الجمعة , مارس 29 2024
الكنيسة القبطية
ماجد سوس

تعويم الجنية أم الضمير

ماجد سوس


ما يحدث للجنيه المصري لهو أمرٌ غريبٌ و مَريبٌ ، غريبٌ لأنه لم يحدث ان انهارت العملة المصرية امام العملات الأخرى بهذا الشكل المتواتر في أحلك أيام كساد الاقتصاد المصري من قبل و أن تهوى العملة بهذا التسارع المخيف

والأمرمريب لأنه يبدو ان هناك مخططاَ مرسوما بدقة و يدا خفية وراء التلاعب بأمن الوطن الاقتصادي و بمقدراته و تشير أصابع الاتهام إلى جماعة الإخوان المسلمون و أذيالها و لا سيما أن هناك الكثير من شهود العيان الذين أكدوا على ان كثيرا من أعضاء الجماعة الإرهابية يتواجدون بجانب البنوك في دول الخليج و يعرضون على المصريين تغييرعملاتهم بأسعار تفوق السعر المعلن للجنيه المصري في البنوك المعتمدة .


أما تجارة العملة داخل الوطن فأصبحت هي الرائجة و تلاقى المفسدون و مخربو الاقتصاد مع مخططات الإخوان في طريق واحد مظلم و للأسف تغاضى الجميع عن مصلحة الوطن وأصبح الكسب السريع و المضاربة في السوق السوداء هما الطريق الأسهل و اضطر المستوردون و التجار ان يبحثوا عن العملة لشراء بضائعهم بين أولئك الذين ملأ الطمع و الجشع قلوبهم و خبأوا الدولار أو ادخلوه البلاد خلسة من الولايات المتحدة فباعوا لهم الدولار بأزيد من سعر البنك بكثير ، الأمر الذي اضطر التجار لرفع الأسعار بجنون للتماشى مع ارتفاع سعر الدولار في سوق الشيطان السوداء و كالعادة المواطن المصري البسيط و المتوسط هو الضحية.


اللافت للنظر ان من المتاجرين بالدولار أناساً يزعمون انهم متدينون و يعرفون الله ، يدخلون المساجد والكنائس

ويقفون امام الله في الصلاة بل ربما يعظون الناس فهم كالأخوان يتاجرون بدينهم و بأخلاقهم متغافلين عن ان ما يصنعونه في وطنهم أشد إثماً و فتكاً من أبشع الخطايا .


إن في رقبتك أيها المضارب بعملة بلدك بلاء كل فقير لا يستطيع ان يشتري طعامه و كل مريض لا يستطيع ان يحصل على دوائه.


لا تحاول ان تخدع نفسك ياعزيزي و تبرر ما يحدث منك أنه يعود لسياسات اقتصادية خاطئة وان الحكومة هي المتسببة في ذلك ، فسهولة شراء السلاح لا يبرر قتل الناس والمضاربة بالعملة جريمة بنص القانون عمل لا اخلاقي متدنٍ يخرب الاقتصاد و يدمر مستقبل الوطن .


حكي لي شخص عن انسانة ارادت ان ترسل مالاً لأقاربها في مصر من الولايات المتحدة و رغم حاجتها للمال سألها شخص ان تعطيه هو الدولارات و ان يعطي لأقاربها المال بالجنيه المصري و سألها ما هو السعر الذي تطلبينه مقابل الدولار فقالت له كسعر البنك فأنا لا أقبل ان أخذ قرشاً زيادة فإذا بأقاربهاا وزملائها يتهكمون عليها

وينعتونها بالجنون لأنها لم تستغل ظروف الوطن لتتاجر كغيرها في سوق الشيطان السوداء.


البنك المركزي سيضطر الى تعويم الجنيه المصري و يعني هذا المصطلح رفع يد البنك المركزي عن العملة بشكل كلي ليتركها تتحرك بكامل حريتها حسب قانون العرض والطلب، وهو ما يحدث في حالة فقد البنك المركزي السيطرة على سعلر الدولار بشكل كلي، واستنفاد كافة ما يملكه من أدوات فماذا نفعل اذا غرق الجنيه بعد تعويمه لأنه أصبح يسبح بلا ضوابط اقتصادية او ثوابت اخلاقية .


عزيزي لقد طرحت مبادرة للصلاة من أجل مصر و اقتصادها يوم العاشر من أكتوبر الحالي و قد إستجاب الكثيرون لهذه المبادرة و انا على يقين ان الصلاة التي نقلت جبل المقطم و رفعت منسوب النيل يوما ستعمل على حل بعض من مشاكل مصر الإقتصادية و لا يعسر على الله أمر.

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.