الجمعة , مارس 29 2024

لا للإرهاب وعلى جميع دول العالم بما فيها الدول الإسلامية أن تضرب بيد من حديد .

يقلم:أنطوني ولسن/سيدني أستراليا
سأبدأ الكلام بمحاولة اجتهادية بتعريف الأرهاب والأرهابي.
أولا:الأرهاب…في أعتقادي أن الأرهاب هو عمل عدائي،فردي أو جماعي،منظم أو عشوائي،الهدف منه بث
الرعب والخوف في نفوس وأفئدة المُعتدي عليهم عن طريق القتل وإراقة الدماء.
ثانياً: الأرهابي…أو الأرهابيون…هو فرد أو جماعة يقوم أو يقومون بالأعتداء على أفراد أو جماعات
سواء هذا الأعتداء مخطط له وبتنظيم دقيق أو عشوائي.
الأرهابيون لا شكل لهم ولا لون.لأنهم يقومون بتنفيذ مخططهم دون أن يستطيع أحد أن يتعرف عليهم،ودون
أن يبدو عليهم سمة من سمات الغدر أو الأعتداء.
فهم أفراد عاديون من الجنسيين ونراهم في الطريق العام ،وأماكن التجمعات وأماكن التسوق فلا تستطيع
أن تأخذ حذرك أو تحتاط.وبهذا يزداد الرعب بين الناس على مستوى القرية مثلا في صعيد مصر وخوف أهلها من المطاريد الذين يغيرون على القرية من وقت لآخر للسرقة أو أخذ الثأر.أو ما حدث في الحادي عشر من أيلول /سبتمبر
2001 في نيويورك،أو ما حدث بعد عام وشهر تقريبا في الثاني عشر من تشريين
أول/أكتوبر عام 2002 في جزيرة بالي بأندونيسيا.
مع شديد الأسف أرتبط الأرهابيون بالدين الأسلامي لكونهم مسلمين.
وهذا تجن على الدين الأسلامي في حد ذاته ،فليس كل مسلم أرهابيا،وليس كل أرهابي مسلما بالمفهوم
الديني الصحيح.لأن الأرهاب لو كان مسلما ما قتل أخاه المسلم دون ذنب أرتكبه.أو حتى معارض له في
الفكر أو العقيدة أو المذهب.كما حدث ويحدث في الجزائر،وكما حدث أبان حكم الطالبان في أفغانستان الذين
أذاقوا الشعب الأفغاني المسلم ويلات الأضطهاد والتعذيب والجوع والحرمان.وأيضا كما حدث في مصر
من قتل أبرياء مسلمين ومسيحيين.قتلوا المسلمين لأنهم يريدون أشاعة البلبلة في البلاد ليتمكنوا من الأستيلاء على الحكم.
وقتلوا المسيحيين لأنهم كفرة مالهم وعرضهم حلال لهم…هكذا يفكرون…وهذا كله مخالف لتعاليم الدين …أي دين سماوي.
ما حدث في مصر كان أنذارا قويا للعالم كله .ونبه الرئيس مبارك بخطورة الأرهاب ،ولكنه لم يعمل للقضاء عليه في مهده.بل تركه يبث أفكاره الأرهابية في طول البلاد وعرضها عن طريق الأعلام المقروء منه والمسموع والمرئي.
وأيضا عن طريق المدارس التي أنشئت بتعاليمها المتشددة حتى أصبحت مصر أحد أهم مراكز وجود الأرهابيين في العالم.
تغير وجه مصر الحضاري المميز عن جميع دول العالم بالتعددية الثقافية والتي أهم مميزاتها
المحبة والتسامح والتعايش في وئام وسلام.الى مصر أخرى لا يعرفها المصري الأصيل سواء كان مسلما أو مسيحيا.
الأشد خطرا مما حدث في مصرمن تغير في روح الفكر المصري المتسامح الى روح الفكر المصري المتشدد.
أقول الأشد خطرا من هذا هو هروب أعداد كبيرة من قادة وأعضاء الأرهابية والتي كانت تهدد رجال الحكم سواء في مصر أو غيرها الى الدول الغربية وعلى رأسها أميركا وأنجلترا.
أستخدم الغرب نفس الأسلوب الأستعماري البالي المتعفن.ألا وهو اسلوب التفرقة واحتضان المعارض لأستخدامه ورقة تهديد يلعبون بها عند اللزوم.لكن أثبت الواقع المرير خطأ الأسلوب وبدأت الجماعات أو الأفراد في الغرب
في أستغلال الحريات وفساد الذمم عند بعض السياسيين،وسعيهم لأكتساب المال والمركز.
تضاعف عدد هؤلاء بشكل مخيف وأصبحوا يهددون الدول الغربية في عقر دارها.كما حدث على سبيل المثال لا الحصر
