السبت , أبريل 27 2024

فليس له أين يسند رأسه ” ماسح الاحذية “

بقلم : ماجدة سيدهم 

الممر ضيق .. ملطخ  بلزوجة البقايا الرمادية ،  تمر أحيانا   الثعالب المحشوة بالمساومة صوب طاولات  التبادل المتنكر  بالولاء ، وبعيدا عن حطام  التسول يعلنون  تصريحا  فاضحا  مذيلا بالسخف “عاشت أوكارنا حرة ..” ،  بينما  في الزوايا المجهدة  ينتصب  الجسد النحيل  متكئا  بين  براعة الصقيع  ونزيف العزلة و.. ..ينام ،

 يصافح خديه الجميلين مسيرة الغبار المتكسر عبر ذات  الحيز المتكرر للنزال فوق عزلة تنتمي لبقاياه  ، حيث تجاهد تلك المعاول الحقيرة والعبوات المجعدة لحظات ارتباك اليقظة ، يغالب النعاس و….. ينام ..

يعلم أنهم  سيأتون بالضرورة ،يجددون عصر أحلامه بأكفان  متآكلة وصك من أوهام ، لذا  يسخر من جميعهم حين  يوبخ خشونة نعال  لا تناسب الطموحات الحافية ، حين يجادلونه المعونة الضئيلة بما لا يكفي  لاختزال التعب وبقايا لإحتمال ، يمدون أحذيتهم فيمشط  بدوره ملامح الوجهاء بالبيانات المشوهة  ،يسكب  صبغاته  بين  ممرات المعابد القاتلة  ويكشف عورات قناديل المهانة فوق المنابر وغزو الأبخرة …

 القوادون ورجال الدين يصلّون معا ، ملثمون بالصلاح لذا   لا يصلون للرواق  المبتور من التنفس  وندوب المحاولات المحتملة ،يسكبون الخطايا المعتمدة  في حصيلته اليومية .. وعلى اللباس الوحيد يجرون  البطولات الملتوية ، يعلم أنهم يعرضون  عنه ،رقم هو في دولة الاتساخ  حيث الجسد رهن رصاصة أو انتهاك و يضحك للعابسين مرورا بالبلاد التعبى  وما عرف خبزه  مذاق الإشتهاء .. .

رغم ضجة  فراغ الزحام  يستند التضور على كتفيه النحيلين و….يغفل سهوا ،  فما عاد يحلم بالجوع  أو الإنتعال  ، لكنه ..وحده ..يمتلك  حل شفرة المضي هكذا ، يصنع  طعنا في عنق  المواجهة ، وقبل أن يضيء  دكنة الأحذية   يرفع الغبارعن ضمير الحكام  ثم…. يعود إلى  زاويته  ليموت مجددا ..!

 

 

 

شاهد أيضاً

المغرب

الــملــصـق المسرحي لمن ؟

نــجـيـب طــلال مـفارقات: أشرنا ما مرة، بأن هنالك ظواهر تخترق جسد المشهد المسرحي في المغرب، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.