الإثنين , أبريل 29 2024
الدكتور ايهاب أبو رحمة

 أحمد زويل : عالم غيبه الموت و خلدته نوبل .

بلا شك و رغم اختلافات المصريين إلا أنهم اجتمعوا على تقدير هذا الرجل , إنه د. زويل صاحب جائزه نوبل في الكيمياء بل في العلم الوحيدة لدى العرب كافهً و لدى مصر خاصهً ,بالطبع هو أشهر عالم مصري عربي و ليس الوحيد و ربما لو لم يحصل زويل على نوبل لعاش مجهولاً لوطنه مصر و المسئولين فيها .
ولد د. أحمد زويل في عام 1946 بمدينه دمنهور .التحق بكليه العلوم جامعه الإسكندرية و عمل معيداً بها و بعد حصوله على درجه الماجيستير سافر الى الولايات المتحدة الأمريكية في منحه دراسية ثم عمل باحثاً في جامعه كاليفورنيا .ثم انتقل للعمل في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا( كالتك) .وحصل على الجنسية الأمريكية في عام 1982
تدرج في المناصب العلمية الدراسية داخل جامعة كالتك إلى أن أصبح أستاذاً رئيسياً لعلم الكيمياء بها، وهو أعلى منصب علمي جامعي في أمريكا خلفاً للعالم لينوس باولنج الذي حصل على جائزة نوبل مرتين، الأولى في الكيمياء والثانية في السلام العالمي .
في عام 1999 حصل زويل على جائزه نوبل في الكيمياء عن اختراعه لكاميرا لتحليل الطيف تعمل بسرعة الفمتو ثانيه ودراسته للتفاعلات الكيميائية باستخدامها . ليدخل العالم كله في زمن جديد لم تكن البشرية تتوقع أن تدركه لتمكنه من مراقبة حركة الذرات داخل الجزيئات أثناء التفاعلات الكيميائية و هو ما أحدث ثوره علميه هائلة و أدى إلى ميلاد ما يعرف بكيمياء الفمتو ثانيه .
انهالت عليه الجوائز و الأوسمة :
– جائزة ماكس بلانك وهي الأولى في المانيا .
– جائزة وولش الأمريكية .
– جائزة هاريون هاو الأمريكية .
– جائزة الملك فيصل العالمية في العلوم .
– جائزة هوكست الألمانية .
– انتخب عضواً في أكاديمية العلوم والفنون الأمريكية .
– ميدالية أكاديمية العلوم والفنون الهولندية .
– جائزة الامتياز باسم ليوناردو دافنشي .
– حصل على الدكتوراه الفخرية من جامعه الإسكندرية بالقاهرة و جامعه اوكسفورد و الجامعة الأمريكية بالقاهرة .
– جائزة ألكسندر فون همبولدن من المانيا الغربية و هي كبرى الجوائز العلمية هناك .
– جائزة باك وتيني من نيويورك .
– جائزة السلطان قابوس في العلوم والفيزياء سنة1989 .
– وسام بنجامين فرانكلين على عمله في دراسة التفاعل الكيميائي في زمن متناهي الصغر ( الفمتو ثانيه) عام 1998 فيما يسمى ب كيمياء الفمتو .
– جائزه نوبل عام 1999 للكيمياء لإنجازاته في نفس المجال .
– انتخبته الأكاديمية البابوية ، ليصبح عضواً بها ويحصل على وسامها الذهبي سنة 2000 .
– جائزه وزاره الطاقة الأمريكية السنوية في الكيمياء
– جائزة كارس من جامعه زيورخ السويسرية في الكيمياء والطبيعة، وهي أكبر جائزة علمية في سويسرا .
– انتخب بالإجماع عضواً بالأكاديمية الأمريكية للعلوم .
– وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى من الرئيس السابق مبارك عام 1995 .
– قلادة النيل العظمى وهي أعلى وسام مصري .
