الأحد , أبريل 28 2024

عودة عاشور الناجى .

كتب عصام ابوشادى
تقول الأسطورة،عندما تفقد الحارة قوتها،المتمثلة فى فتوتها،يسبى نساؤها،ويشرد رجالها،وتصبح بعد ذلك الحارة، مرتعا لنعيق الغربان.
والأن ونحن نعيش فى حارة كبيرة ،أكبر مما أرخت لها روايات نجيب محفوظ فى رائعته الحرافيش.تلك الحارة التى كانت على حافة السقوط كما كان مخطط لها،مثلما سقطت حارات أخرى،فأصبح ساكنيها من الدبيب والبوم والغربان،يتغذون على دماء الضحايا من أهل تلك الحارات . لذلك فلم يكن لأهل تلك الحارة مفرا،سوى اللجوء إلى عاشور الناجى،وحرافيشه،لكى ينتشلهم من حافة الضياع،ينتشلهم من حد السكين الذى شاهدوه فى الحارات الأخرى وهو يلاعب الرؤس، ليعيد لهم ميزان القوة،والقدرة ،بعد أن أوشكت على الضياع،وليطاردوا فلول الشر التى سعت وبكل قوة،على النيل من تلك الحارة،ومن معهم ممن باعوا ضمائرهم،وقست قلوبهم،فى سبيل وعودا بأنهم سيكونوا ملوكا على أطلالها.يملئهم الظن،أن بمناوشتهم،فى الخراب،وتقليب ضعاف النفوس،على تلك الحارة،سيأتى بالنتيجة المرجوة. ولكن فطنة أهل الحارة،لهؤلاء قد أفشل حلمهم الكاذب.
عوده الناجى مرة أخرى،رد الحياة لتلك الحارة،بل رد الحياة إلى باقى الحارات الأخرى التى سقطت،أعدوا العدة بتوحيد الصفوف رجالا ونساءا للزود عن حاراتهم،وتطهيرها من هؤلاء الذين أوهموهم بحياة جديده يملؤها العدل، ولم يشاهدوا منها سوى القتل والخراب،
عوده الناجى هذه المرة ليست كسابقيها،ولكنها عوده من نوعا أخر،عودة على القدرة، عودة على البناء، عودة على رفع رايات المجد والنصر فى كل ربوع الحارة.
وعندما تمتلك القدرة فى حماية الحارة أولا،بعدها ستنطلق الى حيث ماتشاء،بالرغم من كم العثرات التى تعترض تلك التنمية،،وتقلبات ضعاف النفوس من أهل الحارة، وفقر بعضهم،يجعلهم ينظرون لتلك التنمية الشاملة،على أنها لو لم تكن موجوده الآن، فهم أولى بأموالها.
وماذا ستجدى الأموال وأنت تعيش فى حارة،تركها السابقون قاحلة،وفاشلة،
ولكن نداء عاشور الناجى لأهل الحارة الشرفاء اليوم ،بأن يكونوا دائما بجواره، فى ظهره،يدا بيد تحمى وتعمر،يدا بيد تبنى وتشيد.
هكذا هى رسالة عاشور الناجى لحارته، للشباب المتنطع على أهله،للشباب المتلطع على قهوته، أن الحارة اليوم فى الإحتياج اليكم،الى سواعدكم وعرقكم،لا إلى عرق الجيم،والتبجح فى الطرقات،
عاشور الناجى الذى يحارب الآن من داخل الحارة،وخارجها،مصمم على أن يضحى بكل شيء ،من اجل أن تكون حارته،لا مثيل لها فى قوتها وفى بناءها ومصمم على تعميرها ،، مهما صادفه من تحديات،فاليستهزء المستهزؤن بعد أن أكلت الحصرة بطونهم ،على مايشاهدونه من شرف ومجد يسطره أهل الحارة ،وعاشور الناجى يخاطب فيهم وشعاره ،نبوتا يحمى،ويدا تبنى،وفأسا يزرع، ومصنع يساهم فى الإنتاج.

شاهد أيضاً

المغرب

الــملــصـق المسرحي لمن ؟

نــجـيـب طــلال مـفارقات: أشرنا ما مرة، بأن هنالك ظواهر تخترق جسد المشهد المسرحي في المغرب، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.