الجمعة , أبريل 26 2024
Adel Atia
عادل عطية

القانون المخيف!

ان القانون الذي يجابه الإزدراء بالدين، أمسى في يد قوى ماكرة، تحركها مشاعر التعصب والتعسف، تطلقه على هواها؛ ليعصف بالمستهدفين، من كل الجهات، ومن كل خبيث !
وفيما هم يصوّبون أصبع الاتهام إلى الآخرين، نجدهم مغموسين إلى أطراف أناملهم في السيمونية أي المتاجرة بالدين، وفي الإزدراء الأعظم: الإزدراء بالله نفسه !


فالله هو العدل، ولكن قانونهم مثال صارخ للعدالة الزائفة، أو الوهمية، أو الشكلية، مثل ذلك القانون الذي كان يطبق في مرحلة تاريخية سابقة في ولاية ساكسونيا الالمانية، وينص على أنه: “إذا ارتكب أحد من الرعاع جريمة تقطع رقبته، وإذا ارتكبها أحد من النبلاء تقطع رقبة ظله”!


ألم يكتفوا باطاحة الوزير من وزارته في واقعة العيب في الذات النبوّية، بينما حكموا على أطفال صغار أبرياء بالسجن، وضياع مستقبلهم، نظير مرئية يسخرون في ثوانيها المعدودة من مجازر داعش؟!..
والله هو الأعظم، ولكنهم يقولون من يسب الله يُستتاب.. ومن يسب الرسول ( وقيل أيضاً من يسب عائشة) يُقتل !
والله كلي القدرة، ولكنهم لا يملّون القول: بأن الكتب المقدسة محرّفة ومزوّرة، وكأن القدير لا يقدر على المحافظة على كلمته!
والله هو المصوّر المبدع للإنسان، ولكنهم بينما هم يثمّنون لوحات الفنانين، ويؤمّنونها، ويحرسونا، نجدهم في المقابل: يهينون لوحات الله الحيّة؛ حتى أن أحد الوزراء السابقين، قال بأن امثاله الأسياد وغيرهم هم العبيد !


والله محبة، ولكنهم جعلوا عقيدتهم من الله خطرا على المجتمع؛ حتى أن هوجان هيفنر، الناشر الأمريكي، كتب في مقال له: “عندما تتخذ الدين كمصدر للتشريع، فلا تتوقع المنطق في قانونك”!
اسجنوا هذا القانون الأعمى المخيف، الذي يُكسّر أجنحة الأقلام المهللة فوق عقلنا، ويقتل الأغاني النابضة في مشاعرنا، ويُدمّر فرشاة الجمال على أطراف أناملنا!


فالذين لا يتعمّقون إلى أصول الدين ويدركون جوهره؛ يفقدون النظرة السليمة له، وتتحوّل حتى الملائكة إلى شياطين في أعينهم!…

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

الضابط شفتيه، فطين

ماجد سوس تفاح من ذهب في مصوغ من فضة، كلمة مقولة في محلها. تلك المقولة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.