الأربعاء , أبريل 24 2024
أخبار عاجلة
الدكتور رأفت جندى
رأفت جندى

بين روسيا وامريكا

اثارت زيارة اردوغان الأخيرة لروسيا كثير من التساؤل هل أمريكا وراء الانقلاب التركى الفاشل؟ ام أنها مصالح اقتصادية تركية تأثرت بسبب الحجر الروسي على المعاملات الاقتصادية؟ أم انها للضغط على على الاتحاد الأوربي لكى مالا ينتقد قرارات اردوغان الديكتاتورية الأخيرة في اقالة الغير مواليين له من القضاة وغيرهم؟

أي كانت الأسباب ولكن الواضح ان انفراد القوة الامريكية بالعالم والتي اعلنها جورج بوش الاب لم تعد هي المسيطرة بعدما عادت روسيا مرة أخرى للعالم كقوة موازية لأمريكان ولأوروبا الغربية.

وجود قوة واحدة في العالم في أي مجال هي دعوة للغطرسة والتجبر، كما أن احتكار أي سلعة هو زيادة تثمينها.

ولقد كان بجوار منزلنا فى اسيوط حديقة فواكه كبيرة جدا وعميقة جدا وكان بالحديقة كلاب كثيرة وكانت تخرج للشارع ليس للهو ولكن لعقر ومضايقة سكان المنطقة، وعندما ضج الناس من وجود هذه الكلاب وخروجها للشارع خرجت فرق بوليسية لاصطيادها.

وعندما تنهد السكان من زوال خطر هذه الكلاب الضالة التى سكنت الحديقة بدأت بعض الثعالب بالخروج وسرقة فراخ السكان التى كانوا يقتنونها على اسطح المنازل وفى المناور، ومن وقتها وانا صغير فهمت اهمية وجود توازن القوى فى العالم.
الكثير من الناس وكنت منهم لم يكونوا سعداء بانهيار الاتحاد السوفيتى وانفراد القوة الامريكية بالعالم، بل شعرت بغصة بالرغم من عدم احترامي ومحبتي لممارسات الاتحاد السوفيتى ومنها تكميم الافواه ومحاربة الإيمان.

كانت الدول الفقيرة والصغيرة تجد لها معينا من احد الطرفين، وكان كلا الطرفين يتباريان لكسب ود الصغار لازدياد نفوذ احدهما عن الأخر، وكان الاتحاد السوفيتي يغدق على حلفائه اكثر من انفاقه على اهله من الاتحاد السوفيتى نفسه، فلقد كان الطالب الفلسطيني يذهب للدراسة فى موسكو وفلوس المعونات التي تأتى اليه تجعله يشترى سيارة او يذهب بتاكسى للجامعة، بينما استاذه الروسى الذى يعلمه ويدرسه يأتي بالمواصلات العامة لان مرتبه لا يتيح له غير هذا.

كل قوة وحيدة لا تجد من يقاومها تتحول بتلقائية لقوة غاشمة لا ترى غير نفسها، وجورج بوش فى خطابه فى الامم المتحدة قبل غزوه للعراق هددها بأن من الممكن ان يكون وجود الامم المتحدة نفسها ليس بذات اهمية، والسياسة الامريكية التى تتغنى بمناصرتها للديمقراطية والشرعية رفضت رأى المجتمع الدولى الذى وقف ضدها فى غزو العراق وتصرفت بغشامة الديكتاتور والقادر والمجرم.

مرحبا بروسيا كقوة عالمية مرة أخرى لكى ما تعادل غشامة السيطرة الامريكية ولتعيد التوازن فى العلاقات الدولية، وعندما قضوا على وجود جميع الكلاب من شارعنا خرجت الثعالب من جحورها.

شاهد أيضاً

إعتذار إلى اللـه

مقال للفنانه /إسعاد يونس -مع إزدياد الضغوط على الأقباط فى مصر كانت المرارة تزداد داخلى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.