الجمعة , أبريل 19 2024
Lionel Messi
ليونيل ميسي

حذاء ميسي “Lionel Messi” والكرامة المصرية

د.إيهاب أبورحمه 

نعم أنا مشهور هو العنوان باللغه العربيه لبرنامج على احدى القنوات الفضائيه و الذى يعرض مقابله لشخصيه مشهوره تقدمه مذيعه مصريه ذهبت إلى اسبانيا لتجرى مقابله مع أسطوره كره القدم ليونيل ميسى“Lionel Messi” 

فى سبق صحفى يحسب لها و لبرنامجها ,فى حقيقه الأمر لا أعرف كم تحصل ميسى لإجراء ذلك الحوار و الذى من المؤكد أن تكون مبالغ كبيره كان أولى بها الفقراء إلا إذا كانت أرباحه ستتخطى التكلفه و منها ما سيذهب للفقراء و اللقاء (الجزء الذى شاهدته ) فى حقيقه الأمر كانت تنقصه الكثير من المهنيه و الأسئله المهمه فكانت أسئله سطحيه بل و كانت فى بعض الأحيان ليست مجديه و تعجب منها الضيف نفسه و كأن المذيعة كانت تعيش فى لحظات انبهار و هى تجرى مقابله مع أسطوره حيه لم تتكرر فى التاريخ من قبل و قد لا تتكرر مره أخرى .

لم أتابع اللقاء كاملا و لكن وجدت الضيف متواضعاً يجيب على الأسئله باحترام ,و لكن ميسي و الذى أثيرت حوله الكثير من التساؤلات من قبل عندما زار الكيان الاسرائيلى ووقف عند حائطهم المبكى لهم و رغم أنه لم يكن وحده فكان فريق برشلونه الأسبانى لكره القدم كله هناك فى زياره ضمن منظمه اليونسكو لنشر السلام و تم فيها زياره الضفه الغربيه

و اللقاء مع الرئيس محمود عباس و تم لعب مباراه مع اطفال فلسطين ,و لكن سلطت العدسات انظارها تجاه ميسي لأنه النجم الأول فى برشلونه و العالم لكره القدم فى تعصب مبالغ فيه.

بالطبع لا أتفق مع تلك الزياره و لكن دعونا لنكن واقعيين و منصفين ف الأله الإعلاميه لإسرائيل أقوى من ألاتنا الإعلاميه العربيه الهزيله ,و بالطبع المواطن الغربى أيا كانت جنسيته لا يهتم بنا كعرب كثيرا بل و فى كثير من الأحيان يجهل واقعنا الحالى تماما وأيضا منهم من يجهل الامور السياسيه فى العالم أجمع و لما لا وفى مصر و الوطن العربى من يجهل رموزه التاريخيه و يجهل تاريخ بلاده من الأساس فلماذا نحمل الأخرين ما نحن فيه من مشاكل و نحن لا ندرك صعوبه مواقفنا؟؟

كما أن شعوب الدول الغربيه ليست على علاقه عدوانيه مع سكان الكيان الاسرائيلى ولا مع أى شخص من أى جنسيه أخرى , بل العكس ما قد يحدث فى هذه الأيام فهم يوجهون أصابع الإتهام لشعوبنا العربيه لما تفعله داعش و غيرها من تفجيرات رغم أن الإرهاب لا دين له ولكن لأن تلك المنظمات و التى هى فى الأغلب صناعه مخابراتيه غربيه وجهت الأن نار أسلحتها إلى من صنعها و إلى دولا أخرى عربيه و إسلاميه و لكن متى نفهم أن الشعوب لا علاقه لها بما تفعله الحكومات و أن الشعوب بطبعها لا علاقه لها بالسياسه و لكن ما تبحث عنه هو مستواها الإجتماعى و لقمه عيشها ,ذلك طبعا باستثناء سكان الكيان الاسرائيلى و الذى يحتل أرضا يعلم تماما سكانه أنها ليست أرضهم و أنهم أغتصبوها من سكانها الأصليين.

و فى نهايه اللقاء التليفزيونى أهدى ميسي حذائه الرياضى إلى مذيعه البرنامج كتبرع منه للمنظمات الخيريه ,وما أنتهى اللقاء حتى أصبح ميسى مداناً بإهانه كرامه مصر و المصريين فكيف يهدى المصريين و يتبرع لنا بحذاء و نحن أصحاب حضاره سبعه ألاف سنه؟ و كعاده الشعوب العربيه العاطفيه و المتسرعه فى عاطفتها شعروا و أن ميسي قصد إهانه مصر و التى من المؤكد أنه لا يعلم عنها الكثير مع أن مقدمه البرنامج حاولت جاهده أن تجعله يشاهد بعض المقاطع لمشاهد من مقاهى مصريه لشباب يشاهدونه فى بعض مبارياته

وكيف أنهم يعشقون ميسي الظاهره الكرويه فى مشهد غريب من مقدمه البرنامج و كأنها تعتقد أنه سيطير فرحا حينما يرى المصريين يشاهدونه و نسيت أن ملايين المشجعين و المعجبين يتابعونه فى أنحاء الكره الأرضية .

