السبت , مايو 4 2024
أ.د/ عبدالرازق مختار محمود

إسرائيل تحترق وماذا بعد ؟!!

انتشرت كالنار في الهشيم تلك الأخبار التي تزف إلينا أن إسرائيل تحترق، وأن أسباب الحرائق غير معلومة، فتارة يقولون متعمدة، وتارة أخري يقولون نتيجة إهمال، كما أن إسرائيل تلهث وراء مساعدات من تركيا وروسيا وإيطاليا واليونان، وذهبت التأويلات، وتمادت الصيحات، وتعالت الرغبات؛ بأن الله من فوق سبع سماوات قد انتصر لحرمان القدس من الأذان، وهو كذلك، وأخبرتنا تلك الأخبار وكأن الملائكة نزلت مزججة ببراميل متفجرة، تصب النار علي إسرائيل، وربما أيضا هي كذلك.
تُرى ما هذا الذي وصلنا إليه؟ هل هكذا ننتصر؟ هل النصر يأتي هكذا، ونحن في سبات عميق في بيوتنا، وفرقتنا تاج فوق رؤوسنا، نعم إن التعليق على هكذا حوادث أمر خطير، يحمل في ثناياه الضرر أكثر مما يفيد، فماذا لو خرجت إسرائيل من تلك الحرائق متعافية؟ هل معني ذلك أنها انتصرت على كل ما ذكرنا، وهل معنى ذلك أن الله خذلنا أم حذلنا أنفسنا.

هل الانتصار للأذان، واسترداد الحقوق، والغلبة علي إسرائيل تأتي بضرب الودع، وقراءة الطالع، والتحليق في الأبراج، والتطلع لحركه الأنواء.

ما هكذا كنّا يوم كانت لنا الريادة على كل العالم، وما هكذا تأتي الحقوق. إسرائيل لن تحترق إلا بفعلنا، لن تحترق إلا بعملنا، لن تحترق إلا بعلمنا، لن تحترق إلا بقدرتنا. إسرائيل سوف تحترق قبل أن تحترق إذا كانت جامعاتنا ومدارسنا في الصدارة، ومصانعنا محلقة في سماء العالمية، نعم حتما ستحترق إذا غزت منتجاتنا كل الأسواق.
إسرائيل سوف تحترف إذا توحدنا علي هدف واحد، وهو أننا ينبغي أن يكون لنا موضع قدم في عالم الغد، وبذلك نتخلص من ذلنا، ونبتعد بالقصعة عن كل أكلتها، نعم التوحد ثم التوحد.
وأخيرا أحب أن ألفت نظر أولئك الذين يتعلقون بالسماء، وحقيق عليهم أن يتعلقوا، أقول لهم إن الله حسم هذا التعلق، ووضع له الشروط؛ حتي يأتي المدد، وتنزل الملائكة، ويفعل الله فيهم وبهم الأفاعيل، عليكم أولا أن تنصروا الله: انصروه عملا، وانصروه علما، وانصروه خلقا، وانصروه قدوة، وانصروه أملا يملأ الكون، وحينها فقط سوف ينصركم قدرة، ينصركم غلبة، ينصركم مددا، وينصركم فوق التوقع، وما بعد التخيل، فقط انصروه وحتما سينصركم، هكذا قال، وهكذا وعد، وهكذا سبق القول.
وأخيرا أبدا لن تزول إسرائيل ولن تحترق إلا بذات الأسباب التي بها نبتت فهي نبتت عَلى جثث تخلفنا، وعلي مخلفات فرقتنا، وعلي رفات خيانتنا، ولن تزول إلا على صهوة عملنا، وعنفوان وحدتنا، وعبق علمنا.
أ.د/ عبدالرازق مختار محمود
أستاذ علم المناهج وطرائق التدريس بجامعة اسيوط

شاهد أيضاً

زكي رستم فلسفة الفن وفن الفلسفة !! .

بقلم عبدالواحد محمد روائي عربي . فنان كبير ومتعدد المواهب زكي رستم الذي حول الفيلم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.