الجمعة , أبريل 26 2024
سيناء دباغ

سيناء دباغ تكتب : هديّة سخيّة من رئيس الوزراء الكنديّ (جاستن ترودو) لخصومه

ضجّتْ المحطات الإخباريّة الكنديّة تحديداً بحادثة المشهد الدراميّ لرئيس الوزراء الكنديّ (جاستن ترود) و هو يندفع بإنفعالٍ بين خصومه, و يدفع نائبة البرلمان (إيلين بروسو) جانباً. وعلى الرغم من اعتذار الرئيس أمام مجلس العموم, إلّا أنّ اعتذاره لن يمسح فِعْلَه من الذاكرة السّياسيّة الكنديّة التي ستبقى تكرر المشهد كأسوأ حادثة في تاريخ مجلس العموم الكنديّ.

يبدو أن شهر العسل السّياسي الذي عاشه الرئيس الجديد و أضاف عليه ألقاً بوسامته و جاذبيته قد انتهى.

فالرئيس الذي سحر الإعلام العالميّ بوسامةٍ استقطبت حتى أشهر مجلات الموضة (فوغ), و دفعت معجبه من غير الكنديين لانتخابه كملك جمال مؤتمر البيئة, و سعة صدرٍ في استقبال اللاجئين الذي نال من أجلها المديح و الشّكر من الأمم المتحدة, قد أظهر وجهاً أخر يفتقر للسيطرة على النفس و التحكم بالانفعالات,  ليبدو كرئيس حزب و حكومة يعوز الخبرة و الحنكة السّياسيّة اللازمة لإدارة الأزمات التي تحتاج الحكمة و رباطة الجأش.

جاءت الحادثة في فترة حرجة جداً للحكومة الليبرالية التي بدأتْ تفقد شيئاً من شعبيتها عند الشّارع الكنديّ, و خصوصاً بعد التراجع الإقتصادي, وعجز الميزانية, و تشريع المارجوانا, وعدم الإيفاء الكامل بالتزاماتها تجاه اللاجئين(خصوصاً اللاجئين الواقعين تحت الكفالة الحكوميّة) و تمديد  عقود المركبات العسكرية مع المملكة العربيّة السّعوديّة.

وبعد هدوء طبول العرس السياسي لانتخاب (جاستن تردود) و انقشاع ضباب الانبهاربه, بدأ الكثير من ناخبيه يرون بشكل أوضح أنّ أمالهم بالحكومة الجديدة قد لا تطابق بالضرورة الحقائق و الصعوبات السياسّة التي يفرضها موطن كبير المساحة و كثير التنوّع السّكانيّ ككندا.

إنّ أغرب مافي ذلك المشهد السرياليّ الذي قام ببطولته الرئيس الشّاب في مجلس العموم, أنّ فِعْلَه نال تصفيقاً حاراً من الحزب المحافظ الذي يعدّ من أشد خصومه.

وجاء ذلك تماشياً  مع المثل الإنكليزي القائل: “إنّ أخطأ خصمك فلا تتدخل”.

أو ربما كان التصفيق كتعبيرٍ عن الامتنان للهديّة السخيّة التي قدمها الرئيس الجديد لخصومه. فالمعارضة السّياسيّة المحنّكة تعرف كيف تستغل أخطاء الخصم لصالحها. مما دفع اليوم الحكومة الليبرالية الحاكمةبسحب قانون “موشن 6” الذي كان سيمنح الحزب الحاكم حرية أكبر بالسيطرة على البرلمان.

و في مقابلة مع رويترز قال ترودو أنّ: “منصبه يأتي معه الكثير من الضغوطات.” و هذا أمر يعرفه القاصي و الداني, و لذلك فهو منصب مفتوح لشخص واحد فقط يقود بلداً ديمقراطياً متقدماً مثل كندا, بلداً يختلف عن دكتاتوريات الشّرق فلايغض الطرف عن الأخطاء بسبب توتر الرئيس أو حباً به أو تقديراً لحجم المسؤولية الواقعة على أكتافه…بلداً يرغب أن يرى الرئيس يستخدم كلّ القوة التي مُنحت له من أجل إعلاء الإقتصاد و العمل و المكانة الكنديّة, و لا يستخدمها  لدفع سيدة من أعضاء البرلمان ولو خطأً.

 

شاهد أيضاً

استطلاع حديث يكشف موافقة أغلب الكنديين لتناول الطعام بعد انتهاء صلاحيته

كتبت ـ أمل فرج  أظهر تقرير جديد صادر من مختبر الأغذية في جامعة دالهوزي، أن …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.