الخميس , أبريل 25 2024
أخبار عاجلة
Amal farag
أمل فرج

سيدي الرئيس .. قوت يومي ليس للتبرع .

بقلم  ـ  أمل فرج

كلمة راقية ، إحساس لا يجيد التصنع ، ينطلق بتلقائية واضحة ، وضوح بالحوار ،وصدق لا تكذبه فطنة المشاهد ، هكذا كانت قراءتي ـ كمواطن ـ حين مشاهدتي كلمة الرئيس / عبد الفتاح السيسى خلال حفل الاحتفال بمرور 60 عاما على تاميم قناة السويس ومرور عام على افتتاح القناة الجديدة ..


كلمة تمس الشارع المصري ، ولكن هل أروت عطش اللاهثين ، أو أشبعت جوع الجائعين ؟! هل حملت الأمان لحيرة المواطنين فيما يدور حول غلاء الأسعار ، بما أن سيادته قد تطرق للحديث عنه ؟!


لقد طالب الرئيس المواطنين في كلمته بأن نحذر التشكيك في المشروعات والإنجازات ، وحقا قد نواجه ما حذرنا منه في ظل ما قد نراه من إنجازات لمست الواقع بالفعل ، وأمام مشاركة هيئة قناة السويس في عدد من المشروعات البحرية القومية العملاقة ـ على حد ما ذكر “مهاب مميش ” رئيس هيئة قناة السويس ـ شرط أن نرى هذا واقعا نلمسه ونعيشه 

كما افادت كلمته خلال الاحتفال أننا بصدد تحسن اقتصادي مرتقب خلال الآونة القادمة ، وفقا لما ذكر مميش ؛ فقد أفاد أن قناة السويس الجديدة كان لها أبلغ الأثر في زيادة واردات القناة منذ عام 2015 وحتى 2016 ، وأن حفر قناة السويس قد أضاف لخزانة الدولة ، وقد عبرت القناة الجديدة منذ افتتاحها 8678 سفينة ، إذا كلها مؤشرات لوجود نماء اقتصادي يبشر بالخير ، ولكن .. هل لازال العائد الاقتصادي حتى الآن بحجم ما يصف لسان الحفل أقل من أن يشعربه المواطن ؟ !
أم أن السيد مميش بالغ في وصفه ؟!
وفي عودة لكلمة الرئيس السيسي ، فقد كان سيادته لبق الفكر والكلمة حين ناشد الشعب في ختامها للتبرع لمدينة زويل ـ رحمة الله عليه ـ وأشار بروح الديمقراطية أنه في حال عدم الاستجابة للتبرع 

ففي كل الأحوال ستتولى القوات المسلحة هذا الأمر ، في تلميح لبق منه إلى أنه ستظل القوات المسلحة هي الراعي العام للمصالح العامة دائما ـ وهذا حق ـ وأن الشعب ليس ملزما بمثل هذا التبرع 

ليس في كلمة الرئيس ما يُعاب عليه ، بل على العكس هي كلمة تنبض بالاستعداد والتأهب من أجل الوطن و المواطن والصالح العام ، شكرا سيدي الرئيس ، ولكن .. تكررت مناشدة سيادتكم الشعب المرهق على كافة النواحي للتبرع في أكثر من كلمة 

كم تمنيت أن تخص دائما بهذه الدعوات صفوة الشعب ورجال الأعمال والقادرين عليه ؛ فنحن شعب منهك الجيب والقلب والجسد بما فاق طاقته ولازال يحتمل أو بالكاد يحتمل ، حتى أصبحت تقتله وتشعره بمزيد من القهر مجرد طرح فكرة التبرع ، خاصة في ظل الزيادة المستمرة في الأسعار وبقفزات ارهقت الجميع .

وفي هذا الصدد كان المأخذ الثاني الذي أثار تحفظي وهو مطالبة سيادتكم لأن يتحمل الشعب الغلاء وزيادة الأسعار ، وكأن هذا واجبنا كضريبة لابد أن يتحملها الشعب حتى تكتمل مشروعات الحقبة 

وإن كان الكلام يبدو فيه من المنطق ما يجعلنا نحتمل ، برغم أننا في الحقيقة ما عدنا نحتمل شراسة الغلاء على هذا النحو ، وكنت أنتظر لو أن تطرح سيادتكم حلولا تعين بها الشعب على مواجهة هذا الافتراس ، وأن تكون هناك مساعٍ للتصدي لاستعار الأسعار وجشع التجار وأزمة الدولار 

لا أن ننظر للشعب على أنه هو مصدر الحل الاقتصادي دائما،  وكأن المواطن المصري من أثرياء الأرض.

سيدي الرئيس الشعب المصري المكافح هو أهل زكاة وصدقة ، وليس ممولا أو متبرعا عاما في كل الأزمات 

كان من الأجدر أن نسعى للتخفيف عن كاهل المواطن بدلا من إرهاقه بالمزيد .. الشعب المصري يعاني ويطحن ولن يتقبل فكرة أن يمس قوت يومه وأن تلتهمه الأسعار بأكثر مما يعاني اليوم

ولن يشعر بتطور الأوضاع للأفضل أيا كانت الإنجازات حتى يتطرق التحسن لحياته اليومية بكل ما يتعلق بها كمواطن كريم يستحق حياة كريمة ولو تحسنا تدريجيا ، ولكن للأسف طالت الأسعار كافة مناحي الحياة من طعام ودواء ومسكن وملبس وكهرباء وكل ما يتعلق بحياة المواطن

وننتظر المزيد خلال الأسابيع الراهنة ؛ فأي تبرع نطالب به هذا الشعب المسكين المنهك جدا ؟!، وأي غلاء ننتظر منه أن يحتمل فيه المزيد ؟! سيدي الرئيس .. قوت يومي ليس للتبرع.

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

الضابط شفتيه، فطين

ماجد سوس تفاح من ذهب في مصوغ من فضة، كلمة مقولة في محلها. تلك المقولة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.