الجمعة , مارس 29 2024
مجده نجيب فهمى

«إن حرَّركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً»( ) (يو 8: 36) كيف حررنا الابن؟

الجزء الرابع 4
الحرية المطلقة هي لله وحده. فالله هو الحرُّ الأوحد من أيِّ مؤثِّر خارجي على وجه الإطلاق. ولا يؤثِّر في حرية الله أي دافع داخلي. فحرية الله في التدبير والعمل نابعة من مشيئة حُرَّة خالصة تعمل على أساس الحب الكلِّي أو المطلق. فالآب يحب الابن حُبّاً مطلقاً، أي كل الحب الذي جعل الآب والابن واحداً مطلقاً، ومن خلال حب الآب للابن أحبَّ الله العالم في الابن وأرسله إلى العالم لينقل حبَّه، أي حب الله، للإنسان؛ حتى إذا أحبَّ الإنسانُ الله، لا نقول إنه أحبه حبّاً كليّاً أو مطلقاً، فهذا مستحيل لأن المطلق والمطلقات الكليَّة هي صفة الله وحده. لذلك قيل: «تحب الرب إلهك من كل قلبك، ومن كل نفسك، ومن كل فكرك، ومن كل قدرتك» (مر 30:12)، أي من كل المَلَكات الضابطة لكيان الإنسان، بمعنى أن يحب الإنسانُ الله من كل كيانه! وهكذا وبهذا يتحرَّر كيانه من كل مؤثِّر خارجي أو داخلي، لأن الشيطان استطاع أن يؤثِّر في فكر الإنسان، لأنه – كما قلنا – قوة عقلية. وعن طريق الفكر سرَّب الشيطان إلى داخل الإنسان كل شهوات الشيطان، فصار الإنسان عبداً للشيطان، إنْ في فكره، أو في شهواته: «أنتم من أب هو إبليس، وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا. ذاك كان قَتَّالاً للناس من البدء، ولم يثبُتْ في الحق لأنه ليس فيه حقٌّ. متى تكلَّم بالكذب فإنما يتكلَّم مِمَّا له، لأنه كذَّاب وأبو الكذَّاب» (يو 44:8).
ما معنى هذا؟
معناه أن الإنسان في آدم لَمَّا خضع لفكر الشيطان، دخلت شهوات الشيطان في الحال إلى قلبه، وجعلت الإنسان عبداً للشيطان بالفكر وبأعمال الشهوات التي ملَّكها الشيطان في قلب الإنسان.
فالابن جاء لكي ينقل فكر الإنسان من فكر الشيطان إلى فكر الله: «أما نحن فلنا فكر المسيح» (1كو 16:2). وكان هذا بانفتاح فكر الإنسان بالروح والكلمة لمعرفة الحق، والحق هو الله:
+ «وأما متى جاء ذاك، روح الحق، فهو يُرشدكم إلى جميع الحق… ذاك يُمجِّدني، لأنه يأخذ مِمَّا لي ويُخبركم (يستعلنه لكم)» (يو 16: 14،13).
+ «قدِّسهم في حقِّك. كلمتك هي الحق (الترجمة الدقيقة)» (يو 17:17).
+ «حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكُتُب» (لو 45:24).
فبالكلمة أي كلمة الله، وبالروح أي الروح القدس، نقل المسيحُ فكرَ الإنسان من فكر الشيطان إلى فكر الله. وهكذا تحرَّر فكر الإنسان من عبودية الشيطان، وبالتالي وبالضرورة، تحرَّر قلب الإنسان من شهوات الشيطان إلى حب الله: «لأن الآب نفسه يحبُّكم، لأنكم قد أحببتموني، وآمنتم أني من عند الله خرجتُ» (يو 27:16). وقد أكَّد المسيح لنا حب الآب بطلبه منه: «عرَّفتُهم اسمَك وسأُعرِّفهم، ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به، وأكون أنا فيهم» (يو 26:17).
وهكذا نجح الابن في أن ينقل لنا حب الآب بالكامل الذي أحب به الابن. فإنْ مَلَكَ حب الآب للابن في قلوبنا، فقد مَلَكَ الله علينا. وهكذا أُخضِع الشيطان تحت أرجلنا، ونلنا حريَّة البنين.
هكذا خلص ادم وبنية ويأتى فى الأيام الأخيرة أن يهزم الشيطان نسل المرأة الحية القديمة التى كانت بينهم عداوة…..وننتظر ملك الله والأبن والروح القدس أمين
بقلم مجده نجيب فهمى

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.