الجمعة , أبريل 26 2024
جميل أندراوس

بمناسبة قرب الذكرى السنوية الثالثة لشهداء سوهاج السبعة بليبيا والذكرى السنوية الثانيه لأخوتهم شهداء المنيا ال20 ومعهم الشهيد الأفريقى ” ماثيو”.

يسرنى أن أكتب قصة استشهادهم لتكون قدوة لنا فى التمسك بالإيمان إلى النفس الأخير وذلك تحت عنوان” شهداء مصريين بليبيا ” وأقدم الشكر العميق للأخ المخرج طالب أسحق الذى أعطانا معلومات عن الشهداء ال21 {شهداء المنيا}.
أولا : شهداء سوهاج السبعة بليبيا
فى فبراير 2013 قامت قوى الشر بهجمة شرسة على بنى النور فقبضت كتيبة أنصار الشريعة الأرهابية بليبيا على مايقرب من 300 عامل مصرى مسيحى بليبيا ووضعتهم السجن وجميعهم أولاد عمومة ومن قرية واحدة سافروا إلى ليبيا لتحسين أوضاعهم المعيشية وحاولوا معهم بكل الطرق أن يثنوهم عن الإيمان بالسيد المسيح له كل المجد وأذا فشلت معهم كل الوسائل الترهيبية فى أن تثنيهم عن الإيمان أخذوا يمارسوا عليهم عذابات عديدة :
1- كانوا يسكبون عليهم المياة فى غرفة الحبس ليلا فى عز برودة الشتاء ولكى ما لا يناموا
2- كانوا يضعون الأسياخ الحديدية على النار حتى تتوهج ثم ينزعون صلبان اليد بها من على ايديهم .
3- كانوا يجلدونهم على ظهورهم بالسياط والضرب المبرح بالارجل فى كل اجسادهم.
4- أمسكوا أحد الشباب ويدعى ” لطيف ناشد بولس ” أخو الشهيد أدوار ناشد بولس وجردوه كاملا من ملابسه وربطوا يديه خلف ظهره وممدوه على درج السلم رجليه لأعلى ورأسه إلى أسفل وأخذوا يرددون ” الله أكبر الله أكبر” وهم يشرعون فى ذبحه لولا تدخل العناية الإلهية حيث قال أحدهم ” لاتذبحوا النصرانى الكافر فينجس أرض ليبيا “.
وفى كل مرة يواجهون العذاب كان حال لسانهم ” أن عشنا للرب نعيش وأن متنا فللرب نموت أن عشنا أو متنا فللرب نحن “. ” أنتم نزعتم الصلبان من على اليد ولكن لن تستطيعوا نزعه من القلب ” .
ونظرا لأمانة هؤلاء العمال وأتقانهم لعملهم زرعوا الحب فى قلوب الشعب الليبى الذى كان يحترمهم ويكن لهم كل مودة وحب قام بعض من الليبيين الشرفاء بالوساطة لأطلاق سراحهم وتعطف الرب الإله عليهم وأخرجوهم من السجن فقرروا مغادرة ليبيا والعودة إلى وطنهم بعدن تركوا كل ما يملكون من آلات ومعدات وأخشاب لدى بعض الليبييين المعتدلين وتركوا كل أجورهم وعادوا غلى مصر .
