الثلاثاء , أبريل 16 2024
المغرب
عساسي عبدالحميد

فاطمة ناعوت؛ بين أقباط المهجر والدولة الدينية .

عساسي عبدالحميد

السيسي يشبه ذلك الغلام الذي يسبق الصيادين لوضع المصيدة في الغابة للذئاب والثعالب

قبل أن يأتي الصيادون من القرية بأحصنتهم وكلابهم وبنادقهم للقبض على الضحية من أجل فروها الثمين

هذا ما فعله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل عامين عندما دعا الكاتبة ” فاطمة ناعوت

التي حكم عليها القضاء المصري (( المستقل والنزيه )) منذ أيام بثلاث سنوات سجنا بتهمة ازدراء الأديان

 عندما دعاها هي وثلة من المثقفين على هامش اجتماع معهم الى تصحيح مفاهيم الدين الاسلامي .(…)
============
تحظى هذه الأيام المفكرة والشاعرة المصرية ” فاطمة ناعوت ” باهتمام بالغ من لدن الرأي العام القبطي المنضوي

تحت لواء الفعاليات الجمعوية والحقوقية القبطية سواء بأوروبا أو أمريكا أو أستراليا…وقد تجلى هذا الاهتمام

مؤخرا في فعاليات المؤتمر الكندي المصري ضد التمييز والذي تنظمه منظمة اتحاد نشطاء أقباط كندا

بمشاركة عدد من الوزراء والمسؤولين الكنديين وعدد من المنظمات المصرية؛ لعل أبرزها

اتحاد المنظمات القبطية بأوروبا التي يترأسها الناشط القبطي السيد ” مدحت قلادة

فالمزاج العام القبطي هذه الأيام غاضب من تصرفات ” نور العين” (…)

============

و على هامش فعاليات المؤتمر كانت للسيدة ناعوت لقاءات ودردشات مع عدد من قياديي

ونشطاء الجمعيات والتنظيمات القبطية بالمهجر؛ وقد صرحت للإعلام أنها ستستأنف الحكم الصادر

ضدها بتهمة ازدراء الأديان ، هذا وقد كانت المحكمة قد أصدرت حكما على فاطمة بثلاث سنوات

على خلفية تدوينة لها على صفحتها في الفياسبوك

تصف فيها عيد الأضحى بالمذبحة .(….)

============

الاهتمام البالغ والدعم الغير المشروط من طرف الرأي العام القبطي للكاتبة فاطمة ناعوت

يأتي كرد فعل غاضب من الأقباط على الدولة ؛ ويأتي كرسالة واضحة من أقباط المهجر

للدولة المصرية التي أصبحت رهينة في يد الفكر السلفي الوهابي القاتل؛ والذي ترعاه مبعرة

آل سعود العربونازية تنظيرا وتمويلا؛ وهو مشروع يستهدف شعبا برمته من أجل سلخه عن هويته

الفرعونية القبطية الأصيلة؛ وهي الهوية التي تري فيها الوهابية شركا و عصيانا

لرب العزة؛ وترى من الأليق أن يلبس المصريون جبة عقيدة التوحيد الصافية التي تكرم بني البشر

وفق تعاليم الحجر الأسود؛ حتى يكون المصريون خير أجناد الله يحملون الرماح والنبال

ويتمنطقون بالأحزمة الناسفة عوض حمل القلم؛ وأن تكون مصر جسر التواصل الثقافي بين شعوب العالم.(….).

============

هذا وقد أصبح الحكم على شخص ما بتهمة ازدراء الأديان طبخة جاهزة؛ فقبل ناعوت

تم حبس الاعلامي اسلام البحيري بنفس التهمة؛ وتم ايداع أطفال بني مزار بمحافظة المنيا السجن

بنفس التهم وحكم عليهم ب 5 سنوات سجنا بعد أن قاموا بتمثيلية تصور دواعش ليبيا وهم يذبحون مصريين أقباط .(…)

============

أن نرى و نسمع من رجال دين مصريين قبل الخليجيين وهم يقرون بعظمة لسانهم

وأمام كاميرات قنوات السيسي؛ بأن تقنين دور العبادة لغير المسلمين وكذا التخلص من الأهرامات

والمآثر التاريخية و الأديرة و المتاحف تدميرا وتفجيرا واجب شرعي ( برهامي نموذجا )

فهذا دليل أن السيسي على رأس دولة دينية وهابية بامتياز تحت رعاية

النظام السعودي العربوماني …وما يزكي صفة الدولة الدينية بمصر أن رجال الدين الذين يصرحون

تصريحات كهذه دون خوف هم أحرار طلقاء بينما يقبع أطفال صغار أقباط في السجن على خلفية ازدراء داعش ..(…)

============

العمل على ترسيخ قواعد الدولة الدينية هي مهمة ملقاة على عاتق مؤسسة الأزهر؛الذي يظهر

هذه الأيام بالضبط أنه يعمل بدون كلل أو ملل على تثبيت دعائم كنانة الله على أرضه

وأن يعمل على تدبير الأمن الروحي في كل ربوع مصر؛ خاصة بعد الزيارة المرتقبة الخميس المقبل

لملك الاستخراء الارهابي المجرم سلمان بن عبد العزيز.. (…)

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

التعليم ـ الرهبنة ـ الإدارة : محاور الأزمة ومداخل الإصلاح

كمال زاخرالإثنين 15 ابريل 2024ـــــ اشتبكت مع الملفين القبطى والكنسى، قبل نحو ثلاثة عقود، وكانت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.