الخميس , أبريل 25 2024

مدحت قلادة يكتب : هل سمت الأديان بالكود الأخلاقي ؟

منذ البدء، قبل نزول الوصايا العشر، كان لدى البشر كود أخلاقي يجمعهم، فأجدادنا الفراعنة العظماء كانوا يؤمنون بالحساب بعد الموت، وأن الروح تتعرض بعد الموت لمحاكمة تتناول ما أتاه الميت في دنياه من حسنات وسيئات، فيُجازى المُحسن على إحسانه، ويعاقب المسيء.

الوصايا العشر سُلمت مكتوبة لموسى النبي، وكانت هي الكود الأخلاقي الذي به تعامل أجدادنا العظماء واعترف بها الموتى أمام الإله، بعد الموت، وتضمنت تلك الاعترافات أمام الأرباب الآتي:

1 – أعترف بأن الإله الواحد هو رب الأرباب وإله الآلهة (في إشارة مباشرة إلى آمون).

2 – لقد مجدت الإله الذي لا يمكن تمثيله في صورة أو تصويره في حجارة منحوتة.

3 – أنا لم أجدّف ولم أخطئ في حق الآلهة أو يخرج من فمي قول يغضبه.

4 – لقد تعبدت للإله في المعبد المقدس كما كان يقول الكهنة.

5 – أنا لم أتعامل بسوء مع أهلي طوال حياتي كلها.

6 – أنا لم أقتل إنسانًا طوال حياتي سواء أكان رجلا أو امرأة.

7 – أنا لم أزنِ، ولم أضاجع امرأة أخرى غير زوجتي.

8 – أنا لم أسرق ولم آخذ ما ليس لي ولم أرتكب عنفا.

9 – أنا لم أكذب ولم أطلق لساني بالباطل على رجل آخر ولم أطلع على دخائل أحد لأسبب له أي أذى.

10 – أنا لم أعتدِ على أرض رجل آخر ولم أعتدِ على أرض محروثة ولم أزد ثروتي إلا بالأشياء التي كانت ملكًا لي لا لغيري…

وبعد نزول الأديان، ومن المنطقي أن تسمو أخلاق وسلوك البشر بالكود الأخلاقي، ويتحد العالم في تناغم بكود أخلاقي مصدره الواحد الأحد.. ولكن هيهات!! لقد استطاع البشر بنزعات سادية ونرجسية تشويه الكود الأخلاقي واستطاع لصوص الأديان السطو على نفوس وعقول الملايين وتسطير كود لا أخلاقي ولا إنساني ليحطم الإنسان نفسه بنفسه!!

فأصبح الذبح والنحر في سبيل الله عملا محمودًا!! بل أصبحت السرقة حلالا مباحا!! ما دامت السرقة للمخالف، وقادت النرجسية الدينية البشر إلى استحلال واغتصاب نساء الآخر وشرفهم تحت بند: (كله في سبيل رفعة الدين)..!!

صاحب ذلك تقنين عمليات اغتصاب وبيع النساء “سبايا”، ليشوهوا بذلك الكود الأخلاقي الذي من المفترض أن يسمو بالإنسان بعد نزول الأديان، ولكن للأسف تحول الإنسان عن إنسانيته ليفوق أبشع الحيوانات افتراسا.

ومن العجيب أنك، اليوم، تسمع عبارات يرددها مشوهو الأديان لا تتطابق مع صفات الله المحب، خالق البشر، الذي يرسل المطر للأبرار والأشرار، ويشرق شمسه على الجميع بلا تمييز، فتسمع صوتًا ينادي: (أكرهك في الله!! ولا تودوهم!!) ثم يغتابون إيمان الآخر تحت كلمة كفار.. مغتصبين حق الله!! الذي له الحساب وحده.

ومن الغريب أنه، مع ضياع الكود الأخلاقي لدى الملايين من البشر، أدى ذلك إلى ظهور جماعات تتنافس فيما بينها في السادية والإرهاب وأعمال الذبح والنحر، ففي الواقع العملي ظهرت جماعة الإخوان المسلمين والتي خرج من عباءتها جميع المنظمات الإرهابية في العالم، كالقاعدة التي قتلت عام 2001 ثلاثة آلاف من الأبرياء ثم تطورت إلى أن خرج الزرقاوي ثم أبوبكر البغدادي، صاحب عمليات الذبح والنحر باسم الدين.

ووسط هذا السواد ووسط من يشوهون الدين، تجد هناك العديد من البشر ما زالوا يحملون الكود الأخلاقي، ويسمون بدينهم من خلال أفعالهم، ينشرون الحب والود بين البشر.. ليحرقوا بأعمالهم التعصب المقيت ويصفعون كل سادي إرهابي اعتقد أنه متحدث باسم الله.

أخيرا: إن كان العالم يحتاج إلى فهم العلاقة بين الإنسان وخالقه، فمنطقتنا هي الأكثر احتياجا لذلك، قيل إن الأنبياء نزلوا في تلك المنطقة للإصلاح، تُرى هل أصلحوا أم أن سادية شعوب المنطقة جعلتهم يصنعون أديانهم بأفكارهم؟!!

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

الضابط شفتيه، فطين

ماجد سوس تفاح من ذهب في مصوغ من فضة، كلمة مقولة في محلها. تلك المقولة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.