واثناء العودة وبعد أن ركبوا الطائرة ونظرا لما تجرعوه من ألم وعذابات لم يحتمل قلب أحد هؤلاء العمال ما رآه من إهانة ومذلة لأبناء عمومته فأصيب بجلطة أودت بحياته بعد وصوله مستشفى هليوبوليس ومن وجهة نظرى رغم أنه ليس ضمن الشهداء السبعة إلا أننى اعتبره الشهيد الثامن لهم وهو ” حلقة أبو اليمين قلدس ” والشهير برشدى.
,وبعد فترة من الزمن اتصل بعض الليبيين الشرفاء بهؤلاء العمال قائلين لهم ” لقد هدأت الأحوال بليبيا ويمكنكم العودة ومعداتكم و أخشابكم فى الحفظ والصون وحدث استقرار فى البلد”. فعادوا مرة أخرى إلى ليبيا ومارسوا عملهم حتى جاء اليوم المشئوم يوم الأحد 22 فبراير عام 2014 وفى نفس التوقيت من العام السابق أيضا فى شهر فبراير ذكرى الثورة الليبية هاجت قوى الشر مرة أخرى ضد المسيحيين وكانوا يعلنون عن مكأفاة 10000 دولا ليبى أى مايعادل 40000 جنيه مصرى لمن يقوم بالابلاغ عن شخص مسيحى بليبيا وقامت مجموعة ملثمة تابعة لكتيبة أنصار الشريعة بليبيا بالقبض على 7 من المسيحين الموجودين بمدينة بنغازى واقتادوهم إلى شاطئ البحر فى منطقة تدعى جروثة تبعد بحوالى 30كم شمال غرب بنغازى وإذا لم يجدوا معهم وسيلة تجعلهم يتخلون عن إيمانهم قاموا أطلاق النار عليهم فى الرأس وداخل الفم وفى جميع مناطق الجسم حتى فاضت ارواحهم الطاهرة وهم:
1- طلعت صديق بباوى جرجس 2- أدوارد ناشد بولس بشاى
3- فوزى فتحى صديق بباوى جرجس 4- هانى جرجس حبيب جرجس
5- ندهى جرجس حبيب جرجس 6- سامح رومانى توفيق بباوى
7- أيوب صبرى توفيق بباوى وجميعهم من عائلة واحدة من نجع مخيمر قرية فزارة مركز المراغة محافظة سوهاج وكلف سيادة المستشار عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع آنذاك طائرة مصرية لإحضار الجثاميين من مطار بنغازى إلى مطار القاهرة وبعد أن قام أهالى الشهداء بالمناشدة على كل وسائل الاعلام بضرورة نقل الجثاميين من مطار القاهرة إلى مطار سوهاج كلف أيضا سيادة المشير طائرة حربية لنقل الجثاميين إلى مطار سوهاج .
وفى يوم 24 فبراير قام صاحب النيافة الحبر الجليل الأنبا باخوم مطران سوهاج والمنشأه والمراغة ومعه نيافة الحبر الجليل الأنبا بساده أسقف أخميم والانبا مرقريوس أسقف جرجا ومعهم كهنة الابراشية بالصلاه على الجثاميين بكنيسة الشهيد العظيم مارجرس بمطرانية سوهاج والمنشاه والمراغة للأقباط الأرثوذكس .
وتم دفن أجسادهم الطاهرة بمدافن العائلة الموجودة بجهينة وتظهر معجزات عديدة من أجسادهم
بركة صلاتهم وشفاعتهم فلتكن معنا ولربنا المجد الدائم ابديا أمين.

