الجمعة , أبريل 19 2024
أشرف عقل

المتاجرة بالفقير .

أشرف عقل
منذ 25 يناير والأحداث تتصاعد والأزمات تتوالي أزمة تلو الأخرى ولا أعلم السر وراء هذه الأزمات سوي أننا ضللنا الطريق لبناء وطن وأصبح الهدف الرئيسي للنخب وعلية القوم ومن علي شاكلتهم أين أنا من هذا البناء وحدثت الفجوة بين فئات المجتمع وهي أزمة عدم الثقة والتخوين لكلا من يخالف الرأي واتهمنا بعضنا البعض، وعلي الرغم من الأحداث التي تدور بالأمة العربية من صراعات في دول الثورات إلا أننا اتفقنا علي شئ واحد وهو ( أن لا نتفق )
ودفع ضريبة هذا الخلاف المواطن البسيط وأقصد هنا المواطن الذي يقتات قوت يومه يوما بيوم والذي صدرنا له الشعارات الثورية علي أنها الطريق لفتح ذراعي الدنيا له بعد عناء السنين من الكفاح والجهد والسؤال الذي يطرح نفسه ماذا قدمنا للمواطن البسيط كي يتحقق حلمه الثوري؟؟؟
في البداية لن أنكر دور الدولة في تحقيق الاستقرار الأمني فلا وطن دون حياه واستقرار.
أما علي المحور الاجتماعي لا أنكر من وجهه نظري أن الدولة تحركت في اتجاه العاملين بالحكومة أكثر مما تحركت لهذا المواطن بزيادة الرواتب لبعض فئات المجتمع وكأنها تخشي الوقفات الاحتجاجية وتعطيل المؤسسات.
واتجهت لبناء المساكن الاجتماعية وتطوير العشوائيات وتطوير شبكة الطرق الرئيسة وزيادة أسعار توريد المحاصيل وزيادة الدعم لبطاقات التموين وما زالت تقوم بمشروعات قومية من شأنها توفير فرص عمل للكثير من الشباب ولكنها لم تكن الحلم الذي من أجله قامت الثورة وكان حجر الزاوية لها هذا المواطن لأنه وجد من يتلاعب بقوته اليومي في زيادة أسعار السلع بالإضافة لعدم توافرها وأصبح كل ما يمس المواطن البسيط يدخل دائرة المتاجرة وتاه المواطن بين عدم تفعيل دور رقابة الحكومة للأسواق وجشع البعض منا فماذا قدمنا نحن وأقصد هنا ( فئات المجتمع ) للمواطن البسيط ؟؟؟
أقولها بكل صراحة ووضوح ولأخشى في الحق لومه لائم بدء من المدرس والطبيب والممرضة وموظفي القطاع العام وسائقي المواصلات العامة والخاصة وبائعي الأسواق والمحلات العامة… ألخ الكل أصبح يتاجر علي هذا المواطن البسيط وأصبح شعار الجميع أمام مصالحي الشخصية تسقط كل الشعارات فهناك من يخفي سلعه ما أما من أجل صديق أو منفعة متبادلة ولعل أبرزها المساكن الاجتماعية أو السلع المدعومة وهناك الكثير من المبررات التي تبرأ ذمته من هذا الجرم وأبرزها اسأل الحكومة وتناسي الجميع أن هناك ضمير ومراقب هو الله عز وجل ويعلم ما تخفي الصدور.
لذا أجد أن الحل الوحيد هو التلاحم وإعادة الثقة فيما بيننا من أجل هذا المواطن والثقة في الحكومة وانتظار نتائج قراراتها ومن ثم المحاسبة أن لم تكن النتائج بالشكل المرضي للفقير قبل الغنى.
لن تبنى الأوطان بالمهاترات ولكنها تبنى بالعمل والكفاح وتسخير كل ما يحث الشباب علي ذلك من خلال وسائل الأعلام المختلفة التي أضاعت هذه الفترة ما بين مؤيد ومعارض وكثفت من بث برامجها لبث سموم الفرقة فيما بيننا.
أيها الأخوة أرجوا أن نتقي الله في القول كي يصلح لنا أعمالنا وكفانا مزايدة بالفقير سوء من الحكومة أو من النخب أو من فئات المجتمع القادرة.
تحيا مصر … تحيا مصر

شاهد أيضاً

ع أمل

دكتورة ماريان جرجس ينتهي شهر رمضان الكريم وتنتهي معه مارثون الدراما العربية ، وفى ظل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.