الخميس , مايو 2 2024
أخبار عاجلة
اياد طارق

الرابحون من فوز ترامب …..بين الفرحة والترقب .

بقلم : طارق فكري – كاتب وباحث سياسي
فاز المرشح الجمهوري ترامب على نظيرتة الديمقراطية هيلاري كلينتون التي لا تنفك أن تكون وجها آخرا لترامب في سياستها تجاه قضايانا العربية والإسلامية ، ولكن آلية كل منهما تختلف وتُحدث أحيانا متاعب للبعض وقد تُريح البعض الآخر.
الرابحون من وراء فوز ترامب هم كل من يمثل صور الديكتاتورية والقمع والاستبداد على مستوى الصعيد الدولي والعربي ، حيث أن هاؤلاء أتعبتهم سياسة أوباما الناعمة وبالتالي ستتعبهم سياسة هيلاري كلينتون الناعمة أيضا ؛ لأن المستبد في كل مكان لا يقبل البدائل السياسية ولا الحلول التفاوضية إنما يعتمد منهجية القمع والدم والإقصاء لحل الأزمات وتسيير الإدارة الداخلية والأزمات الخارجية .
الرابح الأول هي روسيا بما تعتمده من منهجية دموية تجاه الثورات العربية، وبما تلقاه من توافق بينها وبين ترامب وما يحمله من نفس المنهجية الدموية ، واستعداده للعمل والتشارك مع روسيا في كثير من القضايا ، وسوف يلقى العالم العربي والإسلامي هجمة صليبية لن تقل عن سابقتها في عهد بوش وكلمة السر فيها داعش ، مع ترامب ينجح بوتين في ملفات خارجية كثيرة منها الملف السوري ، والملف الليبي الذي يحاول بوتين جاهدا أن يكون له دورا فاعلا فيه .
الرابح الثاني هو الكيان الصهيوني ، وقد ظهر ذلك في تصريحات نتيناهو معبرا عن فرحه لفوز ترامب فقال “هذا هو الصديق الحقيقي ” ، كما أن فكر ترامب تجاه القضايا الإسلامية واضح العداء ،وهذا ما أوضحه وزير صهيوني بقوله بعد فوز ترامب “لم يعد هناك حديث حول دولة فلسطينية ” وقد تنقلب السياسة الأمريكية تجاه بقاء الأسد راضيين مذعنيين بذلك وهذا ما ترجمه الكيان الصهيوني بقبوله بعد فوز ترامب ببقاء الأسد والتشديد على ذلك ؛ وعليه أجد خطورة تحيط بالثورة السورية أكثر من ذي قبل بعد فوز ترامب وإعلان وجهة نظر الكيان الصهيوني في بقاء الأسد، كما سنلحظ تدخل أكثر للكيان في القضية السورية بشكل مباشر وعلني .
الرابح الثالث هو النظام السياسي بمصر ؛ لما لترامب من توجه شرس وصدامي مع كل ما هو إسلامي ، وتوافقي مع كل ما هو قمعي وديكتاتوري ظهر ذلك في ثنائه على القذافي وغيره من المستبدين القدامى ،
وكل هذا يدعم النظام المصري ضد الإخوان ، ويخفف من المطالبات بمراعاة حقوق الإنسان بمصر ، وتفهم ترامب أن زوال النظام المصري يعني البديل له هو التيار الإسلامي وهذا مالا يقبله ترامب بطريقة فجة وصدامية خلافا لنظيرته المرشحة كلينتون .
الرابح الرابع هي الدولة الإيرانية الشيعية ، ويتجلى ذلك فيما أسلفناه من توافق ترامبي روسي صهيوني حول بقاء الأسد ، وما استجد من عوائق أمام المصالح السعودية بعد فوز ترامب من ناحية الثورة السورية ،وغيرها من الملفات الشائكة ، مع تأثير عكسي ملحوظ في سياسة ترامب تجاة المشروع النووي الإيراني .
هناك توافق ملحوظ بين فكر ترامب وسياسة الكونجرس التي كانت حجر عثرة أمام سياسات أوباما الخارجية مثل عدم الموافقة على ضرب نظام بشار ، وإقرار قانون جاستا رغما عن إدارة أوباما ، وكل هذا سيقع موضع التوافق بين ترامب والكونجرس .
السعودية تترقب على خيفة ، وبوادر خيفتها تتبدى في بعض القرارات الأمريكية تجاه سياسات السعودية
وأنباء عن جدية في الإجراءات الخاصة بتنفيذ قانون جاستا .
الإخوان يترقبون ينتظرون سياسات الحاكم الجديد في البيت الأبيض ، التي لا أظنها أرحم من سابقه ، بل أشد وأنكى .
بلا شك لن تكون سياسات ترامب هي نفس تصريحاته الغوغائية ، بل ستكون أقل حدة مع حدتها ، وأكثر حكمة ، وألين جانبا مع سُميتها وقسوتها.
وأخيرا : ترامب وكليتون لن يحققا لنا حرية ولن يصنعوا لنا دولة ديمقراطية ، بل توكلنا على ربنا واستنهاض شعوبنا وتوعية أهلينا وتنمية شبابنا لنصنع وطنا قويا خاليا من الاستبداد مستقرا بالحرية والديمقراطية مزدهرا ببعده عن التبعية .
huhu.84hh@gmail.com

شاهد أيضاً

ليلة أخرى مع الضفادع

في ضوء احداث فيلم الوصايا العشر بشأن خروج بني اسرائيل من مصر التى تتعلق بالضربات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.