مع “المرحوم” الشيخ عمر عبد الرحمن وجماعته المتشددة في أميركا.
المدارس الأسلامية المتشددة،التي تؤمن بملكية الأرض ل(الله) وهم عباد الله أولى بها من أي كافر غير
مسلم،أو كافر مسلم يتعاون مع غير المؤمن المسلم والواجب قتله والقضاء عليه وتفريقه عن زوجته.أو تفريق الزوجة الكافرة عن زوجها المؤمن؟هذه المدارس أنتشر تواجدها في كل مكان في العالم.سواء غربي أو شرقي مسلم أو مسيحي أو حتى لا يؤمن بالأديان.أخذ التسابق بين الدول العربية المصدرة للنفط لتمويل مثل هذه المدارس بالمال اللازم لأستمرارها وايضا إغداق
المال على كل صاحب فكر ودعوة اسلامية متشددة أوغير متشددة.بل كانت تخصص أموالاً تصرف شهريا على المحجبات والمنتقبات لمساعدتهن على شراء ما يلزمهن من أزياء اسلامية يتفاخرون بها.وتضامن اصحاب الأموال المسلمون في تمويل
مثل هذه المدارس أو المعاهد أو الجماعات حتى لو أتلفت عقائدهم من سُنة أو شيعة أو علويين أو وهابيين.
لئلا تتهم أي من أصحاب هذه الملل والعقائد بالتخاذل في مؤازرة أعلاء كلمة الله بين جميع الأمم.
بدأت تبث هذه الأفكار المتشددة على شكل اجيال قد تَم برمجة أدمغتها حسب ما يريد المتشددون الأسلاميون الذين تحَولوا من دعاة الى طامعين في حكم لا تحده حدود جغرافية.ولا تفصل بينه بحار أو محيطات أو جبال.
بل الكل واحد…والكل يخضع لهم بغض النظر عن الظلم الذي يقع على البعض وأن كان يدين بالأسلام(كما حدث في مصر وأفغانستان والجزائر والسودان).لذا يجب توعية شعوب العالم باسره،شرقه وغربه،عرب أو غير عرب،مسلمين أو يدينون باي دين أخر…اقول يجب توعية شعوب العالم بمحاربة الأرهاب بجميع أشكاله،وأن لا نتهاون معه تحت اي بند من بنود الأنسانية وحقوق الأنسان.لأنه(الأرهاب) لم يراع حقوق الأنسان العادي مثلي ومثلك من يريد الحياة في أمان بعيدا عن الخوف من الموت
أو القتل أو حتى الأصابة بعاهات مستديمة.
هناك قضية واحدة هي أهم قضايا العصر وأعني بها القضية الفلسطينية يجب تضافر شعوب وحكومات
العالم بأثره للوقوف الى جوار الشعب الفلسطيني والعمل على اقامة دولة فلسطينية مستقلة.ويمكن تدويل مدينة القدس وحكمها عن طريق الأمم المتحدة مثلا(هذا مجرد أقتراح لحقن الدماء والأسراع بأعلان الدولة الفلسطينية).
أما ما عدا ذلك من قضايا اخرى فأعتقد أنها قضايا محورية بين خصمين أو اكثر،وعلى الفرقاء ايجاد حل لمشاكلهم …
حل لا يعتمد على القتال وأراقة الدماء.فأذا تضافرت الجهود للوقوف أمام هذا الخطر العظيم(الأرهاب) يمكننا أن
نحلم بعالم آمن يشعر فيه الأنسان العادي في أي مكان بالأطمئنان والأمان.
لاللأرهاب..وعلى جميع دول العالم بما فيها الدول الأسلامية أن تضرب بيد من حديد.
عزيزتي القارءة ..وعزيزي القارئ…مما لا شك فيه استنتجتم أن هذا المقال قد سبق كتابته في أواخرعام 2002
وتم نشره بتاريخ:
16/11/2002
بجريدة المستقبل الغراء-أستراليا
في الختام عندي سؤال واحد:
هل تغير شيء منذ ذلك التاريخ حتى اليوم 3/05/2017 ؟
الأجابة بالطبع…لا…لم يتغير شيء بل أزداد سوءا، واضيف أليه التفجير للكنائس المسيحية في مصر
وبقية العالم الغربي الذي لم يتعلم الدرس

شاهد أيضاً

يتساءل الجهلاء : أليس المحجبات مثل الراهبات؟

إسماعيل حسني الراهبة إنسانة ميتة، صلوا عليها صلاة الميت يوم رهبنتها رمزاً لمغادرتها العالم المادي، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.