السبت , أبريل 20 2024
أ.د/ عبدالرازق مختار محمود

تمهل فقد كثر التدليس .

يوميا وبعد أن كثرت منصات الإعلام، وروابط التواصل الاجتماعي تقع أعيننا علي أخبار وصور وموضوعات أقل ما توصف بأنها تدليس يحمل من كتبها، وعمل علي تأليفها كل بذور الخبث، والوقيعة فضلا عن غياب المهنية، والموضوعية . والحديث هنا ليس موجها إلي هؤلاء، فهم يعرفون كل ما أقول ويزيد، وهم يعملون ذلك لأغراض خاصة، أو عامه عابرة للقيم والأخلاق.
وإنما جل الحديث موجها إلينا نحن من يقرأ هكذا أخبار، أو يتعاطى هكذا موضوعات. نعم ينبغي علينا جميعا التحقق، فلا يعقل أن نقرأ ونركن إلي القول على سبيل المثال: بأن مصر تنتج مثلا يوميا مليارات الدولارات من الذهب يتم تهريبها للخارج هكذا بسهولة ويسر، ولا نعمل عقولنا أين؟ وكيف؟ ولماذا؟ فمهما بلغ الخيال فله حدود. ولا يعقل مثلا أن يقال إن شيخا كبيرا مشهورا قد كان قبل سنوات قبلة الجميع بلا استثناء قد تزوج بعشرات الزوجات دون سند من واقع أو حقيقة، وهكذا حدث في كل ما يصل إلينا فليست كل متبرجة حاسرة الرأس هي دار للدعارة متحركة، وليس كل منتقبة كتيبة داعشية، ليس كل رجل أعمال لص، وليس كل معارض خائن للوطن، وليس كل ما يصل إلينا من حكم وأقوال مأثورة من كلمات من نسبت إليهم. بل هو التدليس بعينه، وكل ذلك من كلمات هؤلاء المدلسين
وهم على حالهم يحاربون كل التراث، وكل القيم، وكل العقول، وكل الأمة، لا يبغون من ذلك إلا هدم مجتمعاتنا، وقليل منهم من يعاني من مشاكل شخصية.
علينا جميعا أن نعمل عقولنا فيما يصل إلينا وأن نراجع مصادرنا للتحقق، وقد أصبحت سهلة يسيرة، وإذا ثبت لنا الكذب والتدليس فعلينا فورا أن نوضح الحقيقة في موطنها، فقد نقلل من نسبة المنخدعين، وإن أعيتنا الحيل وضعف جهدنا عن التحقق فلا ننقل ولا ننشر ولا نشارك إلا ما تحققنا منه، فأمانة النقل قد تخرجنا من زمرة أولئك الذين يحبون شيوع التدليس والخداع .
فلنجتهد جميعا أن نقرأ بوعي، ولا ننفعل بداية بما يخالف فطرتنا السليمة، وإن كنا نرغب في التعلم فلنتخير مصادر التعلم، وإن وصلت إليك المعرفة رغما عنك، فتحقق منها وتأكد من صدقها قبل أن تنفعل بها وتتفاعل معها، وبذلك قد تشارك في نجاة من تحب، وربما تسهم في المحافظة علي عقول أمة أدمن بعضها الغث، وسري في عروقهم التدليس.
أ.د/ عبدالرازق مختار محمود
أستاذ علم المناهج وطرائق التدريس بجامعة اسيوط

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

لوبي باراباس الجدد ..!

لماذا لم يفكر هؤلاء الاشاوسه في نشر فيديوهات للأسقف مار ماري عمانوئيل ضد المثلية والبابا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.