الجمعة , مارس 29 2024
أ.د/ عبدالرازق مختار محمود

الرقص علي جثة حياتو .

تطايرت الأنباء بخبر سقوط غير متوقع تمناه الغالبية الغالبة من سكان القارة السواء في كل شيء حتي في أولئك الذين يديرون كرة القدم فيها.
مصر كرة القدم ربما كانت هي أكثر من عانى من عيسي حياتو رئيس الاتحاد الأفريقي لسنوات اقتربت من الثلاثين، وقد كانت عداوته واضحة وصارخة ومقيتة، فقد كان حريصا كل الحرص بإرادته أو بمعاونيه على أن لا نخرج خارج القارة السوداء فقد تأمر علينا يوم حادثه حجر زيمبابوي، وتآمر علينا يوم واقعة الجزائر في السودان، وغيرها الكثير، نعم تآمر علينا وكان تآمره واضحا للقاصي والداني.
ولكننا كنّا وهو يتآمر علينا نتفاخر به، ونعلي من شأنه، وكثير من الأصوات التي تنعق اليوم كانت تقول عنه وابتسامتها تملأ الأستوديو: رجل أفريقيا القوي، الأسد الرابط علي مقدرات الكرة في أفريقيا، رجل التطوير علي الرغم من كبر سنه، ولم ينسى هؤلاء أن تخرج من أفواههم كلمات من قبيل حبه لمصر ربما أكثر من المصريين، ويوما سمعت بأذني أحد الراقصين اليوم علي جثته وهو يقول : إن عيسي حياتو يحب تراب مصر كأروع ما يكون الحب، ويواصل هذا الراقص إن حب مصر يجري في دمه.
نعم هكذا كان بعضنا يقول، واليوم هم هم ذات الأشخاص الراقصون على قباب مجده، هم هم الراقصون على جثة سقوطه.
عيسي حياتو أسطورة ضاربة في قاع الفساد لم يهزمها إعلامنا ولم يقهرها أولئك الراقصون في كل المآتم، حياتو هزمه جيل من الأفارقة يرغب في الخروج من الإرث المقيت من العبودية والهيمنة وتقديس المدير، حياتو هزمه جيل أصبح منفتحا علي العالم يعلم أننا في قارة ما زالت تصارع قرب القاع، في وقت يحلق العالم في سماء التقدم، وهؤلاء المحلقون ربما هم الأقل في كل شيء حتي في القيم التي تتساقط كل يوم أمام أعيينا.
حياتو سقط بفعل فاعل أراد وخطط وجهز وعمل في صمت ليحصد (٣4 ) صوتا في مقابل (٢٠) صوتا لحياتو فأكثر المتفائلين كان يتوقع هزيمة مشرفة لمنافسه الوحيد، ولكنها الإرادة المشفوعة بالإيمان، المدعومة برأس مال شركات الدعاية والتسويق، الممزوجة بكثير من المصالح هي التي أسقطت عيسي حياتو.
أما أولئك الذين استلموا مايكات الرقص علي جثث الرجل هم هم الراقصون علي كل الجثث، لا هم لهم إلا مصالحهم العفنة .
أ.د/ عبدالرازق مختار محمود
أستاذ علم المناهج وطرائق التدريس بجامعة اسيوط

شاهد أيضاً

ليلة أخرى مع الضفادع

في ضوء احداث فيلم الوصايا العشر بشأن خروج بني اسرائيل من مصر التى تتعلق بالضربات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.