الجمعة , أبريل 26 2024
نوري إيشوع

الغرابُ الذي يقارعُ النسر…؟

بقلم المحامي نوري إيشوع

مثلٌ عاميٌ، كنا نردده ولا زلنا، عندما نرى شخصاً أو جماعة أو حتى سلطة في دولة

أخذت منحاً اكبر من حجمها ويفوق طاقاتها، العقلية، التنظيمية أو حتى قوتها الشخصية وإمكاناتها العسكرية.

فيقال إنه كالنمل الذي نبت له جناحان فيطير ويكون بذلك لقمة سهلة للطيورِ والعصافير.

فدولةٌ كالسعودية أو من يسيرون في ركبها، صدقوا أنفسهم بعد أن نجحوا نوعاً ما في تفتيت

بعض الدول الشرق أوسطية، بشرائهم ضمائر قادة دول، فأباحوا دماءَ شعوبهم

وسلموهم كقطعيان الماشية إلى الذئاب الشاردة التي إجتمعت من كلِ حدبٍ وصوب

فعاثوا فساداً في المعمورة، قتلوا، سلبوا، إغتصبوا، دمروا وحرقوا، فكانوا بحقٍ الجند الأمناء لإله هذا الدهر

هذا الإله الدموي، السفاح الذي لا يعرف الرحمة ولا الشفقة الذي بإجرامهم يكبر

ويبني مملكته السوداوية على دماء الأبرياء.

دولة، شعارها سيف النحر وإلهها الأرضي، هو أكبر عندها وعند من يتبعها من إله المحبة والحق

والعدل والسلام ولا يمت إلى كل من هو إنسانيٌ، رباني، سامٍ وطاهر بشيءٍ لا من قريب ولا من بعيد

تدفع بمرتزقتها بتطبيق الديمقراطية في دولةٍ كانت لهم ولأسيادهم سيد. دولة رجعية قادمة

من وراء الأبل، تنادي بحقوق الشعوب وهي لم تعرف يوماً معنى كلمة حقوق

هذا المارد الجبان، حاول بملياراته و بالآلاف من مرتزقته، الذين إمتهنوا القتل ورضعوا من ثديي الشيطان

أن تقتل أحلام أطفالَ بلادي، دمرت أوابدي وتحاول محو تاريخي وبصمات أجدادي

حللت الدبح حباً به وشرعنت الزنى تحت مسميات شرعية، شيطانية، كالنكاح والمسيار….

دولةٌ شرابها المفضل، بولُ البعير، قانونها، غسل عقول تابعيها والذين حملوا إسمها فأضحوا

أكثرَ غباءاً من الحمير، مع إعتذاري الشديد للإسم الأخير.

شكلت حلفاً إبليسيا من عشرات الدول، لتدخل براً إلى سوريا متناسين وهذا ليس سراً

بإن أرض سوريا الطاهرة، سوف تلفظ جثثهم العفنة وسوف تلقن سادتهم في المقاومةِ

درساً لن ينسوه، لا بل سيدكونهم في عقرِ دارهم وببنادقهم سوف تندحر مملكة الشيطان

وسوف يبقى وطننا شاخاً كالنسر يحلق في سماء العزةِ سيداً حراً.

هل ستنبت للنمل جناحين ويطير ويكون لقمة سائغة للطيار الذي أعلن منذ الساعة الحرب والنفير

أو يقع بين براثن اسود بين النهرين أسيرا وذليلاً حقير؟

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

الضابط شفتيه، فطين

ماجد سوس تفاح من ذهب في مصوغ من فضة، كلمة مقولة في محلها. تلك المقولة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.