الجمعة , أبريل 26 2024

حوار مع النقيب ” أيمن عبد الحافظ ” معاون مباحث بولاق ابو العلا فى حديث عن رجال الشرطة

احمد عنانى
حوار عابر مع أحد الضباط الشرفاء، وهو الآن معاون أحد أقسام الشرطة في القاهرة .هو قسم شرطة بولاق ابو العلا . يقول “عبد الحافظ ” الضباط يعمل لساعات طويلة قد تمتد إلى أربع وعشرين ساعة بلا نوم أو راحة، وقد يصل الأمر إلى عدة أيام متواصلة بدون راحة اللهم إلا ساعة أو ساعتين فقط يتمكن الضابط من خطفها في مكتبه.. ناهيكم عن حرمان عائلة الضابط من رؤيته او الاطمئنان عليه إلا من خلال الهواتف فقط فلا يستطيع الضابط أن يجلس مع ابنه او زوجته مثل بقية خلق الله.
يحكى “عبد الحافظ “الضابط يخرج من بيته فجرا بزيه الرسمي أو بالبدلة والكرافتنة لو كان من ضباط المباحث . والسبب هو التشريفة.. والتشريفة يعني ركب السيد رئيس الجمهورية أو السيدة حرمه، التي كان موكبها أضعاف موكب الرئيس نفسه.. أو موكب أحد أبناء الرئيس الذين كانوا يعاملون معاملة الرئيس.. يقف الضابط ورجاله جميعا في التشريفة كل في مكان عمله وقسمه أو دائرته .. يقف بالساعات الطوال التي كانت تمتد حتى عودة ركاب السيد الرئيس أو عائلته.. وبعد انتهاء التشريفة يتوجه السيد الضابط إلى مكان عمله ليقوم بما كان المفروض أن يقوم به في بداية اليوم من متابعة للمحاضر أو عرض للمتهمين أو متابعة القضايا والتحقيقات التي يجب استكمالها.. وقد يطلبه رئيسه في وسط كل هذا التشتيت ليترك عمله ويتوجه لرئيسه لتلقي تعليمات جديدة او ليعرض عليه ما توصل له في التحقيقات والقضايا التي يتولاها.. وقد يكون هناك مباراة لكرة القدم في الاستاد ليزداد العبء وساعات العمل والمجهود والإصابات أيضا لو كان هناك اشتباك مع الأولتراس.
و يأكد “عبدالحافظ” هذا المسلسل بشكل يومي حتى ينسى الضابط أن له عائلة ويصبح كل ما يربطه بزوجته وأولاده هو الموبايل فقط، لو سمحت الظروف ليتحدث معهم، حتى أن الكثير منهم لا يتمكن من مجرد الرد على المكالمة العائلية.
وبعد أحداث يناير وبعد أن تغيرت الأوضاع بدأت نغمة حصول رجال الشرطة على حقوقهم في أوقات عمل محددة الساعات والحصول على راحاتهم وإجازاتهم بانتظام؛ حتى اعتقد البعض أن جهاز الشرطة المصري سيكون مثل بقية دول العالم المتقدم من حيث ساعات العمل والانتظام والحصول على الوقت المطلوب للراحة حتى يؤدي الضابط عمله بكفاءة.. ولكن للأسف لم يحدث هذا خاصة مع الهجمة الشرسة للإرهاب الأسود على جهاز الشرطة واستهداف رجاله ضباطا وأفرادا وجنودا على السواء.. ومع زيادة الجرائم بشكل غير طبيعي لم يصبح من الممكن أن يحصل رجل الشرطة على الراحة المطلوبة، بل يمكن أن نقول إن الجهد المبذول تضاعف والحصول على الراحات أصبح من المستحيلات مع عنف المواجهات مع البلطجية والإرهابيين على السواء. وأشار “عبد الباسط” قائلا ,ورغم ذلك يأتي من يهاجم الشرطة بسبب خطأ من ضابط أو حتى تجاوز، ثم يتهم الشرطة بالجبن في مواجهة الإرهاب ولبس النقاب للهروب من المواجهة مع القتلة والإرهابيين.ويقول عبد الباسط
أعلم تماما أن مصر تمر بمرحلة خطيرة وصعبة تتحمل فيها الشرطة عبئا كبيرا ومسؤولية أكبر وضعها الشعب على كاهلها.. ولكن أليس من الطبيعي أن يتم دعم الشرطة ماديا ومعنويا وشعبيا، حتى يشعر الرجال الذين يموتون في سبيل الوطن بأن هناك من يقف إلى جوارهم.. ألا يستحق هؤلاء نظرة تعينهم في القيام بواجبهم المنوط بهم لحفظ الأمن وحماية الوطن.لا أتحدث هنا عن دور وزارة الداخلية أو السيد الوزير او أي مسئول ولكن أقصد هنا الدعم الشعبي الذي لو شعر به هؤلاء الرجال فسوف يكون له تأثير السحر عليهم للقيام بواجباتهم على أكمل وجه وهم يشعرون بالرضا رغم أنهم يقومون بذلك ويموتون في سبيل بلادهم وحماية شعبهم دون أن ينطقوا بكلمة واحدة تعبر عن حزنهم أو آلامهم.
ادعموا شرطة بلادكم الوطنية شعبيا في وقت الشدة الآن .. وانسوا الدعوات الخبيثة لهدم الجهاز الوطني ورجاله الأوفياء الذين يقدمون حياتهم ليحيا الوطن.

شاهد أيضاً

فن

بلاغ للنائب العام بفتح التحقيق في تعذيب الموسيقار المصري الكبير حلمي بكر

أمل فرج لم ينته الجدل الذي أحيط بمرض و وفاة الموسيقار المصري الكبير حلمي بكر، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.