متى نحكم على الأمور بعقلانيه, فلاعب كره القدم ما يملكه هو قدمه التى ترفع من شأنه أو تحط من قدره كما هو الحال للصحفى و الذى سلاحه هو قلمه و المهندس و الطبيب فلكل سلاحه الذى يعمل به

قام ميسي بلفته رياضيه أخلاقيه متعارف عليها فى عالم كره القدم و هو إهداء حذائه أو فانله فريقه عليها رقمه لتعرض فى مزاد و تدر الألاف بل ملايين الدولارات من أجل أعمال خيريه .و مثل هذه الأحداث حدثت من قبل فى مناسبات كثيره جدا .

بالطبع لم يفوت إعلامنا و بعض إعلامينا هذه الفرصه ,فهم وجدوا ماده إعلاميه ليشنوا هجوما عليها فكانت نيرانهم تجاه ميسي والتهمه إهانة مصر و قد نشاهد الأيام القادمه ميسى متهما ب أنه عضو التنظيم الدولى للإخوان و أنه ضمن الحمله العالميه لتدمير مصر و التى يتبناها بعض أفذاذ الإعلام فى مصر .و لتبرئه موقفها و ميسي قامت المذيعه بمداخله مؤكده أن ميسى لم يذكر مصر من قريب أو بعيد و أنها من طلبت الحذاء لبيعه فى مزاد للأغراض الخيريه .

ما يدمر مصر هى المهاترات و المبالغات و السماح لهؤلاء بالتهويل و التخوين و الأحاديث المبالغ فيها و تهييج الجمهور على أى موضوع ,من يدمر مصر هم من يتحدثون ولا يفعلون فمصر لن تبنى بالتخوين و التهويل ,مصر تبنى بالعمل و النقد البناء ,و أتساءل هل تبرعه بالحذاء أهان مصر أم الإعلانات المهينه على كل شاشاتنا الفضائيه و التى تعرض مسلسلات بالملايين و تطالب الشعب فى فواصلها الإعلانيه بالتبرع و لو بجنيه للمرضى المصريين و الفقراء ؟؟

هل ما يهين مصر تبرعه بالحذاء ولا يهينها وصلات الردح على شاشاتنا الفضائيه؟

و أتساءل أيضا ماذا فعلتم لفقراء مصر يا من تتهكمون على ميسي و تبرعه ؟هل تعلمون أن هؤلاء اللاعبين لهم مؤسسات خيريه كبرى فى بلدانهم مثلهم مثل الكثير من اللاعبين الأفارقه أمثال كانوتيه و كيتا و غيرهم فهل قدم هؤلاء مثل ما قدم الاخرين أم أنهم يبحثون و فقط عن النقد الهدام و فقط؟؟

متى نعلم أننا لابد و أن نحاول العيش فى الحاضر و نبحث سبل الوصول للمستقبل وألا نظل فى الماضى البعيد

والسبعة ألاف عام من الحضاره و التى مازلنا نعيش فيها ,فلنعرف أن مصر الأن لم تعد تلك التى أطعمت العالم أجمع و أشبعت العالم قمحاً فى عهد سيدنا يوسف فبدلاً من انتقاد ميسي أو غيره فلنعمل حتى تقم لنا قائمه مرة أخرى .

هل أحزنكم حذاء ميسي و لم يحزنكم فقراء مصر الذين هم الأن تجاوزا نصف سكانها و هم يقبعون تحت خط الفقر العالمى؟ هل لم يحزنكم صور مصريين يبحثون عن بقايا طعام فى تلال القمامه؟هل لم يحزنكم دموع هؤلاء من يبكون على فقرهم و ضيق رزقهم و قله حيلتهم؟

النقد البناء يا ساده و العمل هو خير صوره لمصر ,أعملوا و دعوا الأخرين يعملوا ,ارحموا الناس يرحمكم الله

شاهد أيضاً

ع أمل

دكتورة ماريان جرجس ينتهي شهر رمضان الكريم وتنتهي معه مارثون الدراما العربية ، وفى ظل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.