– اعلن البيت الابيض في عام 2009 عن اختيار د. أحمد زويل ضمن مجلس مستشاري الرئيس الأمريكي للعلوم والتكنولوجيا، والذي يضم 20 عالماً مرموقاً في عدد من المجالات .
– قلادة بريستلى أرفع وسام أمريكي في الكيمياء سنة2011 .
– دكتوراه فخريه من جامعه سيمون فريزار 2014 .
– كما أطلق اسمه على بعض الشوارع والميادين في مصر وتم إطلاق اسمه على صالون الأوبرا ,كما تم طبع صورته على طابعي بريد في مصر.
ورد اسمه في قائمة الشرف بالولايات المتحدة التي تضم أهم الشخصيات التي ساهمت في النهضة الأمريكية. وجاء اسمه رقم 9 من بين 29 شخصية بارزة باعتباره أهم علماء الليزر في الولايات المتحده (تضم هذه القائمة ألبرت أينشتاين، وألكسندر جراهام بيل).
حاول جاهدا أن يساعد على تطوير التعليم العالي و البحث العلمى في مصر فحاول إنشاء مدينه زويل العلميه و قابلته الروتينيات المصرية تاره و القضايا و المحاكم تاره أخرى .حاول أن ينتشل البحث العلمى في مصر مما هو عليه الأن إلى أن رأت مدينته النور.
رحل زويل عن عالمننا في الثاني من أغسطس 2016 بعد رحله علميه هائلة و مليئة بالإنجازات رفع فيها اسم مصر عالياً رغم أنه هرب منها ليشق طريقه العلمى . رفع اسم مصر رغم أنه لم ينل منها الرعاية حينما كان صغيراً حصل لمصر على رابع جائزه نوبل ,حفر اسمها من ذهب في سجلات البحث العلمى .
رحل فارس العلم ,رحل العالم الكبير و الذى كان يعشق تراب وطنه ,رحل بعد صراع مع المرض ,صراع كان متقارن مع استمرار العمل و العلم . كان من وصاياه الأخيره الإهتمام بمدينته العلميه من أجل مصر و من أجل خلق جيل مصرى من العلماء .
رحل عالم كبير و لكن هناك الأف زويل لا تعرف عنهم مصر شيئاً و لن تعرف إلا إذا كان لنا دوراً في البحث العلمى و اهتمام بالتعليم .مصر مليئة بأمثال زويل في الداخل و الخارج و لكن لا يعلم عنهم أحد و لا يهتم بهم أحد فكما قالها زويل نفسه الغرب يساعدون الفاشل على النجاح و عندنا نحاول افشال الناجح النابغ .
و من فرط حبه لبلده ,كانت وصيته قبل وفاته أن يدفن في أرض مصر الحبيبة التي لم يعرف فيها النجاح و التي اضطر أن يرحل عنها أنفاً ليحقق طموحه العلمى الذى حاز اعجاب العالم كله ,رحل عن مصر حياً ليدفن فيها ميتاً , أفاد العالم و لم ترضى مصر أن تستفد منه .طرده الإهمال للعلم ليعود لنا ميتاً بعد رحله علميه رائعه.
رحم الله زويل العالم الذى رغم اختلاف المصريين اتفقوا على مكانته و علمه .
و لنعلم أن زويل رحل عن دنيانا و عن مصر و لكن مصر مليئة بألاف زويل ,من ينتظر الفرصة ليسطع نجمه و من ينتظر الفرصة ليترك مصر مالم تهتم به مصر و لنعلم أن هناك الاف من زويل أصابهم الإحباط و انتهى حلمهم قبل أن يبدأ حينما لم تسنح له فرصه النبوغ.
من يطلب مكانه في هذا العالم عليه بالعلم قبل الماء و الهواء .بالعلم يكون الأمان و يكون التقدم و الازدهار بالعلم تقوم الامم.
رحم الله د. زويل
الكاتب :د. إيهاب أبو رحمه

10

شاهد أيضاً

المغرب

الــملــصـق المسرحي لمن ؟

نــجـيـب طــلال مـفارقات: أشرنا ما مرة، بأن هنالك ظواهر تخترق جسد المشهد المسرحي في المغرب، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.