الخميس , مارس 28 2024
مدحت موريس
مدحت موريس

أمي الكافرة

مدحت موريس

كنت قد بدأت كتابة قصتى الجديدة عندما وصلتنى رسالة من الاخ والصديق الفنان مينا اثناسيوس…ومينا اثناسيوس – لمن لا يعرف – هو ابن ابونا المتنيح اثناسيوس بطرس احد معتقلى احداث سبتمبر 1981 اما والدته فهى الشهيدة السيدة عايدة ميخائيل احدى شهيدات الكنيسة البطرسية.

وقد ظننت فى البداية ان الرسالة التى كتبها هى رسالة رثاء لكنى اكتشفت انها ليست مجرد رسالة الى امه بل هى مجموعة من الرسائل النارية يفجرها فى وجه العالم باكمله وفى وجه رئيس العالم ومندوبيه على الارض ولم اشأ الا ان اترك قصتى واترك المجال لتلك الرسالة القوية لاعيش بين سطورها.

مدحت موريس أمي الكافرة بقلم : مينا اثناسيوس ماما ..ماما انني انادي عليك فبالله ردى النداء.. ماما ماهذا الضجيج؟.. ماماااااااااااا كادت احبال حنجرتي تتمزق وانت لا تسمعين صرختي .. ماما ما هذا البارود الاسود؟ ما هذا الغبار العتم؟ .. ماما لماذا تحملقين هكذا فىّ؟ اانت تنظرين الي ام صوبت عيناك الي ماهو فوقي؟ .. ماما ارجوك اين انت .. ماهذه الاشلاء ؟

ما هذه الكرات المعدنية التي تمسكينها في قبضتك اتراها تلك هى التي اخترقت قلبك ؟..

أه يا ماما قلبك انت الذي فجروه عقابا علي أثمك ايتها ال….. الخاطئة.. الكافرة.. لا مش عيب ايوة ياماما بكلمك انت .. سيبينى مرة واحدة اعبرلك عن اللي في قلبي..

ايوة انا قليل الادب علشان بقول عليك كده لكن اصغى لكلماتي اقصد رصاصاتي .. بارودي.. متفجراتي.. لانني اليوم سافجرك مره ثانية ولكن امام العالم اجمع.. اليوم اكشف سرك.. سرك المشين الذي حاولتي جاهده ان تدفنيه معك في قبرك.. نعم ايتها الارملة العجوز ماذا تقولين اتتوسلين لي ان أصمت لا.. لن اخرس ..

صوتي سيكون اعلي ضجيجا من ذلك الذي نقلك من عالمنا “المقدس” ماذا تفعلين بحق الجحيم؟ لماذا تنطرحين ارضا هكذا؟ هل لتستعطفي قلبي حتى اكف عن الكلام و الزم الصمت؟ .. لا…لا انهضى وقفي علي قدميك .. قفي يا ماما.. قفي يا كافره يا ملعونه من كل الشياطين والابالسه فلن اكتم الصرخه التي ستنفجر في وجهك.. ان صرختي الان اقوي من موجات التضاغط و التخلخل التي انبعثت من الهدية التي كانت تزين جسد “القديس”

الذي اهداك الرولمان بلي لتكللي به رأسك و المسامير التي تتطايرت لتصلبك علي اعمده الكنيسة .. لتُلعنى كما لُعن سيدك من قبل نعم فكلاكما ملعون لانكما علقتما علي صليب !!.. هو صليبه خشب.. اما انت فصليبك رصاص و نحاس.. هو طعن بالحراب و انت طعنت بارودا .. ماذا.. امازلت خرساء لا تقوين علي الكلام ..؟

زمانك كله عشتيه في صمت و لكن الان لن ينفعك صمتك فانا افضح سيرتك و اعلق قضيتك فوق راسك علي صليبك الرصاص…. لن اكتب ملك اليهود و لكني ساكتب عايدة ميخائيل الشهيدة الكافرة ..لا لن اكف .. هل اغضبتك الكلمة .. هذا نعتك الذي تستحقينه من عالمنا “المقدس” .. ماذا فعلت ..

لقد اقترفتي كل اثم و رزيله يبغضها قلب رئيس عالمنا المبجل ان ذنبك الاعظم واثمك الاثم ايتها العجوزاللعين يامن بلغت من العمر ارزله انك عشت حياتك تصلين .. ويحك يا ماما .. اتصلين وسط عالم انكر وجود الله ؟ اتصلين وسط جيوش تتناحر وملوك تتصارع من اجل ان تثبت انها اشد باسا من خالقها ..؟ نعم العالم يعي الدرس جيدا من استاذه الاعظم الذي حاول قديما ان يرفع كرسيه فوق كواكب العلي ..

أنت كافره لانك تصلين وسط عالم لا يصلي حتي لو تورمت ركبتاه من كثرة السجود ..اعرفت لماذا انعتك بالكفر؟ فتبت يداك يا امي التى طالما رفعت بالدعاء للمحبه و السلام و قطع لسانك يا امي الذي لم يفارقه الكلام اللين و الحديث عن الله .. واذا اكملت قضية كفرك و امطت اللثام عن بقية شرورك فانا اخزي و يندي جبيني عندما اصفك بابشع صفاتك وهو ..

وانا ااسف ايها القاريء من وقاحة الكلمات ورائحة اوراقي الكريهة وانا أصف أمي.. أمي الذى أخجل من أفعالها وأعمالها منذ نعومه أظافرها حتي كلل مفرقها الشيب .. اتصدقون ان يد أمي النجسة كانت تمتد لتعطي بغير حساب للفقراء و المساكين مهما كان دينهم او لونهم او عرقهم و لم تعير احدا .. اسف لانني اخدش حياءكم باعمال امي الكافرة و لكن شكرا للقديس الذى اقام عليها الحد

وانقذ كوكبنا الطاهر من امثالها هل عرفت لماذا…. ملعونه انت يا غاليتي لانك تمسكت بايمانك حتي النفس الاخير مضرجه انت في دمائك يا اصل وجودي عقابا لك علي اثامك الطاهرة .. .. فيا حسرتاه فلن تنعمي ببحيرة الكبريت

ولن تسمع اذناك صرير الاسنان .. ياه يا امي كيف حرمت نفسك من التنعم بجوار الشيطان كيف .. كيف زهدتي كل هذه اللعنات حتي تشقين الي الابد في جنة الكافرين امثالك .. حقا .. لقد نلت ما تستحقيه.. وما انت فيه هو جزاء اعمالك ماذا .. و لماذا لا تفتحي فاك الان لتدافعي عن نفسك؟ لماذا همدت انفاسك و تحجرت مقلتاك حقا ..

سيصمت الكلام الفصيح و تتحشرج البلاغة و التعبير سيموت التشبية و تتنتحر الكناية و تقطع الاستعارة شرايينها المكنية والتصريحية والتمثيلية امام قضيتك ايتها الشهيدة التي قتلت ثمنا لكفرها.. فشكرا لكل من خطط و نفذ وزغرد وهنيئا لمن رقص حول جسدها واحتفل بشرب كاسات دمائها و اكل اطباق لحمها و نام ملء الجفون يحلم بجنه خاليه من اشباهها تلك كانت أمي .. وهذه هي قضية كفرها

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.