الثلاثاء , أبريل 16 2024
غلاف الكتاب

كتاب..حكاية ركوع لويـس التاســع على أبواب المنصورة والأهرام تهنىء الزميل بالكتاب .

للكاتب الصحفى: محمد شلبى أمين
——————–
المنصورة..عاصمة الإبداع..وقاهرة الإرهاب الصليبى
المنصورة، “عروس الدلتا”، جزيرة الألف عام ،مدينة مصرية حتى النخاع وعاصمة وطنية لمحافظة الدقهلية، تقع في شمال مصر، تطل على الضفة الشرقية لنهر النيل فرع دمياط
،تبلغ مساحتها 20 كم2،تقع على مسافة ١٢٠ كم شمال شرق القاهرة،يقابلها على الضفة الغربية مدينة طلخا .
كان يطلق عليها اسم «جزيرة الورد» لأنها كانت محاطة بالمياه من ثلاث جهات وكانت بها أكبر حدائق ورد في مصر.
قال المقريزى :”إن الملك الكامل أسماهاالمدينة المنصورة تيمنا بانتصاره العظيم سنة 1221م”، فسميت بعد النصر الذي حققه الشعب المصرى فى معركته على الحملة الصليبية السابعة ب”المنصورة”.
وهو اسم ارتبط بالانتصارات التي حققها الشعب المصري على جيوش الصليبيين التي حاولت مرارا اكتساح العالم العربي .
إحدى مدن الشرق القليلة التي لم تنحن أبدا للجبروت الآتي من الغرب, بل إنها لقنت هذا الغرب,دروسا لن ينساها.
نقل ابن دقماق من كتاب ” الانتصار عن كتاب تقويم البلدان” للمؤيد عماد الدين بأن المنصورة بناها الملك الكامل بن الملك العادل عند مفترق النيل على دمياط وأشموم، وبينهما جزيرة البشمور.. بناها في وجه العدو لما حاصردمياط “.
تعد بتاريخها المشرف مقبرة لكل من تسول له نفسه العبث بها أو ترويع أهلها ، كانت ولا تزال أرض الرجال الذى لم يعرف عدوها ومن يريد إرهابها أوالاستيلاء عليها طعما للانتصار فيها،وهذايتضح من تاريخها العظيم.
هذه المدينة الباسلة التى وصفها المؤرخ الفرنسى جروسيه “بأنها مقبرة الجيش الصليبى”. . والتى قدرالله لى أن أكون أحد أبنائها .. وغرس فى حب الانتماء إليها ..ضرب شعبهاأروع قصص البطولة والفداء فى أقوى معاركه التاريخية ضد القوات الصليبية بقيادة لويس التاسع طاووس فرنسا المغرور..الذى صورلنفسه سفها أن يستولى على ربوعها فى أيام معدودات، لكنه أخطا التقدير..فلم يضع فى حساباته صلابة هذا الشعب وقدراته الفائقة على بذل التضحيات..حفاظا على كل حفنة تراب من أرض هذا الوطن الغالى على كل أبنائه.
وقد كشفت معركة المنصورة الخالدة عن شجاعة وبراعة المصريين فى فن الحروب وتلاحم الجيش مع الشعب من أجل النصر فى أروع صوره.
وذلك فى الفترة من 8إلى11 فبراير سنة 1250حيث وقعت أحداث المعركة بين القوات الصليبية(الفرنج) بقيادة لويس التاسع .. بالفرنسية Louis IX ملك فرنسا، الذي عُرف بالقديس لويس فيما بعد، أوالملك الحزين، وشعب المنصورة والقوات الأيوبية بقيادة الأمير فخرالدين يوسف بن شيخ الشيوخ، وفارس الدين أقطاى الجمدار وركن الدين بيبرس البندقدارى.
