السبت , أبريل 27 2024
الكنيسة القبطية
مايكل عزيز البشموري

هل أنتهى شهر العسل بين أقباط المهجر ونظام السيسي ؟!

بقلم : مايكل عزيز البشموري
البيان الموحّد الذي أصدرته المنظمات القبطية العاملة بالخارج ، يوم الجمعة الموافق ٥/٣ ؛ يُظهر لنا جلياً إنتهاء شهر العسل رسمياً ؛ بين أقباط المهجر ، ونظام الرئيس عبد الفتاح السيسي ؛ لاسيما بعد تقاعس وتخاذل أجهزته الأمنية والقضائية فى محاسبة ومعاقبة المتورطين بحادثة سيدة المنيا سعاد ثابت ، وبسبب حوادث طائفية أخري شهدها الاقباط بالأشهر الاخيرة ؛ ولعل أخطرها :
١- تهجير مسيحيون من منازلهم .
٢- سجن أطفال الاقباط بسبب سخريتهم من تنظيم داعش الإرهابي .
٣-إبتداء رجوع ظاهرة إختفاء القاصرات القبطيات وأسلمتهم .
٤- إلغاء تعيين مديرة قبطية بإحدي المدارس التعليمية بمحافظة المنيا بسبب ديانتها المسيحية .

كل تلك الحوادث الطائفية المتكررة وغيرها ، وضعت أقباط المهجر فى موقف حرج للغاية ؛ فهل سنصمت إزاء تلك الحوادث العنصرية التى تُمارس بحق إخواننا أقباط الداخل ؟ وهل سنقف مكتوفى الايدي ولن نفعل شيئ لإخواننا المعذبين ؛ من أجل إرضاء عيون الحاكم ؟ – الإجابة : بالطبع لا ، فنحن لسنا متزوجين كاثوليكياً مع نظام السيسي ؛ حتى يُقال ان أقباط المهجر انقلبوا عليه ؛ لقد دعمنا الجنرال السيسي فى بداية مشواره ؛ لأننا رائينا فيه رجل المرحلة ؛ الذي سيعبر بالوطن من المخاطر المحدقة به ، والتى تُهدد وحدته وسلامة أراضيه ، ليسير بِنَا إلى بر الأمان ؛ لا سيما بعد تدهور أحوال الدولة بعهد الاخوان ونظامهم البائد .

لقد حاول البعض منا الصمت أحياناً حول إنتهاكات الشرطة القمعية بحق المتظاهرين السلميين ، ( وذلك بسبب فزاعة الاخوان وشركائهم السياسيين ) ، وغض البعض منا بصره أحياناً أخرى حيال الممارسات الاستبدادية الذى إنتهجها نظام السيسي البوليسي ، والممثل بإلقاء القبض على الآلاف من شباب الثورة وأصحاب الرأي ، ليقبعوا داخل السجون ، ومن ثم تتم محاكمتهم عشوائياً ؛ أضف إلى ذلك تبرئة نظام مبارك الفاسد وإخراج رجاله ووزرائه من السجون ، ليصبحوا هما الوحيدين المنعمين بالحرية والأمان بهذا الوطن التعيس .

إن حرية وأمن وسلامة الاقباط ؛ ليست مرتبطة بالزيارات المشكور عليها الرئيس السيسي إلى الكاتدرائية ، لتقديم واجب التهنئة بأعيادهم ؛ أو بتقديم وعود زائفة وكاذبة حول تدعيم فكرة المواطنة وتجديد الخطاب الديني و

ما إلى ذلك ؛ إن حرية وسلامة الاقباط مرتبطة بإعمال دولة الحق والقانون ، وإلغاء مظاهر الفصل العنصري التى تُمارس عليهم ؛ فتلك المظاهر العنصرية تذكرنا جميعاً بما تعرض له السود بأمريكا من سياسات تفريق وإذلال مورست بحقهم لقرون عديدة ؛ وتُذكرنا أيضاً بما تعرض له أبناء جنوب أفريقيا أصحاب البشرة السوداء

وما تعرضوا له من سياسية تهميشً وإقصاء لعقود متلاحقة ؛ ونستطيع القول بأن المسيحيون الاقباط فى مصر ،

يعانون من نفس تلك السياسات العنصرية التى عاناها المواطنين السود بأمريكا وجنوب أفريقيا بالماضي ، والسبب هنا لا يرجع للون بشرتهم ، ولكن بسبب ديانتهم المسيحية ، ومن هذا المنظور الطائفى يتم التعامل معهم بتفرقه عنصرية واضحة ، سواء كانت تلك التفرقة فى الوظائف ووسائل النقل والإسكان وغيرها ، أو من خلال فرض قوانين وضعية تُمارس عليهم ، مثل قانون إزدراء الاسلام ، المعروف إعلامياً بقانون : ( إزدراء الاديان ) ، والذى قام المشرّع الإسلامى بسنه لترهيب الأقلية المسيحية ، وتدمير مستقبل الشباب القبطى داخل مصر .

لقد أصبح الأن لا خيار أمام أقباط المهجر ، سوى إصدار بيانات الادانة فيما يتعرض له أقباط الداخل من ممارسات طائفية تُحاك ضدهم ؛ وحث الدولة المصرية والمسئولين الحكوميين عبر تلك البيانات بتحمل مسئولياتهم وإعمال دولة العدالة والقانون على الجميع 

وإن لم تصغي الدولة ونظام السيسي لتلك المطالب المشروعة ؛ فيؤسفنى القول بأن لا خيار لأقباط المهجر سوى التصعيد دولياً للمطالبة بحقوق شعبهم المهدورة 

وهو الخيار الأسوأ بنظري ، ولكنه القرار الأخير والورقة الرابحة التى سيلجأ اليها أقباط الخارج لنصرة أشقائهم بالداخل .
للحديث بقية

 لقراء بيان  أقباط المهجر الصادر بالأمس  أضغط هنا

 المتنيح عدلى أبادير رمز من رموز أقباط المهجر
المتنيح عدلى أبادير رمز من رموز أقباط المهجر

شاهد أيضاً

المغرب

الــملــصـق المسرحي لمن ؟

نــجـيـب طــلال مـفارقات: أشرنا ما مرة، بأن هنالك ظواهر تخترق جسد المشهد المسرحي في المغرب، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.