وبحدِ السيف لإنه إله ضعيف يهاب النور وأولاد النور.

هل هناك أعظم من هذا الإنتصار، قررنا أننا لسنا من هذا العالم الشيطاني ولا نتبع ربه المخادع، الجبار

والمكار الجبان، بل مملكتنا هي مملكة روحية، طاهرة كطهارة ربنا وإلهنا رب المجد والمحبة والسلام

نحن كما نحن، نشع بنورنا على العالم كالسراج، لأننا لا نخشى الظلمة لا بل على العكس لنا كل الثقة

بأن الظلمة تختفي عندما نظهر وأولاد الظلمة تقشعر أبدانهم كلما سطعت شمس إيماننا وتمسكنا بربنا

وإلهنا دون خوف أو تردد.

الهدوء قادم والعاصفة سوف تتكسر أجنحتها في الغد على صخرة ثقتنا بفادينا الذي وعدنا بالخلاص

وهو صادق بوعوده.

مادام هناك خبر لا بد أن يقابله شر، ما دام هناك نور فلا بد أن يكون بالنتيجة هناك ظلمة، ما دام هناك سلام

فلا بد أن يقابله حرب وقتل وتدمير، مادام هناك إيمان روحي طاهر لا بد أن يحاربه كفر شيطاني شهواني ومدمر.

فقال لهم: «ما بالكم خائفين يا قليلي الايمان؟» ثم قام وانتهر الرياح والبحر فصار هدوء عظيم. مت:8-26

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

التعليم ـ الرهبنة ـ الإدارة : محاور الأزمة ومداخل الإصلاح

كمال زاخرالإثنين 15 ابريل 2024ـــــ اشتبكت مع الملفين القبطى والكنسى، قبل نحو ثلاثة عقود، وكانت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.