فخاض الشعب والجيش ،بعد أن انصهرا فى بوتقة الفداء ،معركة ضارية ضد العدوان الغاشم ، وسجل التاريخ أروع صفحات المجد..لكل ابن من أبناء هذا البلد الخالد..الرجال والنساء والأطفال والشيوخ..الذين انقضوا جميعا على الغزاة..من كل مكان، فى الشوارع وبين الأزقة ومن فوق أسطح المنازل..فى شجاعة لامثيل لها..أقبلوعلى الموت بصمود راسخ رسوخ عقيدة الجهاد من أجل حرية وطن كل أمانى أبناؤه أن يعيشوا فى سلام.
وأراد الله أن يتحقق النصرالحاسم لهذا الشعب العريق وجيشه الباسل عندما سقط لويس أسيرا فى أيدى الأبطال فى قرية منية أبى عبد الله “ميت الخولى عبد الله حاليا”..واقتيد إلى دارفخر الدين إبراهيم بن لقمان بن أحمد بن محمد الشيبانى الأسعردى(دار ابن لقمان) كاتم سرالسلطان ..هذه الدار التى لاتزال باقية حتى الآن ..بجوارمسجدالشيخ الموافى ..وفيها أبقوه فى حراسة أمرت أن تعامله بما يليق بمقامه من الاحترام لمدة 22يوما .
وبعد مفاوضات مريرة من أجل الإبقاء على حياته افتدته زوجته بمبلغ أربعمائة ألف قطعة ذهبية..على أن يكمل الباقى بعد وصوله إلى عكا.
وخان العهد والقسم الذى أقسمه “بأنه إذا أخلف وعده معهم صار بريئا عن الديانة المسيحية والمعمودية..منكرا للمسيح والصليب والعذراء والحواريين،والقديسين، والقديسات..” ورغم ذلك لم يدفع باقى الفدية .
أسفرت المعركة عن هزيمة الصليبيين هزيمة منكرة..منعتهم من التفكير فى إرسال حملة صليبية جديدة إلى مصر،فكانت المنصورة هى حائط الصد بشعبها وجيشها .
وصية لويس التاسع
أُطلق سراح لويس التاسع بعد أن قدم نصف الفدية ،وكان أول عمل قام به بعد تحريره من الأسرأن ابتاع مئات المخطوطات الثمينة والنادرة وحملها إلى سفينته على 14 بغلاً.
وبعد وصوله سالماً توجه إلى أتباعه بالوصية التالية، التي اعتبرت وثيقة مهمة حفظت في دار الوثائق القومية في باريس، يقول فيها:
( إنه لا يمكن الانتصار على المسلمين من خلال حرب، وإنما يمكن الانتصار عليهم بواسطة السياسة باتباع ما يلى :
أولاً: إشاعة الفرقة بين قادة المسلمين، وإذا حدثت فليعمل على توسيع شقتها ما أمكن حتى يكون هذا الخلاف عاملاً في إضعاف المسلمين .
ثانياًَ:عدم تمكين البلاد الإسلامية والعربية أن يقوم فيها حكم صالح.
ثالثاً: إفساد أنظمة الحكم في البلاد الإسلامية بالرشوة والفساد والنساء،حتى تنفصل القاعدة عن القمة.
رابعاً: الحيلولة دون قيام جيش مؤمن بحق وطنه عليه، يضحى فى سبيل مبادئه.
خامساً: العمل على الحيلولة دون قيام وحدة عربية فى المنطقة.
سادساً: العمل على قيام دولة غربية فى المنطقة العربية تمتد حتى تصل إلى الغرب. (
—————–
* محمد شلبى أمين مصر ، الجيزة ،الهيئة العامة لقصور الثقافة، 2016م.

شاهد أيضاً

أمريكا

المصريون يعلقون على زواج التؤام الملتصق “أهى زوجتين فى زواجه واحدة بدون غيرة “

بدون غيرة وكيد النساء المتمثل فى الزوجة الثانية ، التى وصلت فى بعض الحالات هى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.