الإثنين , أبريل 29 2024
التعصب

*** سد ودانَك ياض ***

كانا يمران بجوارها عندما سدا آذانهما بغضب ليتفادي كل منهما سماع صوتها
صوتها الرقيق العذب الذي ينادي أولادها لصلاة القداس بها،
الصلاة التي لا ينسون أن يدعو فيها لخير بلادهم ( الزروع والعشب ونبات الحقل ونهر النيل
والأهوية والحيوانات وكل شيء يدب علي أرضها وكل مَن هم في منصب ليسدد الله خطواتهم في رعاية البلاد ) هذه هي كنيستنا وهكذا تكون صلواتنا . أما ما جعلني أهتم بسرد ما فعلاه هذان الطفلان اللذان لا يتعدي عمرهما الخمسة عشر عاماً عندما سمعا صوت ناقوص الكنيسة هو السبب الأساسي الذي دفعهما لهذا وهو بكل بساطة: ثقافة البغضة والكراهية، والحقد والرفض، وعدم قبول الآخر،كل ما تلقناه منذ نعومة أظافرهما من أفكار مسمومة وتعاليم مغلوطة تغلغلت في عقليهما بل واتحدت واندمجت في كل ذرة من خلاياهما،
تلك الثقافة التي أفسدت منطقة الشرق الأوسط بأكملها وجعلتها بقعة ملوثة بدماء الأبرياء، مُستنقع من الفساد والعَفَن، جحيم وقوده التكفير واستباحة كل ما هو للآخر المختلف، حركة بسيطة لخصت تاريخ وثقافة أمة بأكملها، نعم ثقافة رفض الآخر هي ثقافتنا وبسسببها تخلفنا عن العالم بأسره الذي سبقنا بآلاف السنين الضوئية للرقي والتحضر والإنسانية فيا أيها الغافلون الحاقدون الكارهون طهروا قلوبكم بالمحبة واغسلوا أياديكم من دماء البشر بالرجوع للفطرة الإنسانية السليمة: الحب والرحمة والتآخي ، فكلنا أخوة وأخوات أبناء رجل واحد هو آدم وأم واحدة هي حواء، انشروا السلام بين الجميع، اغرسوا الفضيلة والمبادئ السامية في قلوب النشء لينموا وتنموا معهم لنربح مجتمعات فاضلة تظللها المحبة والإنسانية.
**********************
ميلاد ثابت إسكندر
فنان تشكيلي
وأشكيلك

شاهد أيضاً

ليلة أخرى مع الضفادع

في ضوء احداث فيلم الوصايا العشر بشأن خروج بني اسرائيل من مصر التى تتعلق بالضربات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.