الجمعة , أبريل 26 2024
Amal farag
أمل فرج

قنابل موقوتة ولكن .

بقلم/ أمل فرج

يحتاج وجه المجتمع لكثير من جراحات التجميل الدقيقة بعد ما أصابه من أحداث و سلوكيات كثيرة من أبنائه على مدار الزمان من تشوهات وإصابات وعشوائيات .

ما أروع خطوة تجميل وجه الوطن واستئصال العشوائيات التي تناثرت على جبينه وحفرت في وجنتيه ، كنا قد يئسنا من أن يخطو المسئولون خطوة فعلية حقيقية في هذا الشأن ، ولكن أشعر بالفخر وأن قد حدثت بالفعل 

فبعيدا عن سلبيات قد يرصدها البعض ، دعونا ننظر بعين الأمل ونقر بالإيجابيات كنوع من الإنصاف وإحقاق الحق 

فلن ينكر أحد الواقع طالما نراه جميعا ، فما يقوم به المسئولون الان من تنفيذ خطوات فعلية في خطة إزالة العشوائيات هو أمر يقره الجميع ؛لأنه حدث ويحدث بالفعل ، كما يتم التعامل الادمي لقاطنيها وتوفير السكن لهم بكل مرافقه الأساسية بل والترفيهية ،بالفعل ذلك ما تم رصده على أرض الواقع بدءا من إنشاء المدارس والمستشفيات وحتى مراكز الأنشطة الترفيهية وغير ذلك ، وإن كان هذا ليس من نسج الخيال فكان علينا أن نقدم الفخر والتقدير والاحترام والتعاون لإنجاح هذا العمل الوطني حتى النهاية ، ولكن دائما يؤرقنا ذلك الاستدراك (لكن) 

فإن كانت الدولة تعمل على تنظيف المجتمع من تشوهات وعشوائيات تنال من الشكل الحضاري للوطن فماذا عن أخلاقيات قاطني العشوائيات ؟! التي تنال وعلى نطاق واسع من الخلق العام ، حتى أن سلوكياتهم ولغتهم السائدة فيما بينهم تكاد تفرض ثقافتها على أبناء المجتمع بمختلف مستوياته .

أناشد المسئولين بوضع خطة مدروسة للتخلص من عشوائية الخلق والسلوك العشوائي مزامنة مع الخطة الجاري تنفيذها للتخلص من بؤر العشوائيات وعششها التي نالت من صحة المجتمع وأخلاقياته .. ـ عفواـ أعتقد أن ليست العشش وبيوت العشوائيات الرثة هي التي نالت من خلق وسلوك المواطن في هذه البقاع ، ولكن إهمالنا جميعا لهم وتهميشنا المتوارث الذي جعلنا نلفظهم خارج حدود الاعتراف بأهميتهم للوطن وخطورتهم عليه أيضا .

نحن من أجرم في حق هؤلاء بدءا من المسئولين وحتى رجل الشارع العادي ، فقد كانت المسئولية ولازالت تفرض نفسها علينا جميعا ، وعلينا الان أن نصلح ما قد أفسدنا ، إن هذه الفئة المهمشة هي جزء أصيل وخطير جدا من فئات الشعب ، هي بحاجة ملحة إلى إعادة تأهيل وبناء ذلك إن أردنا أن ندرأ عن أنفسنا وعن الوطن بأسره مخاطر حجم الحقد والثأر الموروث الذي تراكم في نفوس هؤلاء للمجتمع الذي قتلهم أحياء 

هم بحاجة لتأهيل نفسي واجتماعي وخلقي يسمح لهم بمخالطة المجتمع بشكل سوي ، ويخلق منهم طاقة إيجابية تدفع عجلة التقدم في المجتمع إلى الأمام ، وغير ذلك فهم ليسوا سوى قنابل موقوتة تهددنا جميعا .. ودائما انفجار الجاهل الأرعن غير محسوب ولا يحترم أي حدود ، خاصة وإن اتحدت قوتهم بقوة الشر التي لا تمل التفكير في تدمير الوطن .

أرى أننا لا نملك الخيار في ضرورة السبق لانتشال هؤلاء ، فما أسهل اصطيادهم لخدمة أي هدف ، نعم .. أي هدف ، وهنا مكمن الخطر الحقيقي الذي يصعب معالجة نتائجه إن لم نلتقطهم من مستنقع الدنيا ووباء الفكر وفساد العقيدة وانحلال الأخلاق ، لا مفر من خطة سريعة التنفيذ للتوقف عن الاستمرار في تهميش المواطن العشوائي قاطن العشوائيات ، وأن ندرس جيدا كيف نعيدهم إلى حضن الوطن لنجعلهم يشعرون أنهم من نسيجه بعدما طال عليهم الأمد وهم يتوارثون مشاعرالعداء و الدونية والتحقير من كل فئات المجتمع، وقد أصبحت هذه المشاعر المدمرة محركا لا إراديا لطاقة هؤلاء 

هذه القنابل الموقوتة التي تهدد بالانفجار في أي لحظة وفي كل مكان لازال بأيدينا أن نجعل منها قنابل في وجه العدو لا في قلب الوطن ، ولكن .. يعاودنا الاستدراك ، ولازالت تؤرقنا (لكن) من سيكون له السبق لهؤلاء .. يد العدو أم حضن الوطن ؟

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

الضابط شفتيه، فطين

ماجد سوس تفاح من ذهب في مصوغ من فضة، كلمة مقولة في محلها. تلك المقولة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.