الإثنين , أبريل 29 2024

اسئلة وأجوبة عن شهر رمضان .

يقدمها لكم منصور أحمد
إننا نستقبل ضيفاً عزيزاً غائباً لا يفدُ إلينا إلا مرة في العام، يزورنا غبَّاً فنكون له أشدُّ حبّاً، ضيفٌ تَخفق بحبه القلوب، وتشرئب إليه الأعناق، وتتطلّع الأعين لرؤية هلاله، وتتعبَّد النفوس المؤمنة ربَّها بذلك.
وهذا الضيف الكريم المبارك يعرفه المؤمنون حقاً لأنهم هم أنفسهم الذين يؤدَّونه حقَّه، ويقدرونه قدره فيكرمون وفادته صدقاً وعدلاً.
إنَّ الله رفع قدر هذا الضيف في القرآن، وعلى لسان النبي العَدنان –صلى الله عليه وسلم-، فجعل الخير كله فيه؛ في أوَّله ووسطه وآخره؛ قال تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبيِّنات من الهدى والفرقان}.
شهر ترتقبه النفوس كل عام، وتشتاق إليه منذ رحيله لمدة عام، شهر الرحمة والغفران، شهر الصلاة والقرآن، شهر الصيام والإيمان.
وللحديث اكثر عن هذا الشهر المبارك معنا ومعكم اسبوعيا على مدار هذا الشهر الكريم فضيلة الشيخ “عبدالله سيد احمد عبدالحليم” امام احد المساجد يحدثنا اكثر عن فضائل هذا الشهر المبارك
ويجاوبنا عن بعض الاستفسارات والاسئلة التى وردت الينا
فليتفضل فضيلته مشكورا
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبدالله، وعلى وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
ان شهر رمضان من أجل الشهور فضلاْ واعظمها مكانة ومنزله عند الله تعالى وذلك الشهر الذى جعله الله ظرفاْ لفريضة الصيام التى هى ركن من اركان الاسلام الخمسة وهى سراْ بين العبد وربه خالقة عز وجل .
فشهر رمضان المعظم هو شهر البركات والنفحات والغفران وفيه يتجلى الله على عبادة المؤمنين ويغفر لهم ذنوبهم ويجيب الله دعائهم ، ولا شك ولا غربان فى ذلك فأننا نجد ان اية إجابة الله بدعاء السائلين تتخلل أيات الصيام وتقع بين أثنائها فالله تعالى قال فى كتابة ” وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون” صدق الله العظيم
وان لشهر رمضان فضائل عديدة ومزايا متنوعة فهو الشهر الذى أنزل فيه القران الكريم على الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك بقوله تعالى “شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان “
ومن مزايا هذا الشهر العظيم ان فيه ليلة عظيمة ليلة العبادة فيها خيراْ من عبادة الف شهر وهى ليلة ” القدر ”
وفى هذه الليلة تتنزل ملائكة رب العالمين ومعهم الروح الامين جبريل عليه السلام حتى تضيق الارض بالملائكة المكرمين وتتنزل الرحمات على عباد الله المؤمنين ،وذلك لقدرها عند الله عز وجل.
وفى ذلك يقول الله عز وجل فى سورة حملت اسم هذه الليلة وهى سورة ” القدر”
بسم الله الرحمن الرحيم إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ” صدق الله العظيم
وإيضا من مزايا هذا الشهر الكريم انه شهر انتصارات المسلمين فى الغزوات وغيرها على اعدائهم من المشركين وغيرهم …
فيه غزوة بدر الكبرى والتى كانت فى السابع عشر من شهر رمضان المعظم فى السنة الثانية من الهجري ، وفيه إنتصار أكتوبر المجيد والذى كان فى العاشر من رمضان وغيرها ….
وان الحكمة والفائدة والهدف من صيام شهر رمضان العظيم هو تقوى الله سبحانة وتعالى فالغاية من الصيام تقوى الله والعبادة و الاستزادة من طاعة الله والتقرب إليه . لكننا نرى ان كثير من الناس حوله من شهر عبادة لله تعالى الى شهر تسرف وتبذر فيه من تناول المطعومات والمكولات والمشروبات فتتولد عندنا مشكلة اقتصادية يعانى منها الجميع ، فنجد ان رب الاسرة اذا كان يستهلك فى الشهر الف جنية مثلا فإن ذلك يزداد
فى رمضان ثلاث اضعاف وهذا على خلاف ما امر الله به فى قرانه الكريم حيث امر الله بعدم التبزير والاسراف فقال تعالى ولا تبزروا تبزيرا
كما بين الله تعالى ان الاقتصاد فى الانفاق انما هو صفه من صفات عباد الرحمن فقال عز من قائل ” وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً”
فعلينا الاجتهاد والاكثار من عبادة الله والتقرب اليه فى ذلك الشهر الكريم حتى تتحقق الغاية من الصيام وهى تقوى الله تعالى وعبادتة
والله الموفق والمستعان
ورد الينا فضيلة الشيخ بعض الاسئلة نود طرحها على فضيلتك
س1 : كيف تكون النية ؟ وهل تكفيه النية الواحدة لشهر رمضان بأكمله ، أم لابد لكل ليلة من نية ؟
ج1: النية محلها القلب فالصائم يقوم من نومة فيتسحر فان قيامة يعد نيه ، واختلف الفقهاء بان نية واحده تكفى جميع الشهر وقال بعضهم بان الصائم يؤدى النية فى كل ليلة فى رمضان والله اعلى واعلم .
س2: شخص نام من الليل ولم يدري أن رمضان قد دخل فماذا يعمل ؟
ج2: لقد اجمع الفقهاء ان النية ركن من اركان الصيام فمن دخل عليه نهار رمضان دون ان ينوى للصيام فعليه ان يتم ذلك اليوم لحرمة رمضان ثم يقضى اليوم بعد رمضان .لقوله صلى الله عليه وسلم : (لاَ صِيَامَ لِمَنْ لَمْ يُجْمِعِ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ) رواه الترمذي والنسائي والله اعلى واعلم
س3: إذا أسلم الكافر أثناء نهار رمضان ، فماذا يجب عليه من جهة الإمساك أو القضاء ؟
ج3: إذا أسلم الكافر أثناء النهار لزمه إمساك بقية اليوم ، وليس عليه قضاء الأيام التي قبله من الشهر لأنه لم يكون من أهل الوجوب والله اعلى واعلم
س4 : رجل مريض ينتظر الشفاء ليصوم فمات وهو مريض ، فماذا عليه ؟
ج4:ليس عليه شيء ، لأن الصيام حق لله تعالى ، ومات هذا الرجل قبل أن يتمكن من فعل الصيام فسقط عنه إلى غير بدل ، فليس هناك بدل ولا على أولياءه والله اعلى واعلم
س5 : ما هي الأدوية والأشياء التي لو استعملها الصائم لا تفطره ؟
ج5: قطرة العين والأذن و بخاخ الربو وبلع الريق والسواك والكحل وتذوق الطعام دون أن يدخله لجوفه ، ومن توضأ ودخل الماء لجوفه رغماً عنه لا يفطر كل ذلك لا تفطر والله اعلى واعلم
فى نهاية حديثنا نشكر فضيلة الشيخ عبدالله
ويتجدد معنا ومعكم اللقاء الاسبوع المقبل وكل عام وانتم بخير

شاهد أيضاً

ليلة أخرى مع الضفادع

في ضوء احداث فيلم الوصايا العشر بشأن خروج بني اسرائيل من مصر التى تتعلق بالضربات …

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.