الجمعة , أبريل 26 2024
إيليا عدلي " عضو اتحاد كتاب مصر "

مش من بلدنا.. أومال منين؟!

بقلم: إيليا عدلي ” عضو إتحاد كتاب مصر ” 

استيقظنا للاحتفال بأحد الشعانين، ايادينا ترفع سعف النخيل، رمز السلام كما هي أغصان الزيتون، اشتريناها ليلة أمس من نخيل الأقباط والمسلمين؛ لإحياء ذكرى استقبال المسيح، ملك السلام، بدخوله أورشليم حاملاً رسالة حب الآخر، الصديق والغريب وحتى العدو، سبق احتفالنا ليلة انغمرت فيها التهاني ومشاركة أصدقائنا المسلمون الذين تتضاعف كمية مشاركاتهم كلما ازداد زعاق الكارهون من حولنا، توسمنا عيداً سعيداً بعد الحادث الأليم بتفجير الكنيسة البطرسية في الحادي عشر من ديسمبر الماضي..

استشهد على أثره 29 شهيد وإصابة 31.. بعدها توعدت الحكومة والرئيس بعدم تكرارها، وسرعة الرئيس في الإعلان عن الانتحاري اوحت لنا بالأمان والسيطرة.. وبعد أن شكك الناس في صحة الرواية عن رأس الإرهابي، خرج عمرو أديب يفرد حلقة كاملة يتفحص فيها رأس شفيق!

ومن هنا بالصعيد وصلت لنا صرخات الثكالى والأرامل والأيتام من طنطا بالغربية، لم يكونوا كذلك قبل تلك اللحظة التي مات فيها ذويهم، أثناء الصلاة.. هل تسمعني الآن يا كل صاحب ذرة انسانية؟!..

أثناء الصلاة استشهد 60 واصيب مثلهم.. لم نفق من الصدمة لسويعات قلائل حتى حدث الانفجار الثاني أمام الكنيسة المرقسية بالإسكندرية لتقتل 10 وتجرح العشرات.. حتى الآن وأنا أتابع معظم القنوات الاخبارية المصرية والاجنبية، اشعر والكثيرون من الأصدقاء بالغثيان من التصريحات المعلبة للخبراء الاستراتيجيين، معتادي التصدي المبدأي لمثل هذه الكوارث، ومن جانب آخر على بعض القنوات العربية المشبوهة، نستمع لتشفي مغلف بالتحريض على الوطن، مستغلين الكارثة لمصلحتهم في الوصول للسلطة على بحور دم الأقباط، لا تخلوا أياديهم القذرة من بعضها.. وقليلاً ورأيت ما توقعته من بداية الأغاني الوطنية الاستنكارية المعلبة لتلك الكوارث..

الفنانة أنغام تغرد بصوت حماسي حزين: “مش من بلدنا اللي باع الأمان، ولا من ولادنا.. اللي اشتراه الشيطان”!! ازاي مش من بلدنا يا مدام، وكل عيل من دول مصري الجنسية، شرب من نيلها، واتنيل بتعليمها، واتعلم يخونها ويكرهها؟!! آآه.. ممكن يكون قصد حضرتك أنه فكر الارهاب مش من بلدنا؟!! طب وايه رأيك لما يكون الفكر ده بيتدرس ببعض المؤسسات المصرية؟!

إيه رأيك يا اعلام موجه لتضليل الرأي العام عن البحث عن حقيقة السبب في هذه الكوارث.. السبب المباشر في نزيف الوطن.. السبب الذي تخفونه مستهينين بدماء الأقباط، واعتبارها ثمناً زهيداً لثبيت سلطة، لاعتبارها سلماً ذهبياً سهلاً.. انتبهوا أيها السادة المسئولين الكرام.. السلطوين والبرلمانيين التشريعيين والقضائيين.. إن الأقباط الذين يضعوا أسمائكم في كتب صلواتهم، “الصلاة من أجل الرؤساء” ويصلون لكم في طقس قداسهم!.. انهم يعانون الأمرين يا سادة.. أطفالهم تُسجن ظلماً، بناتهم القاصرات يختفين قسراً ويُختطفن، يُمنع معظم موظفيهم من المناصب العليا.. أيها السادة انتبهوا.. الشاب الانتحاري مصري من بلدنا ومن ولادنا.. من حرضه، ومن علمه الكراهية والقتل،

من هنا يبدأ البحث عن الحقيقة! .. أيها الأحباء والأصدقاء المسلمون المصريون.. أقباط مصر يحثهم دينهم على حب أعدائهم، فما بالك من جارهم وصديقهم وابن بلدهم.. حافظوا على الشعب القبطي المسالم، فهم كنز استراتيجي يتمناه أي نظام.

شاهد أيضاً

الكنيسة القبطية

الضابط شفتيه، فطين

ماجد سوس تفاح من ذهب في مصوغ من فضة، كلمة مقولة في محلها. تلك المقولة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.