الجمعة , مارس 29 2024
حمدى الجزار

الاسلام بين المسلم والمسيحي

جاء الاسلام باسم السلام ٠٠ والسلام اسم من اسماء الله الحسنى
ولقد علمنا الرسول الكريم أن نفشي السلام بين الناس ولم يخص أن نفشي السلام بين المسلمين وحدهم دون غيرهم من الناس بل جاء معلما وهادئا للانسانية جميعا
والاسلام هو من سلم الناس من لسانه ويده
والمسيحية ايضا من تعاليمها ومبادئها هي السلام والمحبة بين الناس فهناك ترابط بين الاديان لانها من رب الناس فالله سبحانه وتعالى هو رب لكل الناس بجميع دياناتهم وطوائفهم وعقائدهم فهو رب خالق للبشر وجميع مخلوقاته
فهو وحده عز وجل من له الحق في للمحاسبة لالجزاء والعقاب ٠٠ هو من يملك الارواح والقلوب والافئدة هو من يملك الجنة والنار هو سبحانه وتعالى المطلع الوحيد على أيمان الناس وليس احد سواه
ومنذ قرون طويلة ونحن في مصر نعرف معنى الوحيدة الوطنية بين المسيحيين والمسلمين والمشاركة الفعالة بين أبناء الوطن الواحد ٠٠ فمنذ فجر تاريخ الاسلام ودخول عمرو بن العاص مصر فاتحا لها فقد كان هناك عهد قد كتبه وصاغه وهو عهد الله ورسوله الكريم وعهد أمير المؤمنين ( بسم الله الرحمن الرحيم ٠ هذا ما اعطى عمرو بن العاص أهل نصر من الامان على انفسهم وملتهم واموالهم وكنائسهم وصلبهم في برهم وبحرهم لايدخل عليهم شيء من ذلك ولا ينقص )
وقد جاء رسولنا الكريم بتعاليم الدين الحنيف التى تخص على السلام حتى في غزوات المسلمين كان يوصي بالا يقتل يهاجم راهب في صومعته ولايقتل شيخ ولا طفل ولا امرأة ولاتقطع حتى شجرة في الارض
وايضا اوصانا الحبيب باهل نصر خيرا وهم اقباط بقوله أوصيكم باهل مصر خيرا وان فيهم خير اجناد الارض كما اوصى بأن قبط مصر فإنهم اخوال وأصهار وهم اعوانكم على عدوكم وأعوانكم على دينكم
ومنذ فجر الاسلام فقد كان النجاشي الملك الحبشي المسيحي الديانه هو من أستقبل أوائل المسلمين وجعل بلاده مأوى لهم من بطش المشركين ولم يسلمهم للكفار وقتئذ وعندنا مات النجاشي دعى به رسول الله واقام عليه الصلاة
وايضا كتب النبي لاسقف بنى الحارث بن كعب واساقفة نجران وكهنتهم ومن تبعهم ورهبانهم أن ( لهم على ماتحت ايديهم من قليل وكثير من بيعهم وصلواتهم ورهبانيتهم وجوار الله ورسوله )
وقد قال الله تعالى في كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم ( لتجدن أشد الناس عداوة للذين امنوا اليهود والذين اشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين امنوا الذين قالوا أنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وانهم لايستكبرون )
والمواطنة جزء أصيل من التكوين المصري متذ فتح مصر وتعايش المسلمين والاقباط اصحاب الارض مع بعضهم البعض دون حقد او بغضاء او كراهية لانع قد صار بينهم نسب وصهرا وعلى مدار التاريخ تصدوا للاعداء دون تفرقة بين مسلم و مسيحي وكانت مصر مقبرة للغزاة بالمشاركة بين المسيحيين والمسلمين لصد أي اعتداء على الأراضي المصرية ولقد شاهدنا وقرأنا عن الثورات ضد الاحتلال فقد كانت تفتح الكنائس قبل المساجد تنادي بالتصدي والتحريض والحشد ضد الاحتلال الفرنسي والانجليزي وفي اخر حروب مصر حرب اكتوبر المجيد فقد كان المسيحي بجانب النسلم يحاب اليهود دفاعا عن أرضه وعرضه دون تفرقة بين جورج وحنا واحمد ومحمد الكل اخوة هدفهم واحد هو تطهير ارض مصر أرض واحدة لهم جميعا
حتى في ثورتي ٢٥ يناير و٣٠ يونيو مان المسلم والمسيحي معا صفا واحدا وكم هدمت كنائس وكم استشهد كثيرا من الطرفين من اجل نهضة هذه الامه وحفاظا على وحده اراضيها ووحدة شعبها
والمواطنة جزء اصيل من الاسلام دعى به رسول الله علية افضل الصلاة والسلام في وثيقة المدينة المنوره التي نصت على التعايش والمشاركة والمساواة بين المسلمين والمسيحيين في الحقوق والواجبات وبين ابناء الوطن الواحد وضرب لنا الرسول الكريم مثلا كبيرا في كيفية والمواطنة والسلم بين من يعيشون على ارض واحدة فلهم جميعا حقوق وعليهم واجبات ولهم الامن والامان بين بعضهم البعض دون تفرقة للعقيدة والجنس واللون٠
ومن كل هذا فالاسلام بريئ مما يفعله هؤلاء الارهابيون الخونة باسم الدين فهم مجرد ارهابيين خونه لدينهم ووطنهم ليس لهم علاقة بالدين الاسلامي وتعالبمه فهم مجرد مأجورين جواسيس لخراب ودمار بلادهم وعملاء يتخذون الدين ستارا لمحاربة الدولة ونظامها ٠٠ لايريدون لنا تقدم ونهضة بل يخطط لهم اعداء مصر ويستغلونهم كأداة لاسقاط الدولة ومؤسساتها ولايدركون أن نسيج الشعب المصري تسيج قد تداخل بعضه البعض من مئات السنين ولايمكن انفصاله عن بعضه فتتمزق أربطة الحب بينه وهذا لن ولم يحدث ابدا فنحن اخوة في وطن واحد نعيش مقدراته ننعم بخيراته نعيش على ارضه حتى يوارينا جميعا التراب فلن تنجح خطط إشاعة الفتنة بيننا ولا تنفك ابدا روابط المسلمين والمسيحيين وابدا لن تسقط مصر ٠
بقلم
حمدي الجزار
المحامي

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.