الخميس , مارس 28 2024
الدكتور رأفت جندى
رأفت جندى

الذي حرض علينا سبق وقتلنا

نعم حوادث تفجيرات الكنائس الاخيرة ليست الدولة أو الأمن متداخلين فيها كما هو مشكوك في تفجير كنيسة القديسين.

نعم موقف الدولة ورئيسها مختلف في كل حادثة فبينما كنا نرى الطناش التام من مبارك نرى الجزع والتأثر والمشاركة من الرئيس السيسي ولكن….

في كل قوانين دول العالم يحاكم المحرض على الجريمة كما المجرم تماما، وفى كل قوانين العالم يحكم على من يبث الكراهية تجاه شخص او جماعة، اما في مصر فنبتدع جريمة للفكر المتحضر مثل الشيخ ميزو وإسلام البحيري ونزج بهما في السجون بينما نترك الأزهر الذي يحرض سرا وشيوخ السلفية الذين يحرضون علانية على كراهية المسيحيين!

ومنذ ان تولى السادات الحكم صار الاقباط تحت النيران وتوالت المذابح عليهم واكبرها مذبحة الزاوية الحمراء، وكان يتم التعتيم على الخبر من رئيس جمهورية لا يقول الصدق.

وفى عصر ميارك استمر التعتيم على الأحداث بل وصف الأقباط بأنهم يبالغون وانهم يستقوون بالخارج، وكانت هناك صفقة بين الحاكم والاخوان المسلمين بأن يترك لهم اشياء من ضمنها الاقباط ويتركون له الحكم وكانت أكبر مذبحة للأقباط هي الكشح.

وفى أيام طنطاوي المجلس العسكري كانت أكبر مذبحة هي ماسبيرو، ولم يتم غسل عارها حتى الآن.

نعم شهدائنا ذهبوا للفردوس بوساطة من فجرهم ولكنهم تركوا لنا دمائهم تخزينا وتخذى نظام يترك المرض يسرى ولا يوقفه بل فقط يداوى بعض من اثاره وعوارضه.

الفكر الداعشى خرج من مصر ليس فقط من الأخوان المسلمين والسلفيين ولكن من ربايه الأزهر.

نعم هناك تقصير أمنى خاصة في طنطا حيث أن داعش أعلنت أنها تستهدف الاقباط، ولكن التقصير في ترك الشيخ برهامي وامثاله هو أكبر كثيرا.

لقد طلب السيسي من شيوخ الازهر مرات عديدة بالحسنى ان يغيروا خطاب الكراهية ولم يستجاب له بل قوبل طلبه بالاستهانة! والفرصة الآن مواتية لأن يكون السيسي أكثر حزما معهم.

نعم كان الاقباط في المهجر يقابلون كل عمل رديء من السادات ومبارك والمجلس العسكري في الخروج في مظاهرات عارمة للتنديد بالحكومة والرئاسة المصرية، اما أيام السيسي فلم تحدث غير مرة واحدة بسبب احداث المنيا.

وبمعرفتي بنبض الاقباط أقول للرئيس السيسي أن القلب القبطى يغلى بسبب عدم حزمك مع ارباب الكراهية، وأقول لك ايضا ان البعض يتهمونك ليس باللين معهم ولكن بالمحاباة لهم.

هل سنرى من السيسي موقفا حازما من الازهر والسلفيين الأيام القادمة، ام انه يخشى غضب السعودية حتى ولو انفجرت مصر كلها من الغضب؟

والذي حرض علينا سبق وقتلنا.

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.