الجمعة , مارس 29 2024
الدكتور رأفت جندى
رأفت جندى

حكم عليه بالإعدام بسبب كينونته

كل الذين حُكم عليهم بالإعدام في تاريخ البشرية كانت تهمتهم انهم صنعوا شرا سواء عن حق ام باطل، ويسوع المسيح هو الوحيد في البشرية الذي أعدم بسبب نسبه وليس بسبب شر فعله، حيث انه قال عن نفسه انه ابن الله، فكينونته كانت السبب الوحيد أنهم استطاعوا الحكم عليه بالموت، وهذا لا ينفى بالقطع أنهم حكموا عليه قبل أن يحاكموه بسبب الغيرة على مناصبهم.

لم يفتح يسوع او عيسى فمه طوال محاكمته في أي تهمة باطلة، ولكن كان يجاوب فورا عند سؤاله عن الوهيته، وعندما لم تثبت عليه الإدانة، سأله رئيس الكهنة هل انت المسيح ابن الله؟ فأجابه بالإيجاب على الفور قائلا “أنت تقول” فقال رئيس الكهنة ها قد سمعتم تجديفه، وصدر الحكم بموته واقتيد للوالي الروماني لأنه وقتها كان لا يحق للمجمع ان ينفذ هذا الحكم.

ولد يسوع بمنتهى التواضع في مذود للبقر، ولكن عند دفنه كان الترتيب ان يدفن في قبر جديد لم يدفن فيه أحد من قبل لكي ما لا يُشكك في قيامته والقبر خالي بعدها.

ُصلب المسيح ومات لكي يهزم لنا مملكة الموت، ولقد اشاع رؤساء اليهود بعدها ان تلاميذه قد سرقوا جسده وادعوا قيامته، ثم إدعي المسلمون بعدها انه لم يُصلب من الأساس، ولكن ها هو القبر الذي دفن فيه السيد المسيح يخرج منه نور كل عام على يد بطريريك الروم الأرثوذكس صاحب كنيسة القبر المقدس.

العجيب أن الذي يتولى تفتيش البطريرك قبل دخوله القبر المقدس هم الذين لا يؤمنون بأن يسوع الذي اتى كان هو المسيح الذى ينتظرونه، وهذا البوليس الإسرائيلي هو الشاهد الأول على معجزة خروج النور من القبر المقدس في ليلة القيامة لكى يتم فيهم القول أنه لهم عيون ولا يبصرون وأيضا وان قام لهم احد من الأموات فلن يصدقوا.

الذين يتحفظون من تغيير وتوحيد عيد القيامة مع الغربيين يقولون أن النور المقدس يخرج من القبر في ميعاد احتفال الشرقيين وليس الغربيين، ولكن كل الدلائل تقول أن النور يخرج مع احتفال القيامة في مكان القبر، والمرات القليلة التي لم يخرج فيها النور حدثت عندما استولت كنيسة أخرى على المكان واغتصبته من الكنيسة صاحبة المكان، لأن المسيح لا يبارك أيضا كنيسة قامت على الاغتصاب، وأيضا لم يخرج النور في العام الذى قامت فيه الادارة العثمانية التي كانت تحتل البلاد بمنع العامة من دخول الكنيسة مقصرين الدخول على ذوى الأموال وبرسوم.

وكلنا نعرف احداث أنه عندما كانت فلسطين تحت حكم مصر أراد إبراهيم باشا ابن محمد على أن يتأكد من حقيقة ظهور النور فطلب من بابا الاقباط بطرس الجاولى أن يذهب بمفرده في القبر ولكن البابا بطرس أقنعه بأن صاحب الكنيسة الأصلي بطريرك الروم الأرثوذكس لا بد وان يكون متواجدا ولا يصير الأمر اغتصابا، ولأن إبراهيم باشا لم يمكن العامة من دخول الكنيسة يومها ففي هذه المرة انبثق النور بشكل قوى وشق عامود الكنيسة وخرج للعامة في الخارج، فسقط إبراهيم باشا على وجهه من الخوف وهو يقول “أمان بابا أمان”

العجيب أن هذا النور الذي يخرج ويوقد الشمع لا يحرق لمدة 33 دقيقة هي عمر يسوع، وبعدها يتحول إلى نار عادية وكأنه يقول لنا سيروا في النور ما دمتم في الجسد، كل عيد قيامة وأنتم بخير.

د. رأفت جندي

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.