الجمعة , مايو 3 2024

يا قوم أليس منكم رجل رشيد!!

بقلم : ياسر العطيفى

وكأننا لا نتعلم ،وكأننا نحتاج أن نضيف إلي مقولة نجيب محفوظ الشهيرة(أفة حارتنا النسيان)وأفة ساكنى حارتنا بجهلهم الطغيان،لن أسرد على مسامعكم كل الآيات التى وردت فى قرآننا العظيم،وطالما يذكرنا بها مشايخنا الفضلاء على منابر المساجد،وعلى كل منبر يعتلونه فى أى مكان بأنه(لا إكراه فى الدين)(لكم دينكم ولي دين)(ولو شاء ربك لآمن من فى الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين)(إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا حتى لا تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على مافعلتم نادمين) لأن ربي عز وجل لخص كل هذا بقوله (فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)فكلنا يسمع من مشايخنا هذا تكرارا ومرارا وكلنا نقرأه فى قرآننا العظيم ولكن البعض منا يسمعه ويراه بقلوب عمياء لا تعي ولا تفهم)

إن السيناريو الذى حدث فى قرية المهدات هو هو نفس السيناريو الذي يتكرر فى كل شرارة فتنة يبدأ بإشاعة أن بنت أسلمت ،فيذهب شباب من أهل القرية لا صفة لهم ولا كينونة إلى منزل الفتاة يسألون عنها ومطالبين بها!!!؟؟(بأي صفة وبأي حق)!!؟؟لا أدرى ،وأين نخوة الرجولة وعادات وتقاليد الصعايده فى أن يذهب شباب مجهول من القرية بلا صفة يسألون عن الفتاة يقرعون باب دارها !!ماذا تنتظرون من أهلها!!؟؟والله لو حمل والدها السلاح وافرغه فى كل من بخارج داره ما عليه ملام فهو يدافع عن بيته وعرضه وأهله ،مالكم كيف تحكمون يا ساده أليست تلك عاداتنا وتقاليدنا وديننا،وكل هذا وحتى لم نسمع الفتاة أو نستوثق منها !!!

ولنفرض جدلا أن الفتاة أسلمت،أليس من حق أهل الفتاة أن يجلسوا معها أولا ويستجلوا الأمر،ومن حق الفتاة ايضا وهى بنت الثمانية عشر عاما أن تمارس حرية اختيارها وتلجأ وقتها للسلطات إن خشيت من شيء ولا أعتقد أن هناك أخوف من أب وأم على ابنتهم فلذة كبدهم ،ومن حق أهل الفتاة أن يجلسوا معها حتى يستيقنوا أن إبنتهم لا تتعرض لضغوط ومن حق الكنيسة أن ترسل أحد القساوسة ليجلس معها ومن حق الأزهر أيضا أن يرسل أحد شيوخه ليجلس مع الفتاة ويناقشها ليرى إن كانت قد دخلت الإسلام عن عقيدة واقتناع وحب أم لغرض دنيوي و ضغط عاطفي أو فكري ،ويجب أن يكون الحوار مقصورا فقط بين الفتاة وأهلها وممثلا عن الكنيسة وممثلا عن الأزهر وفى كنف ورعاية الأمن ،وساعتها يجب على الجميع إحترام رغبة الفتاة ولها مطلق الحرية فى أن تبقى على مسيحيتها( إن كانت فى الاساس قد أسلمت)أو تتحول إلى الإسلام وتبقى مع أهلها ويتقبل أهلها الأمر ويحترمون رغبتها لا أن ينصب كل شخص وأى شخص نفسه مدافعا عن الدين بغير حق ويتحول المجتمع إلى فوضى تدمر فيه كل القيم والأخلاق والمعاني الطيبة لحسن الجوار والمواطنة ونسيج الأمة الواحد فلن يزيد الإسلام بأحد ولن تنقص المسيحية بأحد ،كفانا استخفافا وتفاخرا بجهلنا ،كفانا فقد أصبحنا ألعوبة في يد الأمم ودمية مفتاحها الدين يكفى أن يكبسوا على زرها فيرونا متصارعين.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شاهد أيضاً

ليلة أخرى مع الضفادع

في ضوء احداث فيلم الوصايا العشر بشأن خروج بني اسرائيل من مصر التى تتعلق بالضربات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.