الإثنين , ديسمبر 9 2024
عبد الرازق مختار محمود
عبد الرازق مختار محمود

أفيخاي أدرعي وميلاد الرسول!!!

في عالم المتناقضات، وسوابق المستحيل، ومنطقية الخرافة، وغرابه المنطق، وكل اللامعقول، يطل علينا المتحدث العسكري الصهيوني أفيخاي أدرعي على صفحته الشخصية بكلمات عربية ركيكة، ولكنة مهترئة، ورائحة عفنه كتلك البادية من زوايا صهيونيته المقيتة، يطل علينا مقدما التهنئة للأمة الإسلامية بالجمعة المباركة، وبميلاد خير الأنام سيد الخلق النبي الأكرم.
ونحن إذ نرد عليه تهانيه العفنة، نود أن نذكره بمن هو الرسول، هو النبي الرحيم الذي تُعمل قتلا وطردا وحرقا وتشريدا بكل محبيه؛ لا لشيء إلا لأنهم من تابعيه، ومن السائرين علي دربه، أودّ أن أذكرك أن حبائل مؤامراتك لفت الكون، ولم تترك لنا شئيا إلا لوثته لم تترك لنا الهواء، ولا الغذاء، ولا الماء، ولا حتي علاقتنا مع كل من نحب، لا لسبب إلا لأننا أتباع هذا النبي الذي نحبه كما ينبغي أن يكون الحب، ونكره من يكرهه كما ينبغي أن يكون الكره.

إسرائيل الحانية اليوم التي رق قلبها لمولد الحبيب خير البشر هي هي من أيدت، ومولت، ودعمت، كل من أهان الرسول بقول، أو بفيلم، أو حتي برسوم هزلية لا تقل في تفاهتها عن تلك التهنئة المقيتة.

أيها الأفيخاي أبشر فتهانيكم لم تذهب هباءً في هوائكم الملوث، ولكنها ذكرتنا أن النصر حليفنا، وأن رسولنا الأكرم، هو من بشرنا بأن الحق ظاهر ظهور الشمس في نهار الصيف الحارق لأحلامكم الواهية، وأن السبق لنا مهما طال الزمن، ومهما صور لك خيالك المريض أننا نقبع تحت وطأة الجهل، والتأخر، ولكنها الصحوة في لحظات، فبداخلنا جينات ضاربة في الجذور، مستمدة قوتها من السيوف التي اقتلعت حصون خَيْبَر، واجتزت رؤوس بني قينقاع، نعم رسولنا الذي نفخر، ونشرف، ونتباهى، ونتقبل التهاني من المخلصين في يوم مولده، هو من بشرنا بأنكم إلي زاول، وأن الشجر والحجر سوف يمد لنا يد العون؛ لكي نستأصلكم من أرضنا، فاذهب وابحث عن الغرقد، وازرع واحدة منها تحت سريرك الذي سوف تختبئ فيه، وساعتها حتي هي قد تصمت راغبة في أن تري رأسك تترنح أمامها.

أيها الأدرعي لسنا في حاجه إلى كلماتك المسمومة، ولا إلي ابتسامتك الخبيثة، ولا إلي نظرتك الكريهة، عد حيث أنت إلي أوكار خستك، وإلى كتائب خزيك، فرسولنا الكامل المطهر الشريف الأكرم الذي ازدان الكون بمولده ليس سعيدا بكلماتك، ولا بتهنئتك.

يا رسول الله ،ونحن في ذكري مولدك، نجدد العهد أننا علي الدرب سائرون، وأبدا لن نهادن الخائنين، ولن نعاهد الغادرين، ولن نسير في فلك من بنى وهما وطنا علي دمائنا، ولا دماء إخواننا، فمازلنا يا حبيبي علي الوعد إلي أن نلتقي عند الحوض رؤوسنا مرفوعة، وعيوننا محلقة تسبح في ملكوت جمالك؛ لأننا لم ولن نخونك لا سرا ولا علنا، فلا نحب إلا من أحببت، وسوف نبغض ونمقت من أبعضت، كل عام يا رسول الله، وأنت تاج فوق رؤوسنا، كل عام وأنت حبيبنا، كل عام وأنت رسولنا وشفعينا وإمامنا وقدوتنا.
أ.د/ عبدالرازق مختار محمود
أستاذ علم المناهج وطرائق التدريس بجامعة اسيوط

شاهد أيضاً

صلاح عبد السميع

*فى معنى البرالحقيقى دروس وعبر تربوية*

 الآية الكريمة من سورة البقرة تقول: “لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.