الخميس , أبريل 25 2024
أ.د/ عبدالرازق مختار محمود

الأزهر الجامع .

قبل سنوات طويلة كنت استيقظ من نومي على وقع تلك كلمات
نحن شباب بني الأزهر….
أقسمنا يمينا لم نقهر….
و كتاب الله بأيدينا….
نقتحم اليابس والأخضر….
كلمات كلها قوة خارجة من أجساد غضة مقبلة علي الحياة، مملوءة بالتفاؤل، خرجت في أصوات كلها تحد واتحاد، صادرة من قلوب كلها رقة وقوة، للأسف هكذا كانوا، ولست أدري إلي أين صاروا؟!
هل أصابهم ما أصاب الأزهر من هجوم متواصل ومنظم وممنهج شمل الأشخاص قبل المناهج؟
الأزهر شيئنا أو أبينا هو كنز من كنوز هذه الأمة، فلا أعتقد أن أمة من فجر الإنسانية قيد الله لها جامعا وجامعة، كما وهب الله مصر هذا الصرح الضارب في جذور التاريخ، المحلق في آفاق الأصالة.
الأزهر هو المكان والمكانة، وإذا كان مزمار الحي لا يطرب، فمكانة الأزهر قد لا يدركها كثير من أبناء الوطن، بل إن بعض السفهاء قد ضل بهم المقال حتى تطاولوا على الأزهر كما يتطاول الصبية عن جهل تارة، وعن عمد تارة أخرى، بإرادة منفردة تارة، وبتحريض من الكارهين تارة أخرى، لا هم لهم إلا مجاراة الغرب المارق الذي أبي إلا هدم الدين، يهدمه تراثا، ويهدمه رجالا.
الأزهر هو أحد الروافد المهمة لعظمه هذه الأمة، وعليه يقع أولا عبء المحافظة على كيانه، يحافظ عليه تطويرا للمؤسسات والمناهج، وإعدادا متميزا لمن ينتمي إليه، ويعمل بتصريح منه، وأن يطور أساليب التواصل مع الآخرين مستخدما أساليب العصر التقنية والتكنولوجية، ولا يدخر جهدا؛ لكي يضع له قدما في المستقبل حتي يصبح أقوي تأثيرا.
كما أتمني أن يصبح الأزهر كما كان جامعا فالأوقاف والإفتاء ينبغي أن تعود إلي مظلة الأزهر حتي لا تشتت الجهود، وتتبعثر الإمكانات، فقد حان الوقت لهذه العودة، وهذا التجمع والاجتماع، ويصبح للأزهر وكيلا للأوقاف، ووكيلا للإفتاء، بدلا من الوازرة والدار، وهذا قد يصب في قوة الأزهر، وقوة الوطن، فالأزهر الجامع مهما اختلفنا معه، فلا ينبغي أن نختلف عليه، فغالبيتنا في شوق أن يعود الأزهر كما كان مصدرا من مصادر قوة وقدرة وتأثير وثراء هذا الوطن بل وهذه الأمة.
أ.د/ عبدالرازق مختار محمود
أستاذ علم المناهج وطرائق التدريس بجامعة اسيوط

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

الضابط شفتيه، فطين

ماجد سوس تفاح من ذهب في مصوغ من فضة، كلمة مقولة في محلها. تلك المقولة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.