ثانيا : شهداء المنيا ال20 ومعهم الشهيد الأفريقى “ماثيو”.

تم اختطاف الشهداء على مجموعتين بعد علمهم بمقتل الطبيب المسيحى المصرى وأسرته بليبيا قرروا العودة الى مصر فى أقرب وقت وبالفعل تم الاتفاق مع سائق سيارة لكى يقوم بتوصيلهم إلى الحدود المصرية الليبية وهذه المجموعة الأولى تحتوى على 7 من الشهداء ال20 وهم :
1- الشهيد لوقا نجاتى 2- الشهيد عصام بدار 3- الشهيد صموئيل الهم
4- الشهيد صموئيل فرج 5- الشهيد سامح صلاح 6- الشهيد عزت بشرى
7- الشهيد جابر منير
وبالفعل تحركت السيارة بهم حتى وصلت مدينة سرت معقل الدواعش بليبيا وعلى بعد 50 كم منها فى أول كمين لداعش قاموا بتفتيش السيارة ولما سالوهم عن ديانتهم أقروا بأنهم أقباط أخذوهم من السيارة واعتقلوهم وتركوا سائق السيارة يعود ويقال أن السائق كان متفقا مع داعش على تسليمهم لاننا كما ذكرنا سالفا فى قصة الشهداء السبعة هناك مكافأة لمن يبلغ عن مسيحيين بليبيا كان ذلك يوم 28 ديسمبر 2014 وفى نفس اللحظة كان باقى الشهداء وععدهم 13 مازالوا بالسكن لم يغادروه أو يخرجوا منه وخاصة بعد علمهم بالقبض على اصدقائهم السبعة محاوليين الاتصال بهم دون جدوى ولأن الله لديه خطة إلهية لحياة هؤلاء الشهداء أقتحمت قوات الشر الداعشية السكن المتواجد فيه ال13 شهيد الآخرين ليصير عددهم 20 بخلاف الشهيد الأفريقى المجهول الهاوية ” ماثيو “.
وهذه أسماء المجموعة الثانية من الشهداء وعددهم 13 شهيد:
الشهيد تواضروس يوسف – الشهيد صموئيل اسطفانوس – الشهيد بيشوى اسطفانوس – الشهيد ميلاد مكين – الشهيد أبانوب عياد – الشهيد يوسف شكرى – الشهيد كيرلس بشرى – الشهيد جرجس سمير زاخر – الشهيد جرجس ميلاد – الشهيد ماجد سليمان – الشهيد هانى عبد المسيح – الشهيد ملاك ابراهيم – الشهيد مينا فايز .
ولأن الله لم يتركك أبدا نفسه بلا شاهد وكما تمن نيافة الحبر الجليل الأنبا روفائيل لو أن داعش تركت لنا احد هؤلاء الشهداء ليحكى لنا ما عانوه من عذابات وعن صمودهم والاحداث التى حدثت معهم من وقت اختطافهم والفترة الغامضة التى عاشوا فلا الاختطاف.
أراد الله أن يرسل لنا تعزية فى صورة تفاصيل يشيب لها شعر الرأس يرويها شخص مصرى كان بليبيا وقت استشهادهم وتقابل مع شخص كان يعمل حارس على الخندق المعتقل فيه شهدائنا الابراروهذا الحارس ترك داعش بعد أن أصيب بحالة نفسية حرجة بعد هذا الحادث وحكى لهذا الشخص المصرى تفاصيل استشهادهم و هذا البصيص من النور جاء ليعطينا الرجاء والعزاء لما نراه من صمود وثبات هؤلاء الابطال أسود الإيمان .
روى الشاهد قائلا: فى أول أسبوع استقبلنا المجموعة الاولى المكونة من 7 شهداء وبعدها بيومين جاء الأفريقى الأسيمر البشرة والمدعو ماثيو ولأن داعش كانت تشك فى ديانته قالوا له أرحل فرفض قائلا : أنا مسيحى ومصيرى مثل مصير هؤلاء أن أردتم أن تتركونى أتركوا أيضا هؤلاء وبعدها بأسبوع تم القبض على المجموعة الثانية وهم ال13 الآخرين وأصبح عددهم 20 بالأضافة إلى الأفريقى ماثيو وتجمع الشهداء ال21 فى خندق واحد الذى كان يقوم بحارسته الحارس الراوى وفى البداية كانوا يعاملون الشهداء معاملة جيدة ويعطونهم يأكلون ويشربون وحاولوا معهم بالتفاهم أن يثنوهم عن إيمانهم ولما فشلوا فى أقناعهم بكل الطرق وباءت محاولتهم معهم بالفشل بدأوا معهم رحلة من العذاب تتلخص فى التالى:
1- كانوا يخرجوهم على الساحل ويجردوهم من ملابسهم ويربطون فى جسم كل واحد منهم جوال مملوء رمال مبللة بالماء يزن ما يقرب من 100 كجم ويمشوهم به لساعات طويلة تحت الشمس وعلى الرمل الغزير وكلما خارت قوتهم وسقطوا أقاموهم مجددا بضرب السياط والعصى وركل الأقدام فتجلطت أجسادهم .
2-كانوا يغمروا الرمل الموجود بالخندق بالماء الغزير ليلا حتى لايستطع الشهداء النوم أو الراحة.
وإذا لم يجد كل هذا نفعا فى تركهم الإيمان المستقيم لأن محبتهم للملك المسيح كانت أقوى من كل ألم يروى لنا الشاهد أنه بعد تلك العذابات قمنا صباح اليوم التالى فوجدناهم كأن شئ لم يحدث ولا أثر للجروح والتجلطات مما أرهب قلوب الدواعش ويضيف أيضا أنه عندما كان الشهداء يجتمعون ويصلون ويصرخون كلهم بصوت واحد كيي سون أى ” كيرياليسون ”
ده كان مرعب جدا لى وده خلانى أسيب مكان الحراسة وأجرى لأنى رأيت الأرض تزلزل
وبعدما عدت أنا والدواعش فى اليوم التالى وجدناهم مازالوا موجودين لم يهربوا كما ظن الدواعش.
لم تكن العذابات التى تعرض لها الشهداء والتى كانوا يحتملونها بصلابة وصمود هى الصعوبات ولكن الضغوط النفسية كانت أشد وأقوى من تلك العذابات فالبعض منهم كان يجلس باكيا وأخر يفكر فى أسرته وأولاده ومنهم من يرتل ويصلى كما كان معتادا ومنهم من يجلس صامتا ولكن وسط هذا كله كان شخص يشجع رفاقه الذى كاد التفكير والقلق على عائلاتهم وأولادهم يقتلهم ويضعفهم كبشر قائلا لهم : اللى هيعولنا قادر أن يعولهم ويدبر حياتهم.
لقد أعطونا هؤلاء الأبطال درسا عمليا وحى لقول السيد المسيح له كل المجد ” من أحب أبا أو أما أكثر منى فلا يستحقنى ومن أحب أبنا أو أبنة أكثر منى فلا يستحقنى” مت 10 : 37.
فطوباكم بالحقيقة يا من اعطيتمونا مثال للتطبيق العملى والانجيل المعاش فى محبتكم للرب فاستحققتكم المسيح بجدارة!!
وطبقا لما ذكره الشاهد عن الشخص الذى كان يشجع رفاقه ولايخاف والذى حاول أكثر من مرة التعدى على جنود داعش وعلى حارس الخندق والذى كانوا يلقبونه الدواعش بالغول وبالشرح عن المواصفات الخاصة لهذا الشهيد يذكر الشخص الراوى أن ذلك هو الشهيد جرجس سمير زاخر ولما رأت داعش شجاعته وصلابته انفردوا به وعرضوا عليه الكثير من المال والعمل معهم فى مقابل أن يثنى رفاقه عن المسيح ولكن دون جدوى .
,وحسب رواية الشاهد أن الشهداء عندما يصرخون بعبارة كيرياليسون كانت الأرض تهتز تحت أقدامهم وتخيلوا أن هناك ملايين من الناس داخل الخندق مع الشهداء تحت الأرض .
ويقول الحارس أن داعش أخرجت الشهداء مرتين بالبدل الحمراء لتصويرهم على الشاطئ وفى كل مرة كان الشهداء يتوقعون الموت فى أى لحظة ولكنهم لم يذبحوهم .
ولكن حدثت بعض الظواهر الغريبة والمخيفة التى أرعبت هؤلاء الدواعش وأدخلت الخوف فى قلوبهم وجعلتهم يستعجلون ذبح الشهداء ومن هذه الظواهر حسب وصف الحارس هى مشاهدتهم لناس كثيرة وغريبة وسط الشهداء منهم من يحمل سيفين ومنهم من يمتطى جواد ومنهم من يرتدى سترة سوداء وتغيير لون السماء وهم على الساحل فأسرعوا بذبحهم ظنا منهم بأن الناس التى يرونها معهم سوف تهجم عليهم وتقتلهم .
,وبالفعل أخرجوهم للمرة الثالثة وكانت عيونهم تنظر نحو السماء ولم ينطقوا بحرف واحد إلا بالعبارة التى نطقوا بها والسيوف على رقابهم ليشهدوا للمسيح أمام العالم أجمع وعلى الملأ قائلين ” يارب يسوع “.
وأكمل الحارس واصفا طريقة الذبح قائلا : كانوا بيحطوا الجزمة فى نهاية العمود الفقرى والسكينة على رقبتهم وصوابعهم فى عيونهم حتى يفصلوا الرأس نهائى .
بركة وشفاعة هؤلاء الشهداء وكل الشهداء والقديسين فلتكن معنا وللرب يسوع المجد الدائم الى الابد امين.
لقد مات من يستحق الحياة على يد من لايستحقوا الحياة ولكن موت الجسد ما هو إلا عبور إلى الحياة الأبدية مع مخلص البشرية.فهنيئا لكم الملكوت.

جميل سامى اندراوس ابن عمومة شهداء سوهاج السبعة بليبيا

9 10

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

الضابط شفتيه، فطين

ماجد سوس تفاح من ذهب في مصوغ من فضة، كلمة مقولة في محلها. تلك المقولة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.