السبت , أبريل 20 2024
عصام أبو شادى
عصام أبو شادى

رمال و دماء .

كتب عصام أبوشادى
لا أعرف الحالة التى تنتابنى عند سماعى خبر استشهاد جندى أو ظابط، أو كما نعلم فى ميدان الحرب لا تفرق الرصاصة بين أقل رتبة وأكبر رتبه،فكلاهما فى الخطوط الأمامية يواجهون الموت بصدورا عامرة بيقين القسم الذى أقسموا عليه اما النصر أوالشهاده.وهكذا بشرهم القرآن،بأنهم أحياء عند ربهم يرزقون.

تنزل على حالة من السكينه،وحالى بداخلى يقول،هى ضريبة يدفعها شهداؤنا،من أجل أن نعيش كراما.
فلا يثير شجونى سوى بكاء أم أو أب أو زوجة أو ابن،هنا لا أستطيع أن أقاوم دموعا تتساقط تلقائيا دون أن أشعر بها،لإنها اللحظه التى أتذكر فيها أنى قد أكون فى ذاك الموقف.

وأتساءل،،،؟ عن تلك المعادلة الصعبة التى لم نشهد مثلها من قبل،
فكيف لمسلمين أن يتوضأوا بالدم،من أجل، وهم الفوز ب70حور عين فى الجنه،فمن بشرهم بهذا،وما تلك العقول الفارغة التى يشكلونها لتكون قنبلة موقوته،فأى كفرا هذا ،ومن هؤلاء البشر،الذين يتوضأون بدماءا نجسة، من أجل أن يسيلوا دماء ذكية تتوضأ بها تلك الأرض،
قد لا يشعر بهذا الكثيرون لأنهم بعيدون عن أرض المعركة،فيعيشون حياتهم وكأن الحياة تسير دون أن يكون هناك حرب.

بل نرى من يستهزأ بهذا،وهناك من ينكر هذا،فاذا كانوا داخل هذا الوطيس،تراهم كالكلاب الجربانه،تلهث وراء جحرا خوفا ورعبا من هذا الأتون.

ومازالت سيناء تروى بدماء شهداؤنا،لتكون أغصان الزيتون شاهدة على تلك التضحية منذ الأزل،ولنعبر على دمائهم الطاهرة إلى أرض السلام،ونحكى على رمالها أنشودة شعب يدافع،عن كل حبه رمل فى وطنه.

ومع كل هذا هناك حرب أخرى شرسة تدور رحاها فى كل ربوع مصر،حرب تسابق فيها الزمن،ترتوى فيها الأرض بالعرق والدم.

فكما تتوضأ أرض سيناء بدماء شهدائنا،هناك فى الحرب المقابلة أراضا أخرى تتوضأ بعرق رجالنا،إنها حرب التنمية،والتى هى أيضا هناك من يتجاهلونها، وينكرونها،وكأن الله أنزل على أعينهم وعقولهم،غشاوة الجاهلية،كما أنزلها عليهم وهم ينكرون دماء شهداؤنا،على أرض سيناء،فالنجاسة واحدة،يسيرون بها لتكون كل خطوه يخطونها،يبثون فى عقول الآخرون سيئاتهم.
حتى وصل الحال عند البعض،أنهم فى يوم ما سيصبحون وقد فتحت لهم الدولة حسابات فى البنوك،دون عرق أو عناء،متناسين عن جهل أن التنمية تمر بمراحل،فإذا لحقت بركابها وبذلت الجهد والعرق إستفدت،
وإن استكنت لها فلن تجنى منها عندما تكتمل،سوى تحسين الخدمات،لانها فى تلك اللحظه سيكون الناتج النهائى للشعب ككل يصرف عليه.

هكذا تدار الحروب ،من دخلها اكتسب الخبرة وسطر المجد،ومن تخازل عنها اكتسب الجبن ولطم الخدود.
فمازالت الفرصة أمامكم فى أن تكونوا من تطهرون الأرض بعرقكم،ودمائكم،ولا تكونوا ممن يتوضؤن بالدم،فمثل هؤلاء قد خسروا الدنيا والآخرة،أما أنتم فأمامكم الدنيا والآخرة،فاذا صابرتم على الكبد الذى بشرنا به الله،بإيمانا مستحق،فقد كسبتم الأخرة،فهلموا بنا لنلحق بركب تلك الحرب الدائرة فى القوافى والبرارى،لنحيى الأرض،الميته بعرقنا ودمائنا،كما هناك من يطهرون أرضنا من الأنجاس، لتكون شاهدة لأجيالنا القادمة،أن أجدادهم قد قهروا كل الصعاب.

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

لوبي باراباس الجدد ..!

لماذا لم يفكر هؤلاء الاشاوسه في نشر فيديوهات للأسقف مار ماري عمانوئيل ضد المثلية والبابا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.