الثلاثاء , أبريل 30 2024
الكنيسة القبطية
د.ماجد عزت إسرائيل

احتفالية القمص بولس شحاته كعلامة مضيئة فى تاريخ الكنيسة القبطية فى ألمانيا 2016م .

د.ماجد عزت إسرائيل
الكاهن في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية هو مَنْ أرتقى إلى درجة الكهنوت، ومعني كلمة كاهن مشتقه من الكلمة العبرية كوهين أي المنبئ بأمر الرب والكاهن له منزله النبي وله امتيازات أكثر من الأنبياء، إذ أن الكاهن مؤتمن

علي الشريعة، ومسموح له بتقديم الذبائح إلى الله للتكفير، وحمل خطايا الشعب كما ورد في سفر اللاويين

وفي تعاليم الرسل في الكتاب المقدس، والكاهن هو من يقوم بالصلاة والخدمة

من أجل الشعب، والرؤساء الحكام والمرضى،وأيضًا هو رجل الله والدين

ولذلك يعتبرون كثيرون من الأقباط الكهنة بأنهم خدام الله، لأنهم يُلبّوا احتياجات البشرية

نذكر منها: صلوات القداسات،وطقوس العماد والزواج والجنازات

وممارسة الأسرار الكنيسية وخاصة سر الأعتراف والتوبة ،وهناك العديد من الشروط

والصفات الواجب تـوافرها فى الكاهن منها:الأبوه ـلأنه يلد الناس فى المعمودية ولاده روحية ـ والرعاية

والخدمة والأفتقاد،وزيارة المرضى والمساجين، والكهـنة يقودون الشعب في الصلاة

ويعلمونه الفضائل والتعاليم المسيحية.


ولد “القمص بولس شحاتة” فى1 أغسطس 1950م، من أبوين مسيحيين قديسين

وحصل على بكالوريوس الصناعات غذائية عام 1973م،وبعد تخرجه إلتحق بواجب الوطن

بالخدمة العسكرية دفعة 32 ظباط احتياطي،وما بين عامى 1975-1986م

وتولى الأشراف على تدريس مادة الدين المسيحي بالمدارس الحكومية والخاصة

بمنطقة الزيتون وحلمية الزيتون وسراي القبة وحمامات القبة

وطالب بضرورة حضورة التلاميذ لمدارس الأحد مدارس اﻷحد بالكنائس التابعين لها

وقام بتنظيم عمل الخدمات اﻷجتماعية الكنسية بين كل من كنيسة العذراء بالزيتون ومارمرقس ومارجرجس

بمصر الجديدة ومارجرجس ، وقرى عزبة النخل والمرج، ابوزعبل والهوكارية ـ تسب هذه القرية الأخيرة

لهوكر الذى أكتشف العديد من آبار المياه، ووضع له تمثال بمدخل المدنية،ولكن تم هدمه فى احداث ثورة 25 يناير 2011م، ووضع لفظ الجلالة الله ،وتقع هذه القرية فى مدخل أديرة السريان والأنبا بشوى والبراموس، بوادى النطرون.

وفى ذات الفترة عمل القمص بولس شحاتة كسكرتير ومساعد للقمص “بطرس جيد”

بكنيسة العذراء مريم بالزيتون فى الرعاية الروحية، لكل من جمعية اﻷمير تادرس، وملجأها الخيرى

وجمعية رعاية الطفولة وملجأها الخيري، وجمعية السيدات القبطية وملجأها الخيري، وجميعهم بمنطقة الزيتون.

وبين عشية وضحاهاه ذاع صيت القمص بولس شحاتة ما بين سكان منطقة الزيتون

وحلمية الزيتون وسراي القبة وعزبة النخل والمرج،وعرف عنه مرونته

فى تأدية الخدمة فزاد عدد المترددين على مناطق خدمته ،وكـان يلقى كل محبة من الأهالى بذات المنطقة

وربما يرجع ذلك لمحبته وحسن معاملته ،وتأثره بمعلمنا السماوى الرب يسوع الذى كان يجول يصنع خيراً.


على أية حال، كان القمص بولس شحاتة من أكثر المترددين على الكنائس والأديرة

بالرغم من طبيعة عمله،وكان ضمن مجموعة من الخدام المشهود لهم من آباء كنيسة السيدة العذراء بالزيتون

ولمحبته عند شعب كنيسته بالزيتون تم ترشيحه لسلك للكهنوت،وفى يوم رفاع الصيام المقدس وبالتحديد فى 9

مارس 1986م،تم رسامته باسم “بولس” بيد قداسة المتنيح البابا”شنودة الثالث” البطريرك رقم 117 (1971-2012م)،وقضى فترة 40 يوماً خلوة روحية بدير اﻷنبا بيشوىالعامر بوادى النطرون.


ومع بداية عام 1987م بدأ القمص بولس شحاتة مرحلة جديدة من الخدمة خارج أرض مصر

وبأمر صادر فى 27 يناير 1987م من قداسة المتنيح البابا شنودة الثالث سافر القمص بولس

من أجل تأسيس كنيسة للأقباط بمدينة دوسلدورف عاصمة ولاية الراين الشمالية بألمانيا

وفى فترة وجيزة ذاعت شهرته بالصلاة والخدمة للمهاجرين من مسيحيوا مصر و إريتريا Eritrea

والحبشة ،ومن بين الكنائس التى خدم بها كنيسة تابعة للأنجيلين عام 1987م بجوار جامعة دوسلدورف، ثم بكنيسة

تابعة للكاثوليك مارس 1988م فى حي إيللر، ثم بمساعدة الكنيسة اﻹنجيلية والكاثوليكية

حصلت كنيستنا القبطية على مبنى الكنيسة في منطقة Pöhlenweg .

وهى التى عرفت باسم كنيسة السيدة العذراء، وتباركت هذه الكنيسة بزيارة قداسة المتنيح البابا شنودة الثالث البطريرك (117)(1971-2012م) بزيارة الكنيسة فى الفترة من 17 إلى 19 نوفمبر 1990م،ثم تفضل قداسته بزيارة الكنيسة فى الفترة من 29 أغسطس حتى اول سبتمبر 1992 وقام قداسته بتدشين الكنيسة فى

Pöhlenweg فى يوم اﻷحد 30 أغسطس 1992م، وأيضًا احتفلت الكنيسة فى 5 ديسمبر 2015 بأستقبال الكردينال” فولكى” ليقدم ،كنيسة “St.Sakrament ” هدية من الكنيسة الكاثوليكية للكنيسة القبطية.

وفى يناير 2016م احتفلت الكنيسة بحضور نيافة الحبر الجليل الأنبا ميخائيل (مشائيل) أسقف جنوب وشرق ألمانيا،باستلام الكنيسة الحالية وهى تعد من أكبر الكنائس بمدينة دوسلدوريف.


واليوم 8 مايو 2016م وتحت رعاية الأسقف المحبوب رجل الصلاة، الأنبا مشائيل

احتفلت كنيسة السيدة العذراء بدوسلدوريف بمرور 30 عاماً على خدمة القمص بولس شحاتة

(1986-1916م) فى ألمانيا،وللأمانة التاريخية يستحق ان يكون سفيراً لكنائس المهجر

ونموذجاً للكاهن المثالى فى كنيستنا القبطية،ونتمنى لقدس أبونا بولس مزيد من الخدمة ومواصلة الكفاح

ونصلى من أجله أن يمنحه الله هو وأسرته الصحة والعافية.


وعن حياة القمص بولس الاجتماعية فهو متزوج من السيدة الفاضلة تاسونى ليليان 

وهى أيضًا معروف عنها حبها للخدمة وللمهاجرين من شتى الجنسيات

وهى عبارة عن حكومة متنقلة تلبى كل الخدمات ، وللقمص بولس شحاتة؛ ثلاث أولاد هم بشوى

ويعمل حاليا طيار باحدى الشركات الألمانية ،ومارينا و يوستينا.

وأخيراً،ندعو الله أن يدوم كهنوته لشعب كنيسته بدوسلدوريف سنيين عدة

وكنموذجاً لكاهن المثالى ،وكرمز للعطاء والخدمة لكنيستنا القبطية ولمصرناً الحبيبة.

 

شاهد أيضاً

قيامة المسيح ..أعادت لنا الحياة الأبدية .

“هذا هو اليوم الذي صنعه الرب فلنفرح ونبتهج فيه ” (مز 118: 24) تهنئة